هي اللحظة الأهمّ، وربما الأصعب، بالنسبة إلى من يتبع حمية غذائية أو من يعمل على الحفاظ على وزنه: الوقوف على الميزان! في أحيان كثيرة، تبدو النتيجة مختلفة عن تلك التي كان يتوقعها أو يطمح اليها الشخص، ما يُحبطه ويؤثر سلباً على حميته. وثمة من يدخل في دوّامة الادمان على قياس الوزن، وبهذا ايضاً يُعرّض نفسه لـ"مفاجآت" لا يجد لها تفسيراً!
على خلاف ما نعتقد، فإنّ عملية قياس الوزن تحكمها عدة شروط ومعايير يجب الالتزام بها ، لأن ليس كل رقم تظهره هذه الآلة يعكس حكماً الوزن الحقيقيّ!
تشرح اختصاصية التغذية كريستيل بدروسيان في حديث لـ"لبنان24" "ان الميزان يغشّ في احيان كثيرة، وهذا يعود إلى تغيّر الوزن بسبب عدّة عوامل. فمثلاً لا يتطابق الرقم الذي نراه في الصباح مع ذاك الذي نحصل عليه مساء اليوم نفسه بسبب وزن الطعام الذي دخل الى الجسم، فنلحظ على سبيل المثال ارتفاعاً بمعدل كيلو الى اثنين، لكن هذا لا يعني اننا كسبنا الدهون"!
وثمّة مسببات كثيرة مؤثرة في تغيّر الوزن، منها احتباس المياه في الجسم بسبب تناول كميات من الملح أو بسبب استهلاك كمية كبيرة من المياه، تغيّر في الهرمونات، ارتفاع نسبة العضل بسبب ممارسة الرياضية...
وعليه، تؤكّد بدروسيان أنّ معرفة الوزن الحقيقي منزلياً لا يتمّ من خلال قياسه مرة واحدة، بل يتطلب متابعة ومراقبة تمتدّ لأكثر من يوم او حتى اسبوع، ويمكن اللجوء الى قياس تركيب الجسم Body compositon لدى اختصاصيي التغذية لمعرفة نسبة الدهون والعضلات والمياه الموجودة في الجسم.
وتلفت الى ان الطريقة الامثل لقياس الوزن تتمثل بالتقيّد بقاعدة4S : same time a day- same day each week- same clothing – same scale ، أي اعتماد يوم محدد خلال الاسبوع، وتوقيت محدد من هذا اليوم، ارتداء الالبسة نفسها والقياس على ميزان واحد. وتشير بدروسيان الى ان الميزان الرقمي هو الافضل ويجب وضعه على ارض مسطحة وليس فوق السجادة.
وتنصح بعدم قياس الوزن في الحالات التالية:
- مباشرة بعد تناول الطعام.
- بعد ممارسة الرياضة لأن الجسم يخسر كمية من المياه.
- بعد استهلاك الكحول: صحيح ان المشروبات الروحية تعمل على اخراج المياه من الجسم الا أنه سرعان ما يقوم برد فعل دفاعي فيحبس المياه مجدداً.
- بعد السونا بسبب فقدان المياه من الجسم.
- بالنسبة الى النساء يتغيّر الوزن قبل وبعد العادة الشهرية، فهو ينخفض مباشرة بعد انتهائها ويبدأ بالارتفاع تدريجياً ليصل الى اعلى مستوياته خلال فترة الاباضة ليعود ويبدأ بالانخفاض حتى موعد العادة الشهرية الثانية.
واذ تشير بدروسيان الى أن سوء استخدام الميزان قد يضع الشخص في حال من الإحباط واليأس والحزن وقد يدفعه الى تناول الطعام لتفريغ الغضب، تلفت إلى أنّ الدراسات اثبتت أنّ 75% من الاشخاص ممن نجحوا في خسارة الوزن كانوا يتابعون ويراقبون اوزانهم بشكل منتظم بعيدا من الإدمان.
لذلك تدعو كل شخص الى اكتشاف نفسه وكيفية تأثير الميزان على حالته النفسية وما اذا كانت هذه العملية تحبطه او تحمسّه، ومن الانسب قياس الوزن مرة في الاسبوع وفقا للمعايير والقواعد التي ذكرت، مع الاخذ بعين الاعتبار وزن العضلات في حال ممارسة الرياضة وبالتالي قياس الخصر "بالماسورة" للتأكد من ان الجسم يفقد فعلا الدهون او ملاحظة التغييرات في مقاييس الثياب.
كل هذه الطرق والأساليب الصحيّة ستجعل من الميزان صديقاً لا نخافه أو نبغضه ولا ندمن عليه