نظم المنتدى الديمقراطي للخريجين في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، اعتصاماً حاشداً للخريجين أمام مقر مجلس الوزراء الفلسطيني في مدينة غزة، للمطالبة بتوفير فرص عمل للخريجين العاطلين.

 حيث شارك في الاعتصام مئات الخريجين والخريجات، وعدد من المؤسسات المختصة بالدفاع عن حقوق الخريجين، والذين تجاوزت أعدادهم عشرات الآلاف في مختلف أنحاء القطاع.

 قال عضو المكتب التنفيذي ومسؤول الخريجين في جنوب قطاع غزة تامر أبودقة، إن عدد الخريجين في فلسطين والتي بلغت  حسب تعريف منظمة العمل الدولية  357.300  شخص  بواقع 201.900 في قطاع غزة و 155.400 في الضفة الغربية.

وأضاف أبودقة، أن بطالة الخريجين باتت تشكل كابوساً من شأنه أن يدمر الاقتصاد الفلسطيني، موضحاً أن  التقارير الواردة من قطاع غزة تشير إلى ارتفاع كبير وحاد في أعداد الخريجين العاطلين عن العمل في غزة،  وبلوغهم لنسب كبيرة تعتبر الأعلى عالمياً وذلك وفقاً لتقارير دولية.

وحذر أبو دقة خلال كملته أمام الخريجين، من خطورة التزايد الكبير في أعداد الخريجين الفلسطينيين،  والتي صدرت على لسان  عدنان ابوحسنة الناطق الرسمي في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين خلال ندوة حوارية، أكد فيها على أن الوكالة استقبلت 231 ألف طلب عمل من لاجئين فلسطينيين في القطاع.

وتابع أبودقة أن من بين هؤلاء المتقدمين لفرص عمل 56 ألفا يحملون شهادة البكالوريوس و 30 ألفا يحملون شهادة الدبلوم و256 يحملون شهادة الماجستير والعشرات من حملة شهادات الدكتوراه. موضحاً  أن قطاع غزة بات  يقترب من كارثة حقيقية بحلول عام 2020 بعد تأكيد العديد من الخبراء لدى الوكالة جراء الارتفاع القياسي في معدلات البطالة والفقر لدى سكان القطاع وخاصة الخريجين .

بدوره قال مسؤول المكتب التنفيذي للمنتدى الديمقراطي للخريجين خالد الصعيدي، إن مذكرة تم تسليمها لمجلس الوزراء عبر وزير العمل الدكتور مأمون أبو شهلا،  أكدت على ضرورة التحرك العاجل من أجل تفعيل عمل وقرارات مجلس الوزراء فيما يتعلق بتوفير فرص عمل للخريجين في قطاع غزة.

وأعرب الصعيدي عن أمله  في أن  تتحمل حكومة التوافق الوطني مسؤولياتها أمام عشرات الآلاف من الخريجين العاطلين عن العمل، خاصةً في ظل الظروف المأساوية التي يعيشون، مضيفاً أن الوضع أصبح من الصعب السيطرة عليه، حيث أن  فكر الشباب الخريجين بات منحصراً في الهجرة للخارج من أجل البحث عن فرصة عمل لبناء مستقبلهم.

وأضاف، على الجميع أن يدرك حجم المشكلة والأرقام القياسية التي وصلت إليها البطالة، مُجدداً الـتأكيد على دور منتدى الخريجين وسعيه في العمل على الدفاع عن  حقوق الخريجين ومطالبهم العادلة، والتي تتلخص بتوفير فرص عمل لهم  وفق رؤية وطنية شاملة.

ودعا الصعيدي، حكومة الوفاق إلى فتح باب التوظيف المغلقة منذ العام 2007، بما يكفل الحياة الكريمة واللائقة ويحترم الكرامة الإنسانية للخريجين وعائلاتهم .

وأشار إلى أنه لم تلاحظ  فعلياً أية توجهات عملية علي صعيد الدور الحكومي لمعالجة مشكلة البطالة، مطالباً  بضرورة العمل على وضع خطة فعالة لتشغيل الخريجين العاطلين عن العمل وتوفير برنامج طوارئ لاستيعاب آلاف الخريجين علي بند العمل المؤقت  ليكون برنامجاً مُستمراً ومتواصلاً.

و طالب الصعيدي وزارة العمل بالإسراع في تفعيل الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية في قطاع غزة، وفتح آفاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة للخريجين، وتوفير المنح المالية والقروض الحسنة الميسرة التي تمكن الخريجين من عمل مشاريع مدرة للدخل خاصة بهم.

وشدد على ضرورة الإسراع والعمل علي توفير بيئة للعمل عن بعد بما يساهم في تشغيل آلاف الخريجين العاطلين عن العمل، وتشكيل لجنة وزارية بمشاركة الخريجين لمتابعة قضايا الخريجين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتهم، وإشراك الخريجين في وضع الخطط والبرامج الخاصة بهم.

ودعا الصعيدي الحكومة إلى أن تعمل علي التعاون مع الأونروا ومؤسسات المجتمع المدني للتنسيق ، من أجل توفير الإمكانيات اللازمة لحل ومعالجة قضايا الخريجين  في قطاع غزة.

ويذكر أن  إجمالي عدد الخريجين في كافة الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة سنويا يبلغ 20 ألف يعمل منهم 12% في حين يتعطل منهم 88%، ويأتي هذا الاعتصام ضمن سلسلة من النشاطات والدورات التي نظمها المنتدى الديمقراطي للخريجين خلال الشهور الماضية، للعمل على إبراز قضايا الخريجين في قطاع غزة.