منذ فترة ليست بالقليلة تطالعنا أخبار من السلطة الفلسطينية حول وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل واجتماعات مطولة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية , ثم للجنة المركزية لحركة فتح ثم اجتماعات لوزارة الشؤون المدنية الفلسطينية مع الجانب الاسرائيلي يقابله تبرير فلسطين بأننا ذهبنا لنبلغهم أن التنسيق سوف لا يكون كالسابق , بالمقابل تخرج تصريحات من الجانب الاسرائيلي تضحض كل هذه الاقاويل وتقول أن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية لم يحصل به أي تغير , وهكذا تحاول قيادة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الامنية تلطيف صورتها أمام الشعب الفلسطيني , ولكن الجانب الاسرائيلي يرفض هذا التجميل.
لذلك بادر الاسرائيليون بعدة خطوات كان الهدف منها الايحاء الى قيادة السلطة الفلسطينية أننا قادرون على ادارة المناطق كما يسميها المنسق الاسرائيلي الجنرال مردخاي حاكم ادراي الضفة الغربية , بدونكم ونستطيع أن نجعل الناس يتصلون بنا كل حسب حاجته عن طريق الفيس بوك , حيث قامت الادارة المدنية الاسرائيلية بعمل صفحة خاصة للسكان الفلسطينيين , بحث يقوم السكان بالاتصال المباشر من خلال هذه الصفحة مع الادارة المدنية كلُ حسب طلبه, فمن يريد تصريح عمل أو تصريح علاج أو سفر أو أي شيء ما عليه إلا الاتصال من خلال هذه الصفحة وكأنهم يقولون للسلطة الفلسطينية لسنا بحاجة لكم ولا لوزاراتكم , هذا التصرف الاسرائيلي هو لي لذراع السلطة وقرصة صغيرة لأذن القيادة الفلسطينية وكأنهم يقولون لهم حتى لو حللتم السلطة الفلسطينية بكاملها فنحن لدينا الحلول, هذه من جهة , ومن جهة آخرى قد يكون لهذه الصفحة طابع أمني آخر , حيث سيتعرف الاحتلال على حاجة كل متصل بهذه الصفحة ويستطيع الاتصال المباشر بدل المقابلات المخابراتية التي تتم داخل مباني الادارة المدنية أو على المعابر.
بالمقابل لا نرى أي ردة فعل من قبل قيادة السلطة الفلسطينية وخاصة وزارة الشؤون المدنية ورأيها حول هكذا تصرف من قبل الاسرائيليين , فالسكوت على هذا التصرف يعتبر موافقة ضمنية على ذلك , فكلمة الجنرال الاسرائيلي في بداية الصفحة وكأنها تدل على أنهم مع رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وأن هذه الصفحة وجدت لكي تسهل على سكان الضفة وغزة وتساعدهم في التواصل مع الخارج والعلاج في اسرائيل والعمل وما الى ذلك.
المطلوب من السلطة وخاصة وزارة الشؤون المدنية أن تقوم بنشر مواضيع مضادة لهذا التصرف الاسرائيلي بحيث تقول للناس بأن لا يتعاملوا مع هذه الصفحة بالمطلق , علي أقل تقدير هذه كانت خطوة اسرائيلية أولى.
أما الخطوة الثانية فكانت التهديد بضم المناطق "ج" من الأراضي الفلسطينية الى اسرائيل واعطاء سكانها الجنسية الاسرائيلية , بحيث لا يبقى للشعب الفلسطيني أي أرض لإقامة دولته عليها , وتم عمل قانون قدّم للكنسيت الاسرائيلي للتصويت عليه , هذا التهديد الآخر الغرض منه انهاء أي أمل للشعب الفلسطيني من اقامة دولته والإيحاء بأن سلطتكم وحكومتكم ودولتكم الذي تدعون أنها لكم ليس لها مكان فاذهبوا الى الأمم المتحدة أو أي مكان في العالم فنحن هنا من يقرر أن تكون لكم دولة أو لا تكون لكم دولة , رسالة أوصلها الاسرائيليون لقيادة السلطة ولكل العالم, ولكن للأسف الشديد كل العالم رغم الصلف الاسرائيلي يؤيدونهم والسبب انقسامنا وعدم فهمنا كفلسطينيين ودول عربية لما يدور حولنا من أحداث بل نحن أنفسنا نساعد الاسرائيليين على التمادي بهذه الصلف وهذا التحدي إن كنا ندري أو لا ندري.