رئيس «الموساد» السابق: الصراع مع الفلسطينيين يقترب من نقطة اللاعودة

thumb (5)
حجم الخط

حذّر رئيس «الموساد» السابق تامير باردو من أن إسرائيل تقترب من نقطة اللاعودة في صراعها مع الفلسطينيين، مبدياً قلقه على وجه الخصوص من «ابتعاد فرصة حلّ الدولتين».
وأشار باردو، في كلمة ألقاها في ندوة في جامعة هارفارد، إلى أنه «للأسف لا نحقق نصراً على داعش حاليا». وكان رئيس «الشاباك» المنصرف، يورام كوهين، قد أعلن أنه وخلافا للانطباعات السائدة في إسرائيل فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعمل بجدية على منع العمليات.
وفي ندوة عقدت أمس الأول في جامعة هارفارد بحضور مساعد رئيس المخابرات المركزية الأميركية السابق مايكل مورال، قال رئيس «الموساد» السابق إن الخطر الأكبر على إسرائيل هو استمرار النزاع مع الفلسطينيين. وأشار إلى أن «إعلان بنيامين نتنياهو قبل سنوات وجوب العمل لحل الدولتين كان صائباً. وأنا قلق، لأنه كلما مر الوقت تتباعد هذه الفرصة، وربما أنها لم تعد سارية».
وحاجج باردو أنه إذا كان فعلاً هذا الحل غير قابل للتحقيق «فإننا في مرحلة معينة قد نرى أبناء عمنا الفلسطينيين يفضلون حل الدولة الواحدة. وبالنسبة لي كابن للجيل الثاني للمحرقة هذا ليس حلاً مقبولاً. أنا قلق لأننا نقترب من نقطة اللاعودة كلما مر الوقت».
وانتقد باردو الاتفاق النووي مع إيران، مبدياً أمله مع ذلك أن «لا يحرك الإيرانيون من جديد مشروعهم النووي» جراء الإحساس مستقبلاً بالاطمئنان إلى أن «بوسعهم العمل من دون التعرض للعقاب، وأنا قلق من ذلك». واعتبر أن أحد عيوب الاتفاق النووي عدم تعامله مع مسألة دعم طهران للإرهاب، إذ أن «الخطأ في الاتفاق هو السماح لإيران بمواصلة استخدام الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية».
وفي هذه النقطة، ورغم تأييده الاتفاق النووي مع إيران، أعلن مورال أنه قلق أيضاً من دعم إيران للإرهاب. وقال «ما يقلقني في إيران هو جزء آخر من سياستها، وهو دعمها للإرهابيين، مثل حزب الله، والدعوات التي تطلق لإبادة إسرائيل».
وركز رجل «الموساد» في الندوة على «داعش». وعرض باردو موقفا متشائما بشأن انجازات التحالف الدولي ضد هذا التنظيم. وقال «نحن لا نحقق النصر حالياً، للأسف الشديد». وأضاف «من وجهة نظري نحن نعيش ما يشبه الحرب العالمية الثالثة. وهي حرب من نوع مختلف لا يمكن مقارنتها مع سابقاتها». وقال إن الكثيرين ممن يواجهون مشاكل اقتصادية يتجهون إلى المساجد التي تبث فيها الأيديولوجيا المتطرفة لـ «داعش». ولذلك هناك حاجة في نظره لمحاربة الفقر ومنع تفشي هذه الأيديولوجيا.
وكان لمورال موقف مختلف، حيث قال «نحن ننتصر وأيضا نخسر. وداعش في العراق وسوريا يتقلص من ناحية خسارته للأرض وكذلك لذخائره وسيطرته على قواتــه. لكنــهم ينتصرون لجهة قدرتهم على تنفيذ عمليات في أوروبا، وكذلك في نشر أيديولوجيتهم خارج العراق وسوريا. القاعدة كانت التطرف الإســلامي الطبعة الأولى وداعش هو الطبعة الثانية. ولكن حتى لو هزمناهم ستظهر لنا الطبعة الثالثة».
ولم يبد باردو تفاؤلاً بشأن وقف نار مستقر في سوريا، موضحا أن إعادة سوريا إلى ما كانت عليه يتطلب ما بين 200 الى 300 مليار دولار، وهي غير متوفرة، ولذلك ستبقى سوريا في حالة صراع داخلي، إلا إذا «تم العثور على حل من خارج الصندوق للأزمة الاقتصادية في المنطقة».
وقال باردو إنه لا يخشى من تسلل «القاعدة» و «جبهة النصرة» و «داعش» إلى إسرائيل من سوريا، لكنه يخشى من انتشار فكرهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعندما سئل عن قدرات «الموساد» على الاغتيال، قال «لا أعتقد أن الاغتيالات يمكنها أن تحل المشاكل. ونحن أبداً لم نعترف بتنفيذ اغتيالات». ومع ذلك قال «بصدق، إن فعل أمور سيئة هو جزء من اللعبة. جزء من الحياة». وأشار باردو إلى العلاقات بين إسرائيل والسعودية، فقال إن العلاقات هذه لن تتحسن من دون حل الموضوع الفلسطيني، لكن «العلاقات الإستراتيجية ستستمر من تحت الطاولة وبمستويات أدنى».
من جهة أخرى، قال كوهين، في آخر استعراض أمني له أمام الحكومة قبيل إنهاء مهامه، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «يعمل على تهدئة موجة الإرهاب التي تجتاح إسرائيل». وأضاف «أبو مازن أصدر أمرا حقيقيا للأجهزة بإحباط العمليات، وهو يفهم بأن التحريض لا يجدي نفعا»، مشددا على أن «الأجهزة الأمنية الفلسطينية تساعدنا في كثير من الأمور. وعندما يحصلون على معلومات ـ يعملون».