هزت جريمة احتراق الأطفال الثلاثة غرب مدينة غزة؛ المجتمع الفلسطيني كافة، وكا حر وشريف؛ ولم تحرك ساكنا لدى الوحوش الآدمية في كيان الاحتلال؛ المسئول عن المحرقة، والذي تسبب بحرقهم؛ نتيجة مواصلة الحصار وقطع الكهرباء عن غزة، والذي قتل 400 طفل في الحرب العدوانية عام 2014؛ في جريمة يندى لها جبين الإنسانية، ويخشى أن تتكرر؛ ما دام لا يوجد حسيب أو رقيب.
الجنرال الصهيوني "يئير جولان" وهو نائب رئيس الأركان في الجيش الصهيوني يقول: ليس هناك ما هو أسهل وابسط من التعامل البهيمي، وفقدان المشاعر الأخلاقية والتظاهر بالبراءة؛ وكأنه يصف "نتنياهو" 100%.
أصل المشكلة وكل الشرور؛ هو الاحتلال، والاحتلال فقط لا غيره؛ ولا يجوز حرف البوصلة؛ ولا مشكلة مع من يدافع عن نفسه وشعبه من الاحتلال ويقاومه؛ وهذا يقر به كل عاقل وحر وشريف، ولو لم يكن يوجد احتلال وحصار على غزة؛ لما كان هناك حاجة لإشعال شموع لإنارة منزل وغرفة أطفال صغار لا يدركون خطورة الشموع.
عالم من الوحوش؛ هو العالم الذي لا يلقي بالا لمعاناة مليوني فلسطيني في غزة، ويحرق الأطفال بالشموع على مرأى ومسمع عالم يصمت صمت القبور؛ فحتى الوحوش عندما تقتل فهي تقتل لتأكل؛ لا لتركع شعب وتستبيح محرماته.
الحرب بشكل مصغر على الشعب الفلسطيني لم تتوقف من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال؛ سواء في غزة أو الضفة؛ ففي الضفة احرق المستوطنون الشهيد الطفل محمد أبو خضير، وعائلة دوابشه، والجيش كل يوم في مدن وقرى وبلدات الضفة؛ يقتل ويعتقل دون حسيب أو رقيب، ويصادر الأراضي بأوامر عسكرية وغيرها.
طبول الحرب الرابعة تقرع على غزة؛ برغم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تسعى ولا تريد حربا جديدا في قطاع غزة كما قال هنية في خطبة الجمعة، ولم تكن يوما بادئة في أي حرب؛ بل كانت تدافع عن شعبها؛ وجيش الاحتلال يؤكد على عدم رغبته بحرب جديدة، ولكن كما قالت العرب قديما:من مأمنه يؤتى الحذر.
قصف مدفعي، و15 غارة على غزة، والمرجح المزيد منها؛ في ظل إصرار حكومة" نتنياهو" على غيها، وهي بحاجة لحرب رابعة خشية نشر فضائح وهزيمة وأسرار الحرب العدوانية عام 2014 ؛ فهي بالتالي بحاجة لاستباق ألازمة وترحيلها نحو غزة.
حماس تبني الأنفاق؛ وكيان الاحتلال مرعوب منها؛ والمستوطنون تطاردهم كوابيس وهوس الأنفاق، وصارت الحياة لا تحتمل ولا تطاق مع تهديدات حماس المستقبلية بنظر قادة الاحتلال والمستوطنين الذين يخشون ويحسبون كل صيحة عليهم؛ وهذا هو ديدن المجرم السارق؛ يحيا ويعيش على الهواجس والمخاوف وتطارده الكوابيس.
صحيح أن الاحتلال أعرب عن عدم رغبته بالحرب؛ ولكن الظرف العربي ناضج لها، والمعارضة تشتد على "نتنياهو"؛ وأفضل مخرج له هو ترحيل مشكلته باتجاه غزة؛ لكن كيان الاحتلال سبق وفشل في حروبه الثلاث الأخيرة ضد قطاع غزة في القضاء على المقاومة، التي كانت بعد كل حرب تخرج أكثر قوة؛ وفي حال إقدامها على حرب رابعة فليس من المتوقع أن تكون أفضل حالا من سابقاتها.
الذين يوجهون أصابع الاتهام للمقاومة الفلسطينية في كل شاردة وواردة؛ نوجه لهم سؤال واضح وصريح: هل المقاومة الفلسطينية من حركة حماس وغيرها من قوى المقاومة؛ هي التي احتلت شعبا آخر وطردته من أرضه وتحاصره وتخنقه وتحرق أطفاله بالشموع؛ وتسلبه خيراته؛ وبالتالي أجبرته لاحقا على حمل السلاح دفاعا عن شرفه وأرضة ومقدراته؟!