ديمونا .. خطر يهدد المنطقة و الإدارة الأمريكية لن تسمح لأحد أن يقوم بالتفتيش عليه

13181199_10207712575745616_420458758_n
حجم الخط

 

حذرت العديد من مراكز الدراسات والأبحاث، من المخاطر التي تحدق بمفاعل ديمونا، حيث صرحت القيادة في تل أبيب على المستويين الأمني والسياسي حول ثلاثة تهديدات تحدق بالمفاعل، الأول والذي تعترف به إسرائيل يتمثل في أن العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا تجاوز سنوات عمله الـ 13، حيث جرى خلال هذه الفترة إجراء عملية استبدال لقطع كثيرة به، لكن المشكلة تكمن في نواة المفاعل، وفقاً لما  ذكرته صحيفة هآرتس.

أما التهديد الثاني، والذي لا تعترف به دولة الاحتلال بصورةٍ مباشرةٍ، يتمثل في تهديد حزب الله أن مفاعل ديمونا أصبح في مرمى صواريخه، و التهديد الثالث فيكمن في البحث المستمر من قبل المسؤولين عن أماكن آمنة لدفن الإشعاعات النووية.     

و في هذا الصدد الذي خلق العديد من المخاوف في المنطقة و التي لا تقتصر على فلسطين فحسب بل يصل إلى العديد من الدول العربية المجاورة، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف لـ"وكالة خبر"، إن المفاعل النووي "ديمونا" انتهى عمره الافتراضي، و الحديث عن انفجاره بات وشيكاً دون تعرضه للقصف من قبل المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية، فهذا خطر يهدد حياة الملايين من سكان المنطقة .

و أكد الصواف، على أهمية التحرك الدولي الفاعل والتفتيش على المفاعل من أجل الكشف عن كافة المخاطر التي يحتويها بداخله، و النظر إلى مدى صلاحيته.

و أشار الصواف إلى حدوث انفجار ذاتي في المفاعل،فلن يقتصر الخطر على سكان الأراضي المحتلة عام "48" بل سيشمل دول كبيرة و منها فلسطين و الأردن و مصر و سوريا و لبنان، لافتاً إلى أن هذه القضية تمس الأمن والسلم العالمي.

و لفت الصواف إلى أن الإدارة الأمريكية لا ترغب في التفتيش على مفاعل ديمونا والخروج بنتائج نهائية حول مدى صلاحيته، مؤكداً على أن المقاومة لن تتمكن من الوصول إلى هذا المفاعل، وذلك بسبب تواجده تحت الأرض، حيث أن إصابة أحد أجزاءه التي تعلو سطح الأرض فإنه سيشكل خطراً كبيراً على المنطقة جمعاء.

و أوضح الصواف أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن يطلع العالم على حجم الدمار الموجود داخل المفاعل، وذلك تخوفاً من المناداة  بالتخلص من هذا المفاعل، مشيراً إلى أن الاحتلال يعتبر امتلاكه للنووي عنصر قوة أمام العالم، ولهذا السبب لن تسمح لأحد في أن يقوم بالتفتيش على المفاعل، لكن من المحتمل أن تضغط أمريكا على إسرائيل من أجل إجراء التفتيش داخل المفاعل .

و قال المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر لـ "وكالة خبر"، إن تسليط الضوء على قضية تصدعات مفاعل ديمونا و تواجد خلل بداخله، أثارت جدلاً واسعاً داخل الوسط القيادي الإسرائيلي، لافتاً إلى أن أصوات داخل القيادة الإسرائيلية تعتبر أن المفاعل أصبح قنبلة تهدد بانهيار إسرائيل بشكل كامل، وهذا الأمر أوجد العديد من الخلافات بين المستويين العسكري والسياسي الإسرائيلي.

وأضاف أبو عامر أن هذا المفاعل يشكل نقطة مظلمة في الوسط الإسرائيلي، و قد تم تأسيسه بأيدي فرنسية أمريكية إسرائيلية، حيث أنه لا يستطيع أحد التدخل للكشف عن مخاطره المحتملة، مشيرًا إلى أن الإدارة العسكرية الإسرائيلية تتحدث عن وجود مباحثات داخلية بين الوسط الإسرائيلي حول إمكانية إصلاح هذا المفاعل من عدمه.

و أشار أبو عامر إلى أن التصريحات حول مخاطر حول هذا المفاعل لن تغير السياسة الموضوعة له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب أن مفاعل ديمونا الركيزة الأقوى لأمريكا و إسرائيل في الشرق الأوسط، ولن تسمح لأحد بأن يقوم بإصدار أي قرار بإغلاقه.

و استبعد أبو عامر أن يتم فتح أبواب المفاعل للطواقم الدولية من أجل التفتيش عليه، وذلك لعدم موافقة الإدارة الأمريكية على ذلك، بالإضافة إلى تكتم الإعلام العبري وتجنب الحديث عن مخاطر و إحداثيات المفاعل من أجل ثني النظر عنه في الوقت الراهن.