حينما أحرقتْ الشُّموعُ ثلاثة أطفال

9059
حجم الخط

الكاتب: عطا الله شاهين

ما أصعبَ ذاك المشهدُ لثلاثةِ أطفالٍ تفحّموا في تلك الليلة من حريقٍ سبّبته شمعات لمجرّد أنّ الكهرباء كانتْ مقطوعةً كعادتها .. فحين تقطعُ الكهرباء فتلقائياً يُحبُّ المرء أنْ يضيءَ بيته .. فأهلُ ذاك البيت أشعلوا شموعاً كباقي الأُسر لكيْ يروا أمامهم، ولكيْ يقضوا حاجاتهم، فبدون ضوءٍ فالحياة تكون صعبة، ولكنّ الشّمعات في تلك الليلة أحرقتْ حياةَ ثلاث أنفس من أُسرةٍ بقية أفرادها ما زالوا في خطرٍ من شدّة النّارِ التي أكلتْ أجسادَهم .. فلا يمكنُ وصفُ ذاك المشهد، لأنّه مخيفٌ، فثلاثة أطفال استشهدوا في تلك الليلة المُعتمة من اشتعالِ أثاث منزلهم، وهذا شيءٌ مُحزْنٌ للغاية. 

لقد ملّ النّاس إشعالَ الشُّموع في كلّ ليلة .. يريدون أنْ تظلّ بيوتهم مضاءةً بالكهرباء، فهم لا يريدوا موْتاً آخر..
فمشكلة الكهرباء هي السبب في استشهادهم، ولا بدّ من إيجادِ أيّةِ حلولٍ سريعة، لكيْ لا تظلّ مقطوعة، فثلاثة أطفال احترقتْ حياتهم أمس في بيتٍ أحبّوه..
فما أصعبَ العيشُ في العتمةِ، فالمرء يُحبُّ النّورَ، ولهذا اضطروا لإشعالِ الشّمعاتِ، لأنّه بلا نورٍ فلا حياة .. فحياةُ الثّلاث أنفس انحرقت من سقوطِ الشّمعاتِ دون أنْ يدروا.. فمشهد استشهاد ثلاثة أطفال لمْ يروا الحياةَ بعد يُبكّي بكلّ تأكيد.. أما آن الأوان لحلِّ مشكلةِ انقطاع الكهرباء عنْ المساكين..