في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية .. المتطرفة ريغيف تقترح رفع العلم الإسرائيلي في ذكرى النكبة

13149850_10207728543744806_551594725_n
حجم الخط

طلبت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، المتطرفة ميري ريغيف، من طاقم مكتبها اقتراح قانون يفرض على المؤسسات العربية - التي تتلقى تمويلًا من الوزارة أو "مفعال هبايس" أو "توتو وينر" - رفع علم إسرائيل خلال ذكرى النكبة الفلسطينية.

وتعتزم ريغيف على رفع العلم الإسرائيلي على المنشآت القائمة والتي لا تزال طور البناء، والتي تتلقى تمويلًا جزئيًا أو كاملاً من وزارة الثقافة والرياضة، ومن المتوقع أن تطرحه للتصويت في الكنيست قريبًا.

قال المحلل السياسي هاني حبيب لـ "وكالة خبر"، إن هذا الاقتراح يشمل اقتراحات إسرائيلية سابقة  تقضي بإلغاء أي حديث عن النكبة الفلسطينية على اعتبار أنه لا يوجد "يوم نكبة"، حيث أن الإسرائيليون يطلقون عليه يوم المحرقة النازية لليهود، نظراً لأنهم يعتبرون أن قيام إسرائيل على الأرض لن يكون عليها فلسطينيون .

وأضاف المحلل السياسي مأمون أبو عامر، أن ريغيف تحاول من خلال عنصريتها طمس كافة أشكال الهوية العربية من خلال محاربة أي مظهر للمشهد الفلسطيني أو العربي، وهذا يقع ضمن سياسة التهويد الإسرائيلية.

وأضاف حبيب، أن اقتراح ريغيف يحمل في طياته أهدافاً ترمي إلى إلغاء إحياء ذكرى النكبة وليس رفع العلم الإسرائيلي فقط ، مضيفًا أن ريغيف لا تمتلك إلا ما تحت سيطرتها والمنظمات والجهات التي تأخذ عونًا من الدولة العبرية، الأمر الذي لن يخضع له الجمهور الفلسطيني .

وأشار أبو عامر، إلى أن عددًا من الوزراء الإسرائيليين لا يؤيدون رفع العلم الإسرائيلي يوم النكبة، على اعتبار أنه أمر غير عملي وغير مفيد، وفيه محاولة لاستفزاز الجماهير العربية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى مواجهات بين الجماهير الإسرائيلية والعربية، مضيفًا أن منْع الفلسطينيين من إحياء  ذكرى النكبة سيصبح موضع نقد داخلي وخارجي وذلك لأنه ستعتبر حرباً تجاه أيام ثقافية وإنسانية .

وبيّن حبيب أن المنظمات الفلسطينية (السياسية والاجتماعية) تنظم عدة أنشطة في المدن التي تتم فيها حشود فلسطينية أن الجمهور الفلسطيني يعيش أحياء النكبة الفلسطينية ، وهذا ما سيكون كل عام ، وسيجري هذا العام أيضًا .

وأكد أبو عامر، على أن المؤسسات العربية لن تقبل بهذه السياسة الإسرائيلية، نظراً لأنها تتحدى المشاعر العربية، حيث أن منع رفع العلم لن ينجح كثيرًا في إعاقة الجماهير من إحياء المناسبة، مشيرًا إلى أنه قد يتم إحياء المناسبات خارج المؤسسات الرسمية مثل : المدارس والأحياء العامة ، لتجاوز العقبات التي يضعها الاحتلال.

ويذكر أن الوزيرة ريغيف قدمت اقتراحات سابقة، مثل "قانون الولاء"، الذي يفرض إعلان الولاء لإسرائيل من أجل الحصول على تمويل أي عمل ثقافي، ويمنع الميزانيات عن الأعمال التي تهين الدولة ورموزها وتحرض على العنف ، وتعتبر يوم الاستقلال يوم نكبة وحداد ولا يعترف بإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ، وأثار هذا الاقتراح موجة انتقادات واسعة للسياسة التي تنتهجها الحكومة التي يقودها نتنياهو.

وأوضح حبيب أن هذه الممارسات ستستمر في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة، داعيًا إلى تجاهل هذه المقترحات، والاستمرار في إحياء المناسبات الفلسطينية، وذلك تأكيدًا لكافة المستويات على أن هذه أرض فلسطينية وأن الشعب الفلسطيني نُكِبَ يوم 15 آيار بقيام الدولة العبرية، الأمر الذي أحال الشعب الفلسطيني النازح من أرضه إلى لاجئين .

وأضاف أبو عامر، أن الاتجاه اليميني هو الذي يسيطر على المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي هناك تنافس بين الأحزاب بإظهار من الأكثر تطرفًا ومعاداة للعرب، مضيفًا أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية شبّه الأوضاع التي تمر بها إسرائيل بألمانيا عام 1923، عندما لجأت إلى النازية فحملت طابعًا عنصريًا نازيًا، واعتبر أن هذه السياسة سيكون لها نتائج سلبية أكثر مما تطمح له إسرائيل . 

وتحاول ريغيف من خلال فرض رفع العلم الإسرائيلي في كل مكان، وهذه المرة، بدء تقديم الاقتراح بداية الدورة الصيفية للكنيست، التي ستبدأ بعد أسبوعين، كي تستطيع تمريره دون عقبات قانونية.

ويذكر أن يوم الخامس عشر من آيار الجاري يصادف  "ذكرى النكبة" للشعب الفلسطيني ، حيث يتذكر الفلسطينيون ما حلّ بهم من مأساة إنسانية و تهجير، واتُّفِقَ على أن يكون يوم الذكرى هو اليوم التالي لذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل ، وذلك في إشارة إلى أن كل ما قامت به المجموعات المسلحة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني كان من أجل التمهيد لقيام هذه الدولة التي أُريدَ منها أن تكون دولة لليهود فقط .