خلال تجوالك في شوارع قطاع غزة يثير الانتباه شيء ما وهو إنارة مصابيح الطرقات العامة في وضح النهار، و ذلك بالتزامن مع الأزمة التي يمر بها قطاع غزة منذ عشرة أعوام من انقطاع التيار الكهربائي المستمر، ما شكل أزمة كبيرة أثرت على كافة مناحي الحياة، ونتج عن هذه الأزمة عدد من الكوارث أدت إلى اشتعال الحرائق داخل منازل المواطنين بسبب استخدام الشموع، ونجم عن ذلك وفاة لعشرات الأطفال .
إنارة هذه المصابيح في وضح النهار يأتي بالتزامن مع عدم إنارتها في ساعات الليل أي الوقت المناسب لاستخدامها من أجل أن تنير الطرقات، هذا الأمر دفع بالمواطنين إلى التساؤل عن أسباب هذا الخلل في ظل تولي حكومة غزة زمام الحكم، و مطالبتها المستمرة لحكومة رام الله برفع ضريبة "البلو".
قال مدير دائرة التخطيط في سلطة الطاقة والموارد الطبيعية أحمد أبو العمرين لـ "وكالة خبر"، إن مشكلة إنارة مصابيح الكهرباء في ساعات الصبيحة تعتبر مسؤولية البلديات، نظراً لأن هذه الشبكات تعود ملكيتها للبلديات و لا يوجد لسلطة الطاقة أي سيطرة عليها.
و أضاف أبو العمرين، أن سلطة الطاقة تدرك هذه المشكلة و لديها علم مسبق بها، موضحاً أن سلطته طالبت البلديات بضرورة العمل على إصلاح هذا الخلل الفادح الذي نشاهده بأعيننا، ومحاولة إصلاح هذا الخلل ومعرفة كيفية تركيب المصابيح في الطرق العامة.
وفي السياق ذاته، أوضح مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء طارق لبد، أن إنارة الكهرباء في الطرقات ضمن صلاحية واختصاص البلديات، لافتاً إلى أن شركة الكهرباء لا تتدخل في عمل البلديات حيث أن كل بلدية مسؤولة عن نفوذها.
وأشار أبو العمرين، إلى أن إنارة الطرقات العامة تعمل على نظام الحساسات و هي ضمن الشبكة العامة لشبكة كهرباء قطاع غزة.
و شدد لبد على أن البلديات هي المسؤولة عن الخلل في شبكة الإنارة الخارجية المتواجدة في الطرقات، موضحاً أن استمرار هذا الخلل يكبد الخسائر، و يرفع نسبة التكاليف من قيمة مجمل التحصيل العام لأداء شبكة الكهرباء في القطاع، خاصة في ظل الأزمة التي يمر بها قطاع الكهرباء في غزة.
و قال مدير دائرة الإنارة و الكهرباء في بلدية غزة سمير الغصين، إن هذا الخلل لا يمكن أن ننكره، وهو واضح في العديد من الطرقات العامة، لافتاً إلى أنه ناجم عن عدم وجود شبكة سليمة، نظراً لأن الشبكة العامة للإنارة متهالكة و لا تقدر البلديات على تطويرها.
و أوضح الغصين أن قدم الشبكات و الأنظمة التي تعمل عليها إنارة الطرقات تعد أهم أسباب خلل إنارة المصابيح في وضح النهار، حيث أن البلدية تعمل على معالجة الأمور ولكنها غير قادرة على تحديد النقاط المحددة المتواجد بها الخلل.
و أشار الغصين إلى أهمية أن تكون شبكات إنارة الطرقات شبكة خاصة مستقلة عن الشبكة العامة لقطاع غزة، و ذلك من أجل تحديد نقطة الخلل في شبكة الإنارة و معالجة الخلل على الفور، لافتاً إلى أن الشبكة العامة للضغط العالي لكهرباء غزة تواجه عدة مشاكل ما يزيد من صعوبة الأمور أمام البلديات.
و في الإجابة على السؤال من يقوم بدفع هذه الفواتير المتراكمة جراء إشعال الإنارة في وضح النهار، فأجاب الغصين، أن الحديث عن الأمور الفنية ليست من صالح أحد و أن الفانوس الذي يوضع في الطرقات لا يستهلك كميات كبيرة من الكهرباء.
و نوه الغصين إلى أن الإنارة في وضح النهار لا تستهلك قدراً كبيراً من الكهرباء، لافتاً إلى أن بلدية غزة ستعمل جاهدة على معالجة هذه القضية، التي أصبحت حديث المجتمع الغزي، وشكلت حالة من النفور لدى المواطن.