أثارت تصريحات حركة حماس الأخيرة والتي شنت خلالها هجوماً لاذعاً على الرئيس محمود عباس توتر كبير في الساحة القيادة الفلسطينية، حيث أنها أثارت غضب عدد من القيادات و على رأسهم الرئيس أبو مازن، وذلك بعد تعرضه للهجوم بشكل علني و مسيء.
وكانت حماس رفعت لافتات كبيرة في شوارع قطاع غزة تحمل الرئيس محمود عباس و رئيس الوزراء د. رامي الحمد لله المسؤولية عن تفاقم الحصار في قطاع غزة، محملة الرئيس ورئيس الوزراء مسؤولية الأرواح التي تزهق في غزة جراء استمرار الحصار.
قال المحلل السياسي فتحي بوزيه لـ "وكالة خبر"، إن تصريحات حماس وهجومها على شخص الرئيس وحكومة الوفاق، تعتبر رسالة واضحة أن الحركة لا ترغب في استكمال الفرصة الأخيرة من ملف المصالحة الفلسطينية و الذي كان بحاضنة مصرية و قطرية.
و أضاف بوزيه، أن ما يحصل في الساحة الفلسطينية أمر معيب لكلاً الطرفين، نظراً لأنهم يحملون المسؤولية لبعضهم البعض وبات العدو الإسرائيلي خارج الدائرة الأساسية وهذا ما سعى إليه الاحتلال، لافتاً إلى أن حماس عملت على تمرير هذه المخططات خاصة أن أفراد يتبعون للحركة قاموا بحرق صور الرئيس وصفه بالخائن.
وأوضح المحلل السياسي د. عدنان أبو عامر، أن ما نشاهده في غزة أمر واضح و يكشف النوايا الخفية لحركة حماس، حيث أنها أرادت أن توصل رسائل واضحة للشعب و للسلطة في عدم رغبتها في إتمام المصالحة رفضاً لإجراء الانتخابات، وضمان استمرارها على رأس الحكم في غزة.
و أشار أبو عامر إلى أن صمت قيادة حركة حماس عن هذه الأفعال يعكس مدى الرضى عن تصرفات عناصرها بحق الرئيس أبو مازن و وصفه بأنه خائن ومسؤول عن حصار غزة، لافتاً إلى أهمية مراجعة حماس لحساباتها من أجلها ومن أجل الوطن.
و أضاف أبو عامر، أنه يتوجب على كلا الطرفين أن يراجعوا حساباتهم من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانتها و ثقلها، مشيراً إلى أن الحصار الإسرائيلي مفروض على كافة الأراضي الفلسطينية بدون استثناء، و يجب على قيادة حركتي فتح وحماس أن تدرك ذلك جيداً.
و الجدير ذكره أن هذه الأفعال لم تلاقي قبولاً لدى قيادة حركة حماس في الخارج، حيث أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. موسى أبو مرزوق، أكد على أن ما قام به أبناء الحركة في غزة من مسيرات وهتافات مهينة للرئيس أبو مازن، تمثل خرقاً للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في لقاء الدوحة الثاني.
و أشار بوزيه، إلى أن هذه الأمور تشكل عبئاً على القضية الفلسطينية وتزيد من حدة الحصار المفروض على كافة الأراضي الفلسطينية، و أن الحديث عن المنازل التي حرقت جراء انقطاع الكهرباء المتواصل على القطاع، فإنه يتوجب على كلا الطرفين وضع خلافاتهم جانباً والجلوس من أجل التوصل إلى حل جذري لهذه المشاكل.
و لفت أبو عامر إلى أن أفعال حركة حماس بغزة بحق الرئيس أبو مازن أخذت نقاشاً واسعاً بين الرئيس محمود عباس و مدير المخابرات المصري اللواء خالد فوزي، مشيراً إلى أن هذا الأمر يفتح العديد من التساؤلات، حول رغبة مصر في تغيير علاقاتها مع حماس من عدمه، وهل ستفرض مصر شروطاً على حركة حماس خلال الفترة الراهنة كرد اعتبار للرئيس محمود عباس؟.
و في إطار أزمة الكهرباء المتفاقمة في غزة صرحت حركة حماس أن الضريبة التي تفرضها السلطة على وقود محطة التوليد هي السبب في الأزمة، و في المقابل ردت حركة فتح بالتأكيد على قيام الحكومة بإعفاء الشركة من قيمة هذا الوقود، متهمة حركة حماس بأنها تخلق الأزمات ولا تقوم بدفع ما عليها من التزامات مالية لشراء الوقود، خاصة وأن سلطة الطاقة التي تشرف عليها الحركة هي التي تقوم بجباية أموال الكهرباء.
و أوضح بوزيه، أن قطر أصبحت غير قادرة أن تضغط على حركة حماس من أجل التنازل و اكمال ملف المصالحة، حيث أن هذا الأمر أدى إلى فشل مساعي عقد اللقاء الثالث، و الذي مقرر عقده في العاصمة القطرية الدوحة خلال الشهر الجاري، من أجل التوصل إلى اتفاق و حل لنقاط الخلاف التي تعيق تطبيق اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة.
وعبر أبو عامر عن انتقاده للحملات الإعلانية التي شنتها حماس، وكذلك التقصير من قبل حركة فتح بحق قطاع غزة.