لا تغادر الصور الأليمة مخيلتك؟ لا بل هي تنغّص عليك حياتك، وتحول دون استمتاعك بالحاضر؟ تشعر كأنك تعيش تلك التجربة الآن وقد مرّت منذ سنوات خلت؟ هل يمنعك شعورك بمرارة خيانة تعرّضت لها من القيام بعلاقة حبّ جديدة؟ أنت ترتعب عند سماع أي صوت منذ وقوع انفجار أمني أودى بحياة شخص عزيز؟ تخاف السفر أو الظلام؟ لم تعد لديك القدرة على القيادة بعد الحادث الأخير الذي تعرّضت له؟ هل لديك مخاوف من الحيوانات؟ تتجنّب الأماكن المغلقة و/أو المرتفعة؟ إنّ العلاج بالحركة الثنائية للعين بإمكانه أن يحرّرك من هذه المخاوف والمشاعر والإنفعالات السلبية، ويتمّ تجاوبك مع هذا العلاج بشكل شبه فوري وسريع.نتعرّض جميعاً في حياتنا لأحداث مؤلمة، ضاغطة وصادمة، أحداث نتغلّب على بعضها، وبعضها الآخر يغلبنا، فيصيبنا باضطرابات نفسية، عقلية وسلوكية، ترتبط بها أحياناً مشاكل صحية عديدة. قد تصيب الصدمة النفسية عدّة أشخاص في وقت واحد، وذلك في حال الحوادث الأمنية وتعرّض مجموعة من الناس لخطر مشترك.
يصاب الإنسان بالصدمة النفسية بسبب المستجدات الخارجية القوية والمفاجئة، التي تُشعره بالعجز، فلا يستطيع تغيير أمر، ولا إمكانية لديه لتجنّب ما يحدث.
عندها يحتاج لمجهود إضافي للمواجهة، والتغلّب على الظروف المؤلمة. تغيّر بعض المستجدات حياتنا سلبياً، وبشكل جذري، على الصعيد الشخصي والصحي والنفسي، إذا لم نتحرك لمعالجة الرواسب بشكل سريع وفاعل.
نصاب بالهلع، بالعجز والخوف الشديد، ويغلبنا الاكتئاب لأسباب كثيرة، منها الفشل في الدراسة، إنفجار أمني، حادثة خطف، إغتصاب، تشوّه جسدي، موت شخص عزيز، إنهيار علاقة عاطفية، خسارة مركز أو عمل معين.
إلّا أنّ ردة الفعل على حدث معين ليست مرتبطة مباشرة بحجم هذا الحدث، حتّى لو شكّل خطراً على الحياة، بل بقدرة الإنسان على مواجهة هذا الطارئ. فالإنسان يشعر أحياناً بالعجز على رغم وسائله الدفاعية، وبالتالي استحالة التعايش مع نتائج ما سبّب الصدمة النفسية.
يتّسم المصاب بالصدمة النفسية باضطرابات في النوم والشهية، نوبات من القلق والخوف غير المبررين منطقياً. هو لا يرغب بالخروج للتسلية، ونظرته للأمور متشائمة وسلبية، كما يُعرف بعدم القدرة على القيام بمتطلبات الحياة اليومية، بالإضافة إلى عدم التركيز، والشرود الدائم، كأنه في عالم آخر.
يؤدي المقربون دوراً داعماً للمصاب بالصدمة النفسية، من خلال تشجيعه على التعبير عن مشاعره، ومخاوفه وقلقه، وتشجيعه على القيام بنشاطات رياضية واجتماعية.
العلاج بالحركة الثنائية للعين
يحتاج المصاب بصدمة نفسية إلى مساعدة من قبل الأخصائيين والمعالجين النفسيين. ويُعتبر العلاج بالحركة الثنائية للعين، من أكثر العلاجات فعالية لهذه الحالات.
هو لا يعتمد على الأدوية أو الكلام ، إنما على قدرة الدماغ على تغيير الحدث الصادم، وتحويله إلى صور تخلو من المعاناة والألم، وذلك عبر تغيير إدراك هذه الصور.
يستحضر المريض صورة التجربة الأليمة التي سبق ومرّ بها، يتابع بعدها حركة يد المعالج المتكرّرة، من اليمين إلى اليسار، بين 24 إلى 32 مرة. إلّا أنه يلاحق هذه الحركة من خلال العينين فقط، مع بقاء الرأس ثابتاً. تساعد هذه الحركة المتكررة للعينين على ظهور الذكريات المزعجة. فيتم بعد ذلك تعديلها وحفظها من جديد، بشكل إيجابي، غير مؤلم.
إنّ العلاج بالحركة الثنائية للعين فعّال جداً للتخلص من آثار الصدمات النفسية، والانفعالات المرتبطة بها، كما أنه سريع النتائج. لكن لا بد من التحذير من اعتماده من قبل أشخاص غير متخصصين، وغير مُلمّين بذلك، لِما يشكّل من خطر على الاستقرار النفسي للمريض.