فتشتُ عنك في أصابع الريح ...
فلم أجدك
أوقفت أسراب السراب عند حواجز التفتيش على الحدود بين الليل و النهار ...
فلم أجدك
سألت عنك الأثافيَّ الثلاث ونادل مقهى " ستاربكس " ...
ولم أجدك
و طفتُ في بلاد الشام " يا سامعين الصوت "
خذوني إليك ...
و لم أجدك
لا رمان في مرايا الأندلس ،
و الظل لا يشبه الظل ،
و انت وحدك في ال هناك ...
في آخر البعيد ...
قريبة لا أراك ...
و لكني أحبك
قلتِ انتظرني ، فانتظرتُ
و ها أنا ...
على بعد قُبلتين من شباك الفجر
واقف كهيئة العُشَّاق
يداي من حمام و زيتون
و قلبي بندقية
فتشت عنك في جيوب الغيم
فكنت هناك ...
تسكبين جرارك في نواعير دمشق الحزينة
أنتِ لي ...
و الوعد كان أَنْ لا رحيل
سأكتب في إضبارة " الطابو " أنت وريث أحلامي
سوف أورِّثُ أسمائي و أولادي لعينيك
كما ورثت حقول القمح في جسدي
و الحب وَعْدٌ و الحُرُّ دون الوعد قتيل
أصلحتُ ل" أورفيوس" قيثاره ،
و نفضت عنها غبار الدم
و قلت يا قلب لا تنسَ الوصية
أبحث فيك عني
و أبحث عنك فِيّ
و كلانا يبحث عَنَّا
متى يأتي الخريف ؟
فنودع أيلول كما يليق بالأفول
خذيني إليك
و ارفعيني إلى حيث دار المقام الفناء
عانقيني ،
شدي الوثاق
خذيني إليك أكثر
حتى يضيق عليَّ العناق
و لتكن قاماتُ نخلك عاليةً عالية ،
تُمَجّدُ رب الماء و الصحراء ،
و تحنو على لون الفراش في بلاد القادمين من السماء
عند مقلتيك تنتهي المسافات ،
فهل أنت هنا ؟
و هل لا زال النهر و الضفتان تجري وراء صوتك كأنها مروجُ أغنياتٍ تتوق حُبّاً للهديل
جاءت إليك جيوش الروم ...
و كنّا نلعب النرد مع احفاد المعتصم ،
و كان ليلنا طويلاً مُحْكَمَ الأبواب لا يأتيه النعاس من بين عينيه و لا شفتيه
و كان بلا همٍ و لا أرق
جنود الروم في دارك ،
و السيف نام في حد لحد المعتصم ،
و انتشى صوت الورق
شربت نَمِيْرَ شفتيك من الشفقِ إلى الغسق
كنّا نصافح الكلام على ظمأ و في يديه أيدينا
لبست غَثَّ قصائدي ،
و سِرْتُ باتجاه الركن حيث يتقن اللاشيئ صناعة النسيان
و كي يتشابه الأبناء و الاباء
رشوتُ كاتب التاريخ أَنْ يكتب ...
جاء المغول الى بغداد يمتطون ظهور " البُخْتِ " فاتحين لنشر " الديمقراطية " و لأجل راحة الانسان
فتشتُ عنك في قلبي
و رغم قتاد عينيك وجدتُ فيه نورَهما
عربيةٌ حنطيةّ بلونِ القمحِ صَهِيلُهَا
هذا دمي ،
تِيْهِي به و تخضبي ...
سنلتقي ،
لا بُدَّ يوماً نلتقي