مصباح البطراوي " عربيةٌ بلونِ القمحِ صهيلُها "

a6utj93okxt8
حجم الخط

فتشتُ عنك في أصابع الريح ...

فلم أجدك

أوقفت أسراب السراب عند حواجز التفتيش على الحدود بين الليل و النهار ...

فلم أجدك

سألت عنك الأثافيَّ الثلاث ونادل مقهى " ستاربكس " ...

ولم أجدك

و طفتُ في بلاد الشام " يا سامعين الصوت "

خذوني إليك ...

و لم أجدك

لا رمان في مرايا الأندلس ،

و الظل لا يشبه الظل ،

و انت وحدك في ال هناك ...

في آخر البعيد ...

قريبة لا أراك ...

و لكني أحبك

قلتِ انتظرني ، فانتظرتُ

و ها أنا ...

على بعد قُبلتين من شباك الفجر

واقف كهيئة العُشَّاق

يداي من حمام و زيتون

و قلبي بندقية

فتشت عنك في جيوب الغيم

فكنت هناك ...

تسكبين جرارك في نواعير دمشق الحزينة

أنتِ لي ...

و الوعد كان أَنْ لا رحيل

سأكتب في إضبارة " الطابو " أنت وريث أحلامي

سوف أورِّثُ أسمائي و أولادي لعينيك

كما ورثت حقول القمح في جسدي

و الحب وَعْدٌ و الحُرُّ دون الوعد قتيل

أصلحتُ ل" أورفيوس" قيثاره ،

و نفضت عنها غبار الدم

و قلت يا قلب لا تنسَ الوصية

أبحث فيك عني

و أبحث عنك فِيّ

و كلانا يبحث عَنَّا

متى يأتي الخريف ؟

فنودع أيلول كما يليق بالأفول

خذيني إليك

و ارفعيني إلى حيث دار المقام الفناء

عانقيني ،

شدي الوثاق

خذيني إليك أكثر

حتى يضيق عليَّ العناق

و لتكن قاماتُ نخلك عاليةً عالية ،

تُمَجّدُ رب الماء و الصحراء ،

و تحنو على لون الفراش في بلاد القادمين من السماء

عند مقلتيك تنتهي المسافات ،

فهل أنت هنا ؟

و هل لا زال النهر و الضفتان تجري وراء صوتك كأنها مروجُ أغنياتٍ تتوق حُبّاً للهديل

جاءت إليك جيوش الروم ...

و كنّا نلعب النرد مع احفاد المعتصم ،

و كان ليلنا طويلاً مُحْكَمَ الأبواب لا يأتيه النعاس من بين عينيه و لا شفتيه

و كان بلا همٍ و لا أرق

جنود الروم في دارك ،

و السيف نام في حد لحد المعتصم ،

و انتشى صوت الورق

شربت نَمِيْرَ شفتيك من الشفقِ إلى الغسق

كنّا نصافح الكلام على ظمأ و في يديه أيدينا

لبست غَثَّ قصائدي ،

و سِرْتُ باتجاه الركن حيث يتقن اللاشيئ صناعة النسيان

و كي يتشابه الأبناء و الاباء

رشوتُ كاتب التاريخ أَنْ يكتب ...

جاء المغول الى بغداد يمتطون ظهور " البُخْتِ " فاتحين لنشر " الديمقراطية " و لأجل راحة الانسان

فتشتُ عنك في قلبي

و رغم قتاد عينيك وجدتُ فيه نورَهما

عربيةٌ حنطيةّ بلونِ القمحِ صَهِيلُهَا

هذا دمي ،

تِيْهِي به و تخضبي ...

سنلتقي ،

لا بُدَّ يوماً نلتقي