تخيلي منزلاً يرحب بك ويلبي احتياجاتك في حقائب اليد، أو في الهدية المراد اختيارها، أو يصنع لك تصميم الفرو الخاص بك بناء على طلبك. ولا ننسى طبعاً الطعام الممكن تناوله، وربما السرير الممكن الاستلقاء عليه. حسناً، لقد أصبحت هذه الفكرة حقيقة فعلية في قصر فندي Fendi Palazzo الذي أعيد ترميمه في روما، حيث تجتمع البراعة اليدوية مع محترف للفرو فريد من نوعه.
تأسست دار فندي Fendi على يد أديل وإدواردو فندي في روما عام 1925. تلا ذلك افتتاح أول بوتيك لها، وكان متجراً للفرو والحقائب. منذ ذلك الحين، ركزت فندي على الأبحاث ونجحت في تحقيق شهرة كبيرة لا تزال تحتفظ بها حتى اليوم. يقدم محترف الفرو في قصر فندي Palazzo Fendi Fur Atelier فرصة الابتكار حسب الطلب بفضل أكثر الحرفيين خبرة بحيث يتم الحصول على تصاميم لا سابق لها في عالم الموضة. بالفعل، تتاح لكل زبونة فرصة الاطلاع على مختلف مراحل ابتكار قطعة الفرو بفضل النوافذ الزجاجية الموجودة في القصر الجديد. ثمة فريق من حرفيي الفرو البارعين يعملون طوال السنة ضمن مساحة خاصة بهم، موجودة في الطابق الأول، ويهتمون بالشخصيات المهمة التي ترغب في اختبار خدمة صناعة الفرو حسب الطلب بكل تفاصيلها.
يشتمل هذا القصر المذهل على مجلّدات فرو من أرشيف فندي، تتضمن أجمل وأروع التصاميم المصنوعة باليد. هكذا، تتاح للزبونة فرصة اختيار مجموعات الألوان، وأنواع الفرو، والبطانة الداخلية، واللصائق والمقاسات. ويعمل الحرفيون المتخصصون في الفرو على إظهار رموز دار Fendi وإرثها من خلال البراعة اليدوية، والتقنيات المبتكرة، والتجربة الفعلية والإرشادات الشخصية من كل زبونة. يحتاج إنجاز هذه التصاميم الفريدة والاستثنائية إلى ثلاثة أشهر على الأقل وخمسة أشهر على الأكثر.
تحدثت مجلة «لها» مع رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لدى Fendi، بياترو بيكاري، الذي شغل قبلاً منصب نائب الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصالات في دار لويس فويتون. إلا أن انتقاله إلى دار فندي عام 2013 ساعد الماركة على إعادة إحياء نفسها في قلب الثقافة والإرث الإيطالي. تشتهر الماركة منذ زمن بتصاميم الفرو والجلد، وبشراكة لمدة 50 عاماً مع المصمم كارل لاغرفيلد، الذي عمل باستمرار على تجديدها. ولا شك في أن بيكاري أعاد وصل الماركة بجذورها من خلال إبقاء التصاميم غنية وأنيقة وسابقة لأوانها.
-ما الذي أخذته من تجربتك مع لويس فويتون وأحضرته معك إلى فندي؟
أعتقد أنه يجدر بأي شخص يريد إنجاز عمل جيد أن ينسى الماضي ويحاول إيجاد الفرادة في الماركة التي يعمل فيها، بدل إيجاد أوجه الشبه. وهذا ما فعلته بالضبط. لا شك في أن التاريخ الطويل هو القاسم المشترك بين دار لويس فويتون وFendi، ولا شك في أن التاريخ يصنع اسماً فخماً ومميزاً. لا أعتقد أنه يمكن شراء هذا في السوبرماركت، أقصد التاريخ. فإما أن يكون لديك تاريخ أو لا يكون. وكل من الشركتين تملك تاريخاً ثريّاً.
-تحتفل دار Fendi بمرور 90 عاماً على تأسيسها. كيف تبقي تاريخ الدار متناغماً مع الزمن الحاضر؟
تبدأ القصة من اكتشاف هوية الماركة. حاولنا خلال الثلاثة أو الأربعة أعوام الماضية أن نركز على فرادة الدار. والفرادة بالنسبة إليّ بسيطة جداً. هي مزيج من الترف، لناحية المواد والبراعة اليدوية، مع جرعة كبيرة من المرح. ومثلما تلاحظين، فإن كثراً يحاولون تقليدنا من خلال صناعة منتجات مماثلة لمنتجاتنا، التي تحمل سر دار فندي. عام 1965 قرر كارل لاغرفيلد، بالتعاون مع خمس شقيقات مجنونات، تحويل الطلة الممتلئة والفظة إلى أخرى فاخرة، وإضافة المرح إلى التصميم وجعله أجمل، فابتكر FF، أي Fun Fur، أو الفرو المرح. هكذا، وجد المرح في التصاميم منذ العام 1965، ولذلك نحاول الآن إعادته إلى الواجهة. أنا لا أخترع أي شيء، وإنما أحاول فقط إعادة توجيه الماركة إلى حيث تنتمي.
-ثمة تركيز على الفرو عند Fendi. كيف تحافظون على جودة المحترف وخيرة البراعة اليدوية؟
مثلما قلت قبلاً، لا يمكنك شراء الخبرة من السوبرماركت. وما فعلته في هذا الصدد هو أني خصصت عشرين متراً من المتجر لتحويلها إلى محترف حقيقي. سبعة من الأشخاص الذين ينتمون إلى هذا المحترف موجودون الآن في قصر فندي Fendi Palazzo. فإن كان الطاهي بارعاً سيدعوك إلى مطبخه لتذوق ما صنعته يداه. كذلك الأمر بالنسبة لنا، فقد قررنا أن يكون محترفنا مفتوحاً حيث ندعو الجميع الى رؤية الحرفيين والتحدث إليهم. يخبرك بعضهم أنهم موجودون هنا منذ 48 أو 49 أو 42 عاماً. أتحدث هنا عن الأشخاص الثلاثة الرئيسيين. أما رئيس القسم فيعمل معنا منذ 45 عاماً. لا تكمن المشكلة إذاً في العثور عليهم وإنما في كيفية نقل هذه الخبرة إلى الجيل التالي. نحن نملك الخبرة، ونحتاج الآن إلى عرضها ونقلها إلى الأجيال التالية.
-النظرة إلى الفرو قبل 20 عاماً مختلفة تماماً عما هي اليوم. كيف تعالجون العقبات التي يواجهها في هذا المجال؟
لا أعتقد أن دار فندي هي التي تغيرت، وإنما علاقة الأشخاص بالموضة هي التي تبدّلت. تمثل صناعة الفرو مشكلة لعدد ضئيل من الناس... في النهاية، أحترم رأي الآخرين وأطالب بالاحترام نفسه حيال ما نفعله. نحن نحترم القوانين، ونعمل مع شركة تقرّ المعايير الدولية بشرعيتها. وإذا علم هؤلاء الأشخاص ذلك، لا يفترض أن تبقى صناعة الفرو مشكلة بالنسبة اليهم.
-ما هي الفلسفة الكامنة في قصر فندي Palazzo Fendi؟
كان هذا القصر يعجّ بالمكاتب وبالأشخاص. والآن، بات رمزاً مذهلاً ورائعاً لأسلوب عيش فندي. الهدف من هذا القصر هو أن يخرج الناس منه ويقولون: «أوه، هذه هي حقيقة فندي، ونحن نحبها». تلك كانت الفكرة: تقديم أسلوب عيشنا. اليوم، لا يكمن سرّ النجاح في البيع، وإنما في الاختبار. عليك إقناع الناس بمشاركة قيمك، تم الترويج سابقاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والآن يمكنك اختبار ما تم الترويج له، وعيش تجربة الشخصية الاستثنائية (VIP) والنوم لدى فندي وتناول الطعام والتسوق، والتعرف إلى كيفية عمل محترفنا وصناعة تصاميم الفرو لدينا. إنه إذاً غوص كامل في عالم فندي.
-هل ترى أن عيش التجربة الكاملة تحت سقف واحد أمر جيد؟
أعتقد أنها تجربة فريدة لأنه حسب معلوماتي لم تفعل الماركات الأخرى هذا الأمر بعد، وأعتقد أنها لن تفعله أبداً لأنها تفتقد ربما إلى الموقع الصحيح. حصل أن اشترت آنا فندي المبنى عام 1998. وهذا العقار مميز جداً مقارنة مع القصور الأخرى الجميلة في روما. فهو غير محاط بقصور أخرى، ومفتوح تماماً في الجهة الأمامية، ومساحته كبيرة جداً. إنه موقع مميز جداً مع مبنى مذهل بخصائص فريدة.
-هل من مشاريع لمنطقة الشرق الأوسط؟
حسناً، ليس من هذا النوع. هناك الكثير من مشاريع التجديد، وسوف ترونها خلال السنتين المقبلتين. قمنا بتجديد متجرنا في دبي مول في الإمارات، ولكن ليس بالطريقة نفسها المعتمدة في هذا القصر في روما. إلا أننا نملك مشاريع كبيرة لدبي، خصوصاً وأنها تشكل أحد الأماكن المهمة في العالم للتسوق، ونملك فيها أحد أكبر متاجرنا في العالم. ويبدو أن الناس هناك يحبون فندي كثيراً. لذا، سوف ترون حتماً المزيد من فندي في دبي، وفي قطر أيضاً.