عندما استقال من منصبه كنقيب للموسيقيين، أثار ضجة وخرج المئات من الموسيقيينإلى الشارع يطالبونه بالتراجع، وعندما استجاب لرغبتهم تعرض لانتقادات واتهامات بأنكل ما حدث كان تمثيلية!
النجم الكبير هاني شاكر يرد على تلك الاتهامات، ويتحدث عن كواليس استقالتهوتراجعه عنها، وكلمات شيرين عبدالوهاب التي وجّعت قلبه، ورأيه في عودة المطربةالكبيرة نجاة، ومشروع غنائه مع محمد منير، كما يتكلم عن زوجته وحفيديه.
- تقديم استقالتك من منصبك كنقيب للموسيقيين ثم تراجعك عنها أثارا ضجة كبيرة،ماذا حدث بالضبط؟
تقدمت باستقالتي حين وجدت أن الجو العام في مصر أصبح لا يحترم القامات الفنية الموجودة، وصار كل من يمتلك منبراً إعلامياً وقلماً يجرّح بأشخاص لهم احترامهم، من دون أن يدرك حقيقة الأمور.
فعندما تمنع نقابة الموسيقيين حفلة لفريق موسيقي بسبب عدم استيفاء أعضائه الشروط الخاصة بقواعد تنظيم الحفلات، ويخرج بعض العاملين في وسائل الإعلام لمهاجمتي غير مدركين سبب المنع، يصبح من الضروري أن أبتعد لأنني أحترم اسمي وتاريخي وتاريخ النقابة التي تشرفت برئاستها من جانب أعضائها، لكنني تراجعت عن قراري بعدما غمرني الموسيقيون بتظاهرات حبهم، وقررت العودة إلى من يحبونني لكي أساعدهم وأقدم لهم ما يتمنونه.
- هل كنت تتوقع أن يخرج المئات من الموسيقيين إلى الشارع لكي يعبّروا عن رفضهملاستقالتك؟
لم أكن أتخيل أبداً أن يخرج كل هذا الكم من الموسيقيين إلى الشوارع من الإسكندرية إلى أسوان من أجل مساندتي، فذلك اليوم كان من أجمل أيام حياتي الفنية وعشت فيه لحظات جميلة، ولو كان في إمكاني الاتصال بكل شخص منهم وشكره لفعلت ذلك، وأتمنى أن يعطيني الله القدرة على إسعادهم في حياتهم، مثلما ساندوني وأسعدوني في ذلك اليوم، فأنا ومجلس إدارة النقابة نعمل بجهد لخدمة هذه المهنة العريقة، التي قدمت أهم رموز الموسيقى والغناء في مصر والوطن العربي.
- البعض استهزأ بما حدث في ذلك اليوم وأكد أنه مجرد تمثيلية لكي تعود إلى منصبك؟
لا أجد رداً مناسباً على تلك المهاترات الغريبة، فأنا لست في حاجة إلى تمثيلية لأثبت بها شعبيتي وحب الموسيقيين لي، وأقول لمن يردد هذا الكلام، إن ما فعله الموسيقيون معي عبارة عن تظاهرة حب ضخمة لم تحدث من قبل مع أي نقيب، ولذلك سأفعل ما في وسعي لأحقق لهم أحلامهم وطموحاتهم، على مستوى المعاشات والخدمات العامة والتأمين الصحي، وأرى أنني مع مجلس إدارة النقابة الموقر استطعنا خلال الفترة الماضية تحقيق إنجازات كبيرة في النقابة، ولولا ما حدث أخيراً لما كان هؤلاء خرجوا وانتفضوا من أجل مصلحتهم والحفاظ على هيبتهم وهيبة مجلس نقابتهم.
- هل انتهت أزمة النقابة مع عازفي موسيقى «الميتال»؟
لا مشكلة في الأساس مع عازفي موسيقى الميتال أو الروك، فكل هؤلاء أحترمهم وأتعامل معهم وكأنهم أولادي، وأحب أن أساعدهم في كل ما يقدمونه ما داموا يسعون إلى تقديم فن هادف وراقٍ.
وخلال الفترة المقبلة سنعمل على الوقوف الى جانبهم، لكن عليهم أن يعلموا أننا في بلد له قواعد ونظم، وعلى كل من يريد الغناء وتنظيم الحفلات أن يكون موقفه سليماً، وما حدث في تلك الحفلات التي أثارت الأزمة الأخيرة، أنه لم يكن معهم تصاريح عمل وأوراق رسمية من الجهات الحكومية لتنظيم حفلة غنائية.
- ما الخطوات التي ستخطوها النقابة لضم هؤلاء الشباب في الفترة المقبلة؟
خلال الجلسات التي عقدتها مع هؤلاء الشباب، وعدتهم بأن النقابة ستفتح لهم أبوابها وتضم عدداً منهم، ما داموا قادرين على تحمل شروط النقابة، ووعدتهم بأنني مع مجلس الإدارة سننظم لهم عدداً من الحفلات في القاهرة ومحافظات الجمهورية، لأنني لست ضد موسيقى الميتال أو عازفيها، كما أرفض التصريحات التي أساءت إليها، وأقول لهم: «نحن لسنا في عصور الظلام، لكننا نعمل من أجل الرقي وإعادة الموسيقى المصرية إلى أزهى عهودها»، وأتمنى من الجميع أن يساعدني في تحقيق هذا الأمر.
- انفجرت خلال الأيام الماضية قضية وجود فنانين يحملون دفاتر نقابة الموسيقيين لكنمزورة، فكيف ستعملون على حل هذه القضية؟
اتفقنا خلال جلسات عمل مجلس إدارة النقابة الأسبوعية والشهرية أن نضع حداً لهذه القضية، وأن الدفتر الخاص بالنقابة، سواء للعامل أو المنتسب، لن يحمله إلا من يستحقه فقط، فتتم مراجعة كشوف أسماء الأعضاء وتنقيتها، فنقابة الموسيقيين عبر تاريخها ضمت عدداً كبيراً من أهم وأبرز الموسيقيين والمطربين في الوطن العربي، أمثال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، ولن تتساهل أو تتهاون في منح عضويتها لأصوات غير جيدة، وهذا دوري، وعليَّ أن أنفذه، لأنني أحمل على كتفي مسؤولية حماية الموسيقى المصرية.
- ما هي الآلية المتّبعة لتنفيذ ذلك؟
اتفقت مع المايسترو الدكتور رضا رجب، رئيس لجنة القيد في النقابة، على عدم إصدار أي دفتر لأي عضو جديد إلا بعد أن يتم التأكد بنسبة كاملة من صوته وموهبته، وأن يمر على لجنة الاختبارات في النقابة، كما عليه أن يراجع كل التصاريح والدفاتر التي صدرت في السنوات الأخيرة، خاصة خلال فترة المشكلات التي كانت تمر بها النقابة.
- نقابة الموسيقيين كانت واحدة من أغنى النقابات الفنية في مصر، فلماذا تدهور الحالبها خلال السنوات الماضية؟
بصراحة، شهدت السنوات الماضية سوء إدارة كبيراً، ومشاكل وقضايا أدت إلى هذا الوضع، لكن خلال الفترة الماضية استطعنا أن ندعم النقابة بشكل أفضل.
- كيف ستوفر المال للنقابة من جديد؟
منذ أن تم انتخابنا كمجلس إدارة للنقابة قررنا حماية أموال الأعضاء، فكان أول قرار هو إلغاء صرف البدلات لأعضاء مجلس إدارة النقابة في أي مشروع سفر، باستثناء الأسفار الهامة، ذلك أننا في البداية وحين قررنا الترشح إلى الانتخابات، كنا نعلم جيداً أن هذا العمل تطوعي، كما قمنا بجولات في المحافظات وقابلنا المحافظين من أجل تخصيص أراضٍ للنقابة لإقامة مشروعات عليها، من صالات أفراح ومسارح لزيادة الدخل.
- ألا ترى أن أغاني المهرجانات أصبحت منتشرة ومسيئة إلى الغناء المصري؟
أتفق معك في هذا الأمر، ولا بد من اتخاذ الإجراءات والتدابير للتقليل منها، خاصةً أنها تسربت من السينما إلى العالم الخارجي وأصبحت منتشرة بكثرة، وأتمنى أن نعمل على القضاء على كل فن هابط يسيء إلى مصر والفن المصري، الذي انتشر في العالم أجمع، فمصر هي سيد درويش وعبدالحليم وعبدالوهاب وأم كلثوم.
- كيف ترى مستقبل الأغنية المصرية والعربية الآن؟
الأغنية المصرية والعربية لن تندثر مهما حدث في المجتمع، لأننا ما زلنا نميل في داخلنا إلى الأعمال الجيدة، لكن لكي نعمل على إعادتها مرة أخرى، على كل الشركات والمنتجين مساعدة الأصوات الجديدة، وإعطاؤهم الفرصة في المهرجانات والحفلات، وعدم الاكتفاء بالأسماء الكبيرة فقط.
- هل ثمة عمر محدد للفنان يمكن أن يعتزل فيه الغناء؟
لا أرى أن هناك سناً محددة يعتزل فيها الفنان، فالفنان هو الوحيد القادر على تحديد السن التي يعتزل فيها، فسيدة الغناء العربي أم كلثوم ظلت تغني حتى آخر يوم في عمرها.
- هل انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة على أغنيات ألبومك الجديد؟
نعم، وسيطرح خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيكون من إنتاج طارق عبدالله، وسيتضمن عدداً كبيراً من الأغنيات الجميلة، فهو متنوع على مستوى الكلمة واللحن، وأتعاون فيه مع نخبة كبيرة من الشعراء والملحنين، أمثال بهاء الدين محمد وناصر الجيل ومحمد ضياء الدين وعصام كاريكا وأحمد شريف ورفيق عاكف وأحمد عادل وملاك عادل وحازم رأفت، وتم تنفيذ الأغاني مع مهندس الصوت ياسر أنور، كما انتهيت من تصوير غلاف الألبوم.
- لماذا أقدمت على غناء أغنية «حق الحياة»؟
الفن رسالة، ورأيت أنني لا بد من أن أعبر عن مأساة الطفل السوري إيلان الكردي، فالأغنية هي عبارة عن رسالة إلى العالم للدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين، بعد غرق الطفل على شواطئ تركيا، وحين علمت بالخبر ذرفت الدموع على ما حدث، فاتصلت بالمنتج طارق عبدالله لتكون هذه الأغنية هي باكورة أغنيات الألبوم، لكونها صنعت باحتراف شديد على مستوى الكلمة التي قدمها ناصر الجيل، أو اللحن العبقري لمحمد ضياء الدين، كما نعمل حالياً على تقديم الأغنية إلى منظمة عالمية تناقش قضية اللاجئين، ونفكر في الاستعانة بمطربين عالميين لتوصيل الرسالة إلى العالم أجمع، باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.
- مع من تتمنى أن تقدم دويتو غنائياً؟
أحب عدداً كبيراً من الأصوات، لكنني أفضّل صوت الفنان الكبير محمد منير، فهو الصوت الذي كنت أتمنى أن نغني معاً، وكان هناك مشروع لكنه لم يُنفذ بعد، فمنير من أقرب الأصوات إلى قلبي، وأحب أن أستمع إلى أغنياته التي تغنّى بها خلال السنوات الماضية، لأنني أشم في أغنيات محمد منير رائحة مصر، وهو من أفضل الأصوات التي غنت لمصر.
- هل شغلتك مشاكل نقابة الموسيقيين عن الحفلات؟
إطلاقاً، فأخيراً أحييت حفلة غنائية كبيرة في مسرح جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى حفلة أخرى كبيرة في مسرح جامعة القاهرة، وكما قلت أجهز لألبوم غنائي جديد، وهناك أيضاً حفلة ستقام لصندوق «تحيا مصر»، لكننا لم نحدد بعد الموعد النهائي لها، وسأقدم خلال الحفلات عدداً كبيراً من أغنياتي القديمة والجديدة وعدداً من الأغاني التراثية، مثلما اعتاد البعض مني خلال حفلاتي الماضية.
- كيف رأيت قرار اعتزال المطربة شيرين عبدالوهاب وعودتها مرة أخرى؟
لم أكن أتوقع هذا القرار من شيرين، خاصة أن قلبي وجّعني كثيراً حين استمعت إلى صوتها وهي تقرأ قرار اعتزالها، لكنني كنت متأكداً من عودتها مرة أخرى إلى الغناء، لأن الغناء يجري في دم شيرين مثل أي مطرب أصيل، وهنا أتمنى من كل من يعمل في المجال الإعلامي أن يراعي ما يكتبه وما يدوّنه حتى لا يزيد من تعب الفنان ويوسّع جرحه، ففي النهاية الفنان من البشر، ولديه مشاعر وأحاسيس، ويمر بأوقات عصيبة وعلينا التخفيف عنه، وأنا سعيد بأن شيرين تراجعت عن قرارها وعادت مرة أخرى، وأقول لها نحن معك ونريدك أن تمتعينا بصوتك الرخيم.
- وما رأيك في عودة الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة مرة أخرى إلى الغناء؟
كانت من أجمل الأشياء التي علمت بها خلال الفترة الماضية، فعودة العظيمة نجاة الصغيرة إلى الغناء أمر ممتع، وعلينا أن ننتظر أعمالها.
- ألم يضايقك الهجوم الغريب الذي تعرضت له بسبب ظهورك في برنامج «سعد وسعد»وغنائك مع المطرب الشعبي سعد الصغير والمطربة الشعبية بوسي؟
عليَّ أن أحترم جميع الآراء والانتقادات لأنني فنان وأفهم طبيعة جمهوري، ولذلك أحببت أن أوضح لهم أن دوري كفنان يحتم عليَّ أن أُعلي من شأن الفن الغنائي الشعبي، وأنا لست أول من ساعد المطربين الشعبيين في رفع مكانتهم، فالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كان أول من أشاد بصوت المطرب أحمد عدوية، وشاركه الغناء، وفي مصر مطربون شعبيون على مستوى عالٍ وجيد، وعلينا أن نشجعهم ونقف إلى جوارهم ولا نهاجمهم.
زوجتي وحفيداي
ارتباطي بزوجتي نهلة كان تقليدياً، أي ما يقال عنه «زواج الصالونات»، وحينها كنت أبلغ من العمر 27 عاماً، حيث رأيتها في فرح أحد الأصدقاء وأُعجبت بها، وقررت أن أفاتح والدتي لتبدأ الاتفاق مع أسرتها، وأحمد الله على أن تلك الزيجة كانت رائعة، فهي زوجة لا تقارن في كل شيء، ولها دور كبير في نجاحي، ورسالتي لأي شخص يريد النجاح في زواجه، أن يكون هناك توافق بين أسرتي الزوجين، لأن العائلة تؤثر في الحياة الزوجية.
أما حفيداي «ملك ومليكة» فهما كل حياتي، وأنا ونهلة لا نستطيع العيش من دونهما، وسنبذل كل ما في وسعنا لنسعدهما.