ذكر موقع "ميدل إيست آي" في لندن في تقرير حصري أعده ديفيد هيرست، أن مسؤول الجناح العسكري لحزب الله تم تعيينه مباشرة من قيادة الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن الجناح العسكري للمنظمة اللبنانية تلقى تعليمات من إيران لوقف عملياتها ضد إسرائيل، واستهداف السعودية عوضا عن ذلك.
ويشير التقرير إلى أن التعليمات الجديدة جاءت بعد مقتل القيادي العسكري مصطفى بدر الدين في دمشق يوم الجمعة، الذي حمل الحزب مسؤولية مقتله لـ"القوى التكفيرية"، التي تحظى بدعم من الرياض.
ويكشف الكاتب عن أنه بحسب مصادر واسعة الاطلاع في لبنان، فقد جاء الأمر من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، الذي جاء إلى بيروت لتقديم التعازي للحزب ولعائلة بدر الدين، حيث سمّى سليماني خليفة بدر ونائبيه، وهو تطور غير مسبوق في العلاقة بين الحزب وإيران، خاصة أن التعيينات السابقة كانت شأنا داخليا وبتشاور مع إيران.
وينقل الموقع عن المصادر قولها إن خليفة بدر الدين هو فؤاد شكر ولقبه "الحاج محسن". وعمره 55 عاما من قرية نبي شيث في سهل البقاع، لافتا إلى أنه واحد من المجموعة الرئيسية التي أنشأت حزب الله، إلى جانب عماد مغنية ومصطفى بدر الدين ومصطفى شحادة.
ويستدرك التقرير، بأنه مع أن القادة السابقين للحزب جاؤوا من الجناح الأمني والاستخباراتي، فإن شكر وصل إلى منصبه الحالي من خلال سجله العسكري، بصفته مسؤولا للعمليات ضد إسرائيل، بما في ذلك اختطاف الجنود الإسرائيليين، مشيرا إلى أن شكر تخرج في جامعة الإمام حسين بطهران، ويعد من العسكريين الذين تلقوا تدريبات عسكرية جيدة.
ويلفت هيرست إلى أن سليماني لم يسم قائد الجناح العسكري للحزب فقط، لكنه سمى نائبيه أيضا، وهما إبراهيم عقيل المعروف بالحاج تحسين، ولقبه الآن هو الحاج عبد القادر، أما النائب الثاني فهو طلال حمية.
وجاء تعيين شكر خلافا لما أوردته الصحيفة السعودية "الشرق الأوسط"، بأن ابن شقيقة بدر الدين، مصطفى مغنية سيتولى المنصب خلفا له، ويعتقد موقع "ميدل إيست آي" أن هذه التقارير غير صحيحة.
ويرى الكاتب أن دور إيران في تعيين خلف لبدر الدين يظهر الأهمية التي كانت تعولها طهران على القيادي القتيل، الذي لا تزال الظروف التي تحيط بمقتله غامضة، ومحلا للكثير من التكهنات.
ويبين التقرير أنه في البداية قيل إن مقتل بدر الدين قرب مطار دمشق الدولي كان نتيجة عملية إسرائيلية سرية، إلا أن بيان حزب الله ناقض هذه الرواية، حيث جاء في بيانه أن التحقيق الذي قام به الحزب، أظهر حدوث انفجار استهدف قاعدة من قواعد الحزب قرب مطار دمشق الدولي، وقاد "إلى استشهاد القائد العسكري مصطفى بدر الدين، وكان نتيجة قصف مدفعي من التكفيريين في المنطقة القريبة"، مستدركا بأن أقرب موقع للمعارضة يبعد 20 كيلومترا عن المكان الذي تحدث عنه البيان.
ويذكر الموقع أن شعارات حزب الله أثناء تشييع جثمان بدر الدين، لم تترك أي مجال للشك بأن المتهم في اغتيال بدر الدين هو السعودية، لافتا إلى أن العلاقات السعودية الإيرانية تعيش توترا منذ قطع الرياض علاقتها مع طهران، على خلفية مهاجمة سفارتها في طهران، بعد إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بداية العام الجاري.
وينوه هيرست إلى أن "آخر مظاهر التوتر في علاقات البلدين تمثلت في الفشل في الاتفاق على ترتيبات الحجاج الإيرانيين، وسفرهم إلى السعودية هذا العام، حيث إنه بعد محادثات استمرت أربعة أيام، فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق على ترتيبات معينة، وتبعها هجمات متبادلة، فمن المؤكد عدم حضور الحجاج الإيرانيين موسم الحج هذا العام".
ويورد التقرير نقلا عن إيران قولها إن مواطنيها لن يشاركوا في الحج، وحملت السعودية المسؤولية، لافتا إلى أنه قتل في العام الماضي 769 حاجا بعد تدافع عند المشاعر في منى، وكان منهم عدد كبير من الحجاج الإيرانيين.
ويفيد الموقع بأنه بحسب المصادر التي تحدثت لموقع "ميدل إيست آي"، فإن الأوامر التي تلقاها حزب الله من إيران كي يبدأ حملة ضد السعودية قبل موسم الحج في شهر أيلول/ سبتمبر، ستكون مهمة شكر فيها هي تنسيق العمل العسكري بين المليشيات الشيعية العراقية "عصائب الحق"، والبحرينية "سرايا المختار".
وبحسب الكاتب، فإن كوادر حزب الله استخدمت في الماضي في دول الخليج، حيث تم اعتقال بدر الدين باعتباره عنصرا في حزب الدعوة إلى جانب 17 آخرين، بعد انفجار شاحنات معبأة بالمتفجرات أمام السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت عام 1983، وفي عام 1985 شارك بدر الدين في محاولة اغتيال فاشلة لأمير الكويت.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن السعودي أحمد إبراهيم المغيسلي هو الشخص الذي خطط للهجوم على ثكنات الجيش الأمريكي في مدينة الخبر عام 1996، واعتقل العام الماضي، بعد ملاحقة استمرت 20 عاما، لافتا إلى أن فصيل حزب الله السعودي أو حزب الله الحجاز كان مقربا من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني. المصدر: عربي 21