طالب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المجتمع الدولي على منح فلسطين الاعتراف الكامل في الأمم المتحدة، مذكّرا بوعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية.
وقال مشعل في مقابلة مع محرر شؤون الشرق الأوسط في BBC "جيرمي بوين": "رُغم أن حماس عارضت لسنوات محادثات السلام بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، إلا أنها وافقت على قبول حدود 1967 كأساس للدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأكد مشعل أن الفلسطينيين أبدوا مرونة وجدية وحرصاً على تحقيق سلام عادل وشرعي، لكن إسرائيل قتلت عملية السلام"، محملا حكومة نتنياهو، جنباً إلى جنب مع "القوى الإسرائيلية المتطرفة"، مسؤولية انهيار المفاوضات المباشرة، التي ترعاها الولايات المتحدة العام الماضي.
وأضاف: "لقد كانت السياسات الإسرائيلية سيئة دائماً، لكن اليمين الإسرائيلي اليوم آخذ في الصعود، وهذا ما أنتج فوز نتنياهو في الانتخابات الأخيرة، لذلك سوف نجد صعوبة أكثر، وسنرى المزيد من التطرف في العقلية الإسرائيلية".
وفي السياق، أكد رئيس المكتب السياسي لحماس أن الهجمات على إسرائيل "ستستمر طالما هناك احتلال وعدوان وحرب وقتل"، لكنه شدد على أن حماس حريصة على احترام القانون الإنساني الدولي، ولا تضرب إلا الأهداف العسكرية فقط.
وأوضح أن حماس لا تبحث عن أي تصعيد، لكنها تدافع عن نفسها، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تقلل من فرص السلام، وأن فوز حزب الليكود برئاسة نتنياهو وحلفاؤه اليمينيين، "يعني أنه سيكون هناك مزيدا من التطرف".
وانتقد مشعل بشدة تصريحات أخرى لنتنياهو قارن فيها حماس بجماعات جهادية مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، قائلا: "هذه لعبة إسرائيلية واضحة، فهم يحاولون تسويق أنفسهم مع الغرب والإدارة الأمريكية، بأنهم معاً في الحرب على الإرهاب، لكن هيهات، فحماس حركة مقاومة صاحبة قضية عادلة، وتحارب الاحتلال".
وتابع: "من يمارس العنف تحت اسم الجهاد، ندينه، وهذا ليس من الإسلام، فصحيح أن الإسلام يشجع أتباعه على محاربة من يحتل أراضيهم وأماكنهم المقدسة، لكنه لا يسمح بقتل الأبرياء والمدنيين، أو القتل القائم على الهوية أو المعتقد أو من يحمل وجهات نظر مختلفة، سياسية كانت أم دينية ".
وقال محرر شؤون الشرق الأوسط في BBC "جيرمي بوين" إن مشعل بدا بصحة جيدة، وقد مازحني قائلا: "أحافظ على لياقتي حتى أبقى مقاوماً".
وأضاف بوين: "بدا لي مشعل أنحف وبشكل ملحوظ مما كان عليه عندما التقينا آخر مرة في دمشق، الذي أكد بدوره قائلا: عندما طلب منا الوقوف إلى جانب النظام ضد إرادة الشعب، رفضنا"، في إشارة إلى ما يجري بسوريا".