هرتسوغ سينقذ العالم من نتنياهو إذا انضم إليه !

F150217AL10-e1424353967506-635x3571-635x357
حجم الخط

كل شخص يقوم بفعل مخجل في الساحة الجماهيرية، فعل ينبع من حاجاته الشخصية ويُناقض بشكل فظ مواقفه العلنية المسبقة ويعود عليه بالاهانة والخجل التي ستلصق به الى الأبد – يجب عليه الايمان أن فعله هذا هو فعل مهم، ويقويه أمام التشهير، ويجب عليه اقناع  نفسه أنه مع مرور الوقت سيعرف الجميع مدى حكمته. إن شخصا كهذا، هرتسوغ هو كذلك، يعيش في عالم يعرف عن أدق تفاصيله، حتى لو بدا سلوكه بالنسبة لمحيطه منفصلا ويشبه اللغز. في اللغة الدارجة يسمى هذا الامر "يعيش في فيلم"، حيث القدرة على انشاء عالم مقنع واستيعابه داخله. إلا أن السياسي لا يشبه الفنان الذي يقوم بالكتابة والابداع. وهرتسوغ حسب معرفتي ليس تولستوي. نلمس قدرا عاليا من الثقة بالنفس لدى الشخصية المشكوك فيها. فموقفه المصمم والجديد رغم معارضة الحزب، والاستطلاعات التي لا تبشر بالخير، والانتقادات في وسائل الاعلام والاستخفاف الجماهيري، كل ذلك يجعل هضم موقفه أمرا صعبا. يمر هرتسوغ أمام ناظرينا بتحول لا سابق له، ونتساءل اذا كان قد اختبأ طوال الوقت تحت البدلة والنظارات هرتسوغ سوبرمان. الجواب هو نعم ولا. فمن ناحية ليس هناك من هو أحذق منه ويكتفي بالقليل، باستثناء لحظات قليلة من الأمل اثناء الحملة الانتخابية. فقد فهم أنه من الصعب ترجمة النفور من بنيامين نتنياهو الى تأييد له، وأن عمله سيأخذ طابعا مختلفا: "لستُ هاملت ولن أكون مثله. أنا مجرد لورد ثانوي يساعد على التقدم القليل، مشهد هنا أو هناك"، هذا ما قاله غي في أغنية أليوت وبحنجرة هرتسوغ. لكن الدور الثانوي قد يغير في لحظة ما القصة كلها: اذا كان هرتسوغ يتظاهر بأنه سينضم الى حكومة يمينية وفي نيته تغييرها من الداخل وتحويل نفتالي بينيت الى مُجمد للبناء في "المناطق" واييلت شكيد الى وزيرة تطوير أظافر القطط في العَرَبة. اذا كانت لهرتسوغ المعرفة الخفية عن كيفية جر نتنياهو الى المفاوضات السلمية مع موعد محدد يفاجئ حتى جون كيري، واذا كان يعرف كيفية تغيير صيغة الغاز وتخفيض اسعار السكن، واذا كان سيخرج من غرفة المفاوضات ويولح برأس ريغف، فهل لا يُظهر بعضنا ابتسامة صغيرة كتعبير عن الرضا؟. هذا هو منطق هرتسوغ. أنه سينقذ العالم من نتنياهو اذا انضم اليه. كل ما يجب عليه أن يفعله لتقويم الخطأ الذي حدث في الانتخابات قبل عام، هو أن يدور حول الكرة الارضية ثلاث مرات بعكس الاتجاه واعادة الزمن الى الوراء. أليس هذا أمرا مضحكا؟. عليكم التسليم بذلك: لقد قام هرتسوغ باغراء نتنياهو أكثر مما قام نتنياهو باغراء هرتسوغ. منذ لحظة تحويل المفاوضات بين هرتسوغ ونتنياهو الى موضوع علني، فان هرتسوغ لم يبق أي خيار لأحد باستثناء خيار واحد سيئ هو التسليم بمحو حزب العمل التاريخي والموافقة على حقيقة وجود مستقبل افتراضي بدلا منه. لقد انتهى هذا الامر. حينما وعدنا هرتسوغ في الانتخابات وفي عيونه ذلك اللمعان بأن لديه التجربة السياسية المطلوبة من اجل تشكيل الائتلاف حتى لو كان الوضع ميؤوسا منه، كان يعرف ما الذي يتحدث عنه.