بلغت حمى انتقالات اللاعبين ذروتها في المحافظات الجنوبية حيث يشهد سوق الانتقالات ارتفاع العقد المالي لدرجة غير مسبوقة داخل الأندية الرياضية الغزية لاسيما في أندية الدرجة الممتازة استعدادا لفترة الإعداد والتجهيز للموسم الرياضي الذي يؤكد العديد من المحللين بأنه سوف يشهد منافسة قوية ، وقد بلغت الصفقات فوق المعدل وأخذت منحى عالي بعد أن أصبحت أسعار اللاعبين مرتفعة جدا داخل بورصة الكرة الفلسطينية، وهناك تنقلات واسعة وملحوظة في الأندية في محاولة من المدربين للبحث عن أفضل تشكيلة من اللاعبين،وسد نقاط الضعف وتقوية مفاتيح الانطلاقات الهجومية وهذا برز بوضح في الأندية الكبيرة التي دخلت في سباق محموم لانجاز صفقاتها في الوقت المناسب واستيفاء النقص بالمراكز وتدعيمها بشكل صحيح وسليم.
لكن السؤال الذي يطرح في هذا السياق هل هذه الصفقات تتناسب مع الإمكانات المادية لهذه الأندية التي تهرول وبشكل غير معقول وراء إبرام الصفقات؟؟! وهل ظروف الأندية وخاصة في قطاع غزة مواتية لمثل هذه الصفقات ولاسيما الظروف الاقتصادية والحصار وغياب الدعم الثابت يلقي بظلاله على المشهد في الساحة الرياضية الفلسطينية.
يعتقد البعض من المتابعين لقضايا شراء اللاعبين بأن هناك أندية لديها فائض كبير من الدعم المادي تستطيع أن تستجلب به لاعبين من طراز السوبر، وفي الوقت نفسه هناك أندية لا تستطيع توفير الحد الأدنى لمثل هذه الصفقات ولا حيلة أمامها سوى البحث عن لاعبين من أنصاف الحلول،وكل لاعب طبقا لمستواه الفني يكون مؤشر صعوده أو هبوطه في بورصة نجوم الكرة الغزية.
على العموم الملاحظ هذا الموسم أن نسبة حجم الانتقالات في السوق المحلية لاسيما بالمحافظات الجنوبية ارتفع بنسبة كبيرة عن الأعوام الماضية ، وعلى الصعيد المادي ارتفعت عقود اللاعبين بنسبة الضعف عن الأعوام السابقة ،والملفت للنظر أن متوسط أعمار اللاعبين المنتقلين في حدود 24 عامًا ،.وكل لاعب يرتبط بعقد مع النادي الجديد وبمدة زمنية محددة وهذا يعزز أن عصر الهواة انتهى.
لكن يا ترى هل هذه العقود المبرمة تتبع الأصول بالتعاقد الرسمي، حيث المعروف والمتداول وجود ثلاثة نسخ من صورة التعاقد، إحداها مع اللاعب نفسه،والثانية مع النادي في أوراقه الرسمية،والنسخة الثالثة تكون دائما في الاتحاد الوطني لكرة القدم وهي من أهم النقاط حتى يكون الاتحاد حكما في أي نزاع ينشأ بين اللاعب وناديه.
المطلوب اليوم من الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم تشكيل لجنة فض المنازعات التي يمكن أن تنشأ بين اللاعب والنادي، من أجل سرعة الفصل في المنازعات، وهي خطوة مهمة وضرورية لتطبيق مبدأ العدالة بين الجميع في منظومة الكرة الفلسطينية ولترسيخ مبدأ الشفافية في التعامل بالعقود.
ختاما ...
الغريب بالأمر اليوم أو يبدو أنه من المحرمات أن يعلن النادي عن قيمة الصفقة مع اللاعب أو المدرب، رغم أن كل وسائل الإعلام في العالم تستطيع أن تعرف القيمة بالدولار وهذه الصورة يعتبرها البعض من الأسرار المثيرة في الساحة الرياضية المحلية.
تبقى الآمال والطموحات معقودة في ارتفاع المستوى الفني العام ومواكبة حالة التطور وانتعاش مستوى الكرة الفلسطينية التي بدأ في السنوات المنصرمة تفوق من ساباتها وتطرق أبواب النجاح وتحقق الانجازات.