رغم أن الملاجئ يجب أن تكون جاهزة دائما – وهي ليست كذلك على الاطلاق – نقترح هنا على كل المندهشين من التعيين المتوقع لافيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع: لا تسارعوا الى تأهيلها وتجهيزها. فليبرمان، مثل مناحم بيغن في العام 1977، لن يقود الى الحرب. العكس هو الصحيح: فهو سيرغب في ان يثبت بأنه خلافا لصورته شخص متوازن وبرغماتي. انه لن يقود نحو هجوم ضد إيران؛ وغزة، مثلما طالب في «الجرف الصامد» وفي مناسبات اخرى – لن يحتلها، وارساليات الاسمنت «الإنسانية» التي بوساطتها تبنى الانفاق، لن تتوقف. «عقوبة الإعدام للمخربين»؟ القتلة، ممن يعدون أنفسهم لقتل المزيد من اليهود عندما سيتحررون في صفقة الاستسلام التالية، لن يشنقوا. وفي بلدات وادي عارة لا حاجة للشروع في الاحتفال. فلشدة اسفهم، لن ينقلوا، حسب خطة ليبرمان، الى مجال حكم السلطة الفلسطينية، ولن يحظوا بالتمتع بمناعم المساواة في الديمقراطية الفلسطينية المتنورة. وفي موضوع «مساواة الحقوق والواجبات للجميع» لن تتحقق العجائب. فما هي قيمة كل الافكار السياسية المنشودة التي وضعها، مقابل الحق الكبير في تحطيم السقف الزجاجي للمؤسسة الامنية (فكرات التنس فقط، مثلما قال بنيامين نتنياهو، هي التي صفرت قرب أذنية). فالانتماء لهذا الطابور فقط - وبالتأكيد حمل لقب «وزير الدفاع» – يمنح حق الدخول الى قدس الاقداس الإسرائيلية. وليس هناك ثمن باهظ جدا لهذا الغرض يدفعه مواطنو الدولة. لا ينبغي لقيادة الجيش الاسرائيلي على الاطلاق أن تسارع للبحث عن مأوى لها في «البئر» (مقر القيادة العسكرية). فليبرمان سيخرج من جلدته كي ينال محبتهم. وخلافا ليعلون، الذي عمل شخصيا في اعماق العدو ويعرف كيف يقدر قيمة وخطورة البسالة، فان ليبرمان لن يسارع الى اقرار حملات مجهولة، خشية ان يقع اخفاق يعرض مكانته للخطر. محطة اذاعة الجيش، التي طالب في الماضي بإغلاقها، يمكنها أن تواصل كونها بوقا للجمهور المتنور، كمعارضة لحكومة اليمين وكصاحبة اخبار عاجلة تمنع – إذ ان هذا هو غايتها منذ الازل – البناء في القدس أيضا. وكذا الجمعيات التي تخدم حكومات معادية ومنظمات مقاطعة لا ينبغي لها أن تنزل تحت الارض. فقيمة التزامه باخراجها عن القانون تساوي قيمة ما تبقى لديه من عصي ومن تعهدات. ولما كانت عنده «الكلمة هي الكلمة»، فان مواضيع جوهرية نال بفضلها ثقة مئات آلاف الاسرائيليين، مثل قانون القومية، ستبقى في تجميد عميق. وأتجرأ على أن اقول، وليس بسخرية، ان الموافقة الايديولوجية المركزية التي تحققت بين نتنياهو واسحق هرتسوغ، تجميد البناء في المستوطنات، ستتم، بموافقة ليبرمان، في «حكومة اليمين المتطرفة» ايضا (مثلما هو جار عمليا اليوم). «البيت اليهودي»، لسخافته، عمل على تحقيق التعليم، بينما اليسار التطهري وعديم المسؤولية يسمح بتحققه. هكذا ايضا متفرغو المستوطنين في «الليكود»: مستوطن هو ايضا وزير دفاع سيزيل العقبات في مجال البناء ويمنع هدم المستوطنات، مثل عمونا. هذا حساب مغلوط وكذا، عفوا على العبارة، أناني وقصير الموعد من ناحية المصالح العامة للدولة. ليبرمان، على حد قول نتنياهو، لا ينتمي لا لليمين ولا لليسار، ليس مواليا لأي ايديولوجيا ولأي اطار. واليمين الايديولوجي بالذات المسؤول، الذي يرى احتياجات الدولة من منظور واسع وشامل، ملزم بان يكون قلقا، وقلقا جدا، من ان يكون هؤلاء عديمو العمود الفقري، نتنياهو وليبرمان – ممن تعوزهم كل ايديولوجيا ملزمة – هما اللذان يقودان الدولة.