يعلون يبكر في مغادرة الوزارة ويتهم نتنياهو بالتخلي عنه

F140701TN21
حجم الخط

ي هذا الصدد تكتب "يديعوت احرونوت" ان وزير الامن موشيه يعلون الذي سيودع اليوم، الجيش والوزارة، لم يوفر في الأيام الأخيرة الكلمات لوصف عمق الأزمة التي وصل اليها مع نتنياهو ومعسكر اليمين. يوم الجمعة استقال يعلون من منصبه، ومساء امس، سلم رئيس الكنيست يولي ادلشتين رسالة يعلن فيها استقالته من الكنيست. لقد قرر يعلون تقديم موعد توديعه للجيش ووزارة الأمن الى اليوم، دون انتظار مراسم استبداله بليبرمان.

مساء يوم الثلاثاء الماضي التقى يعلون مع اريك زيف من موقع "ليكودنيك" وتحدث معه حول الوضع غير المحتمل الذي وصل اليه في الأسابيع الأخيرة. "عندما بدأت قضية الجندي الذي اطلق النار في الخليل، وافق نتنياهو معي على انه يجب ترك النيابة العسكرية تفحص وتعالج الموضوع، وعندما رأى الأجواء العامة، غير موقفه. انا كوزير مسؤول كان يجب علي دعم رئيس الأركان، لكنني شعرت بأن نتنياهو تخلى عنه". وعندما سئل يعلون لماذا سارع الى وصف الجندي بأنه "جندي انحرف"، قال يعلون: "لأنه بكل بساطة اخذ القانون الى ايديه. لقد اطلق النار بدون مبرر".

يعلون لم يدخل في مواجهة مع نتنياهو فقط في موضوع الجندي، وانما، ايضا مع نفتالي بينت وافيغدور ليبرمان. وقال: "لقد ادارا على ظهري حملة تشهير طوال الوقت. كما تدخل ليبرمان بشكل شخصي وكذلك بشكل غير مباشر، عندما تحول شارون غال، رجل ليبرمان، الى منسق للعلاقات العامة لعائلة الجندي. شعرت بأن نتنياهو تخلى عن رئيس الأركان وعني عندما رتب غال محادثة بينه وبين عائلة الجندي. لدي مبادئ، ليس كل شيء سياسة".

وتطرق يعلون الى ادعاءات رجال اليمين المتطرف والمستوطنين بأنه منع الاستيطان في المناطق وادعى انه في بعض الحالات تم القيام بأمور خلافا للقانون. "لم استطع السماح لهم بالسيطرة على المباني في الخليل"، قال، واضاف: "هناك سلوك غير قانوني في هذه القضية. انا كوزير امن سمحت بالبناء حيث كان يمكننا المصادقة على ذلك. ولم اصدق على البناء في مكان غير قانوني".

وتطرق يعلون الى الأزمة مع الجناح اليميني المتطرف في الليكود وكشف بأنه منذ تسلمه لمنصبه لم يتوقف وصول طلبات غريبة ومستهجنة اليه، بما في ذلك طلبات بوظائف. ولكنهم حصلوا على اجوبة سلبية، ومنذ تلك اللحظة بدأت حملة ممولة ضدي من قبل تلك المجموعة المتطرفة والتبشيرية التي استهدفتني".

نتنياهو ينوي الاحتفاظ بحقيبة الخارجية

وفي سياق متصل بالأزمة، تكتب "يديعوت" ان حزب الليكود سلم بعدم تشكيل حكومة وحدة، لكن رئيس الحكومة نتنياهو ينوي الاحتفاظ بحقيبة الخارجية لنفسه، رغم المعركة بين كبار المسؤولين في الحزب على هذه الحقيبة الرفيعة.

وتضيف انه في اعقاب استقالة يعلون، خلق نتنياهو وضعا غير مسبوق داخل الحزب: فعلى الرغم من كون الليكود هو اكبر كتلة برلمانية تحظى بـ 30 مقعدا، الا انه لا يسيطر أي مسؤول ليكودي على احدى الحقائب الرفيعة في الحكومة – الخارجية (نتنياهو) الامن (ليبرمان) والمالية (كحلون).

ويسود التقدير في الليكود بأن نتنياهو سيواصل الاحتفاظ بحقيبة الخارجية لنفسه، خشية الدخول في مواجهات مع اثنين من كبار المسؤولين في الليكود اللذان يدعيان ان نتنياهو وعدهما بحقيبة الخارجية: وزير المواصلات يسرائيل كاتس، ووزير الامن الداخلي غلعاد أردان. ويمتلك كاتس وعدا خطيا بتسلم احدى الحقائب الرئيسية الثلاث: الخارجية، الامن والمالية، اذا سمحت الظروف. كما يدعي اردان انه تم وعده بحقيبة الخارجية.

كما يطمح يوفال شطاينتس ونفتالي بينت الى تسلم هذه الحقيبة. ويدعي بينت انه تم وعده بها، لكنه قرر التخلي والبقاء في وزارة التعليم. وربما قرر بينت ذلك كي تبقى اييلت شكيد في وزارة القضاء.

والمح نتنياهو الى احتفاظه بحقيبة الخارجية ليتسحاق هرتسوغ، اذا قرر الانضمام الى الحكومة، ولكن بما ان المعسكر الصهيوني تخلى عن الانضمام الى الائتلاف، يبدو ان الصراع على هذه الحقيبة الرفيعة سيتواصل.

هرتسوغ يواصل اتهام يحيموفيتش وتبادل الغزل مع نتنياهو

على سياق متصل تنشر "هآرتس" ان كتلة المعسكر الصهيوني، بقيادة يتسحاق هرتسوغ، ستعقد اول جلسة لها، اليوم، منذ فشل محاولة هرتسوغ الانضمام الى الحكومة. وقال هرتسوغ، امس، انه لا ينوي الاستقالة، وهاجم زميلته شيلي يحيموفيتش، وقال "من حدد بأن الحديث مع رئيس الحكومة هو عرس دموي، ومن يقارنني بالكلب الذي يزحف على أربع في الوقت الذي يطلب فيه الدخول للحكومة، اجتاز الحدود من ناحيتي".

وقال هرتسوغ خلال مشاركته في برنامج "سبت الثقافة" في كفار سابا امس، ان "استقالته ستوفر متعة مشكوك فيها لجهات يسارية متطرفة استسلمت للهجة التحريض والعنف، ولليمين المتطرف الذي جر نتنياهو. لا يوجد مكان لليسار المتطرف في المعسكر الصهيوني. التحالف غير المقدس بين المتطرفين دمر فرص وقف مسيرات الجنائز هنا".

وحول اتصالاته مع نتنياهو قال هرتسوغ: "مع اطلاق العملية السياسية الاقليمية المخططة التي عملت عليها مع رئيس الحكومة وجهات دولية، كانت اسرائيل ستتعامل لأول مرة بإيجاب مع عناصر في مبادرة السلام العربية والبدء، لأول مرة، بمفاوضات مع الدول العربية حول المبادرة. لم ازحف ولم اتعرض للإهانة. لو زحفت لكنت منذ زمن وزيرا للخارجية".

الى ذلك دعت رئيسة كتلة المعسكر الصهيوني، ميراف ميخائيلي، كتلة كلنا، برئاسة موشيه كحلون الى الانسحاب من الائتلاف ومنع تشكيل الائتلاف الجديدـ وتشكيل ائتلاف عقلاني بديل. وفي المقابل قالت مصادر في "كلنا" انها تقدر بأن الكتلة ستبقى في الائتلاف ولن تعمل على تفكيكه.

وقال رئيس الحكومة نتنياهو، يوم الجمعة، انه تم تنفيذ ما وعد به هرتسوغ، "وحتى الان ننتظر الضم الممكن للمعسكر الصهيوني الى الائتلاف، فرغم الاتفاق المتبلور مع ليبرمان انا اترك الباب مفتوحا بكل جدية امام انضمامه الذي سيصب فقط في مصلحة اسرائيل".

وقال نتنياهو: "توجد فرص في المجال السياسي، خاصة في ضوء تطورات اقليمية معينة اعمل عليها بدون توقف. ولذلك بذلت جهدا كبيرا لضم المعسكر الصهيوني الى الحكومة". وقالوا في الليكود انهم لا يعتقدون بأن هرتسوغ سيكرر محاولة الانضمام الى الحكومة خلال الدورة الحالية.