صرح رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي، أن بلاده بدأت في تنفيذ مخطط إعلان الكونفدرالية بين الجانبين الفلسطيني والأردني والتي تهدف إلى خلق علاقات اقتصادية و سياسية بين الدولتين.
وأكد المجالي على أن بلاده تحرص على دعمها للقضية الفلسطينية و وضع الحلول الدائمة لها، مضيفًا بأن المباحثات بين الجانبين مستمرة و ذلك من خلال اجتماعات قام بها المجالي بنفسه داخل الضفة الغربية مع العديد من القيادات الفلسطينية .
و في هذا الصدد علق العديد من قيادات الفصائل والقوى الفلسطينية لـ "وكالة خبر"، حول موقفهم من هذه التصريحات التي تحمل في طياتها العديد من المعاني و المفاهيم.
قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، إن تصريحات رئيس الوزراء الأردني الاسبق لا تعتبر تصريحات رسمية، وذلك لكونها لم تصدر عن الملك عبد الله، و بالتالي من الصعب وضع الأحكام أن هذه التصريحات قرارات أردنية رسمية.
و أشار الغول إلى أن هذه المقترحات تأتي في إطار البحث عن حلول للصراع القائم، و ليست وليدة اليوم، موضحاً أن مقترحات عديدة طُرحت في هذا الصدد من أجل العمل على تكوين كونفدرالية بين فلسطين والأردن بعد إعلان الدولة الفلسطينية، لكن حكومة نتنياهو لا ترغب في إقامة دولة فلسطينية، والأردن تبحث عن وضع حل للقضية الفلسطينية.
وأضاف الغول، أن الكونفدرالية تعني عدم إعطاء الضفة الغربية أي دور سياسي من خلال الانتخابات الأردنية، حيث أنه من الممكن أن يتم العمل على تقاسم وظيفي بين الأردن والضفة وإسرائيل، لافتاً إلى أن هذه المشاريع ظهرت من جديد على الساحة، بسبب عجلة المفاوضات، بالإضافة إلى الانعكاسات الإقليمية على القضية الفلسطينية دفعت نحو بزوغ هذه المقترحات من جديد.
ولفت الغول، إلى أن فكرة إعلان الكونفدرالية ليست بالأمر السهل، وذلك بسبب عدم موافقة الجانب الإسرائيلي عليها، حيث أن الاحتلال يعتبر أن مثل هذه الحلول تفتح الأفق للفلسطينيين لتقوية كيانهم في المنطقة.
وأشار الغول، إلى أن إقامة الكونفدرالية ستجعل من قطاع الإمبراطورية، وذلك نظراً لأنها منطقة غير مرغوب بضمها، وبذلك تكون المساواة ليست منصفة.
و من جهته قال الناطق الرسمي باسم حركة فتح في قطاع غزة د. فايز أبو عيطة، إن حركته تقدر العلاقة القائمة مع الأردن الشقيق، مضيفاً أن علاقة فتح بالأردن وثيقة و قائمة على الثقة والاحترام.
و أضاف أبو عيطة، أن حركته ترحب في مثل هذه المشاريع والمقترحات، موضحاً أن العائق الأساسي هو عدم التمكن من إقامة الدولة الفلسطينية، حيث أن إعلان الكونفدرالية يتطلب أن يتم إعلان دولة فلسطين بشكل مسبق، وبذلك يقرر الشعب والقيادة الأردنية والفلسطينية التوجه نحو أي مشروع يصب في صالح القضية الفلسطينية.
في الصعيد ذاته، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أن هذه التصريحات تحمل في ثنياها محوراً سلبياً يؤثر على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة أن الكونفدرالية تقوم بين الدول برضاها، لافتاً إلى أن هذا الشرط لا ينطبق على الجانب الفلسطيني وذلك لعدم امتلاكه أي سيادة على أرضه التي تخضع تحت سيطرة الاحتلال.
و أضاف أبو ظريفة، أن هذه التصريحات تطرح من التساؤلات، أهمها ما هو موقف نتنياهو من إعلان الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين؟.
و طالب أبو ظريفة، كافة الأطراف بالتوقف عن هذه الأحاديث حتى يحين الوقت المناسب للحديث بها، مشيراً إلى أن الحلول المتجزأة كإعلان كيان فلسطيني مستقل في قطاع غزة أمر خطير يحمل العديد التهديدات الواضحة التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية.
واعتبر القيادي البارز في حركة حماس يحيي العبادسة، أن حركته لا تهتم إلى هذه التصريحات كونها لم تخرج عن جهة رسمية، وما زال الحديث مبكراً حول أن تقلق هذه التصريحات الأوساط الفلسطينية.
و أضاف العبادسة، أن موقف المملكة الأردنية تجاه فلسطين واضح و أن مثل هذه المقترحات تحتاج مزيداً من الوقت من أجل أن تدخل حيز التنفيذ، لافتاً إلى أن الكونفدرالية قائمة على سيادة الدول، وهذا الشرط لا يتحقق في فلسطين المحتلة.
و لفت العبادسة، إلى أن حركة حماس لن ترد على هذه المقترحات، وذلك لكونها لم تصدر عن الملك عبد الله، وأن السلطة غير قادرة على خوض مثل هذه الأفكار التي تحتاج وقتاً طويلاً، وفي المقابل لا يمكن أن نستبق الأحداث قبل وقوعها، حيث أن القيادة الفلسطينية تدرك الموقف السليم للقضية.