إقالة يعلون: إسرائيل على أعتاب "هزة أرضية"!

20162305211621
حجم الخط
عضوا الكنيست من «الليكود»، اللذان كانا من وراء مؤامرة إقالة وزير الدفاع موشيه يعلون وتعيين افيغدور ليبرمان بدلا منه، يعانيان من قصر النظر في كل ما يتعلق بالسياسة الاسرائيلية، والمبرر الوحيد لسلوكهما هو حقيقة أنهما جديدان في الساحة السياسية المحلية.
انتخب ياريف لفين للكنيست قبل سبع سنوات، وهي السنة التي انتخب فيها زئيف الكين عضوا للكنيست عن «الليكود» بعد استقالته من حزب «كديما».
هدف الاثنان من هذه الخطوة التي تمت من وراء الكواليس هو توسيع الائتلاف برئاسة «الليكود»، ويبدو أنهما قد حققا هذا الهدف، حيث سيزداد تمثيل الائتلاف في الكنيست من 61 مقعدا إلى 66 مقعدا.
لكن ثمن الاصوات الخمسة الاضافية في الكنيست، سواء الذي ستدفعه الدولة أو سيدفعه «الليكود»، أكثر مما يعتقدون.
يصعب التصديق أن هذا التفسير البسيط الذي يعتبر أن الحكومة المستقرة هي أفضل لاسرائيل. لهذا فان استبدال ليبرمان بيعلون في وزارة الدفاع هو في صالح الدولة. وهذا التفسير سيرفضه الجمهور في اسرائيل.
إن وزير الدفاع ليس كباقي وزراء الحكومة. فهو الوزير الاكثر أهمية في الحكومة، حيث إنه يتحمل المسؤولية المباشرة عن أمن دولة اسرائيل وأمن مواطنيها الشخصي والمسؤولية عن حياة أبنائهم الذين يخدمون في الجيش. التفسير الذي يقدمه مؤيدو الصفقة هو أن اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن يرتبط بأشخاص آخرين عدا وزير الدفاع، ولهذا ليس مهماً من يشغل هذا المنصب، لكن هذا التفسير يعبر عن الجهل العميق بطريقة عمل وزارة الدفاع.
كان يعلون على رأس الجهاز العسكري في السنوات السابقة، والقرار فيما يتعلق بالحفاظ على وزير دفاع جيد في حكومة ضيقة أو اقالته من اجل توسيع الائتلاف بعدة اصوات، كان يجب أن يكون بسيطا. لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتخذ القرار الخاطئ. لقد أضر باحترام يعلون الذي سخر كل حياته من اجل أمن اسرائيل، والادعاء بأن وزارة الدفاع ليست ملكا لشخص يزيد الطين بلة. فهذا يضر، ليس فقط بمكانة يعلون، بل بمكانة الجيش الاسرائيلي ايضا.
إن الجيش الاسرائيلي هو جيش الشعب، وكل المواطنين في اسرائيل تقريبا يتضامنون معه ويحبونه.
لقد خدموا في الجيش الاسرائيلي واولادهم يخدمون فيه. الجيش هو المؤسسة الاكثر تقديرا لدى الجمهور قياسا بباقي مؤسسات الدولة. حينما يتم الحاق الضرر بمكانة يعلون، فان الكثيرين في الدولة يشعرون بالاهانة. إنها اهانة للشعب، والشعب لن ينسى ذلك بسرعة.
إن شعور اغلبية الشعب، الذي يعتبر أنه يمكن الاعتماد على «الليكود» في موضوع أمن دولة اسرائيل، أبقى «الليكود» في الحكم سنوات طويلة. إلا أن هذا الشعور قد يتضعضع جدا في أعقاب الفعل الحالي، ما اعتبر تغييرا كبيرا بتوزيع وزارات الحكومة قد يحدث تغييرا عميقا في الصورة الجماهيرية لـ «الليكود» في كل ما يتعلق بالمواضيع الامنية واثارة السؤال هل يمكن الاستمرار في الاعتماد عليه في الموضوع الاقرب الى قلوب اغلبية الاسرائيليين.
ربما تكون اقالة يعلون نقطة تحول في التاريخ السياسي لدولة اسرائيل. هذا لم يتوقعه لفين والكين. ويتوقع حدوث هزة أرضية سياسية – قد يحتاج ذلك بعض الوقت، لكنه سيأتي. لأن من يزرع الرياح يحصد العاصفة.