أفادت وكالة "تاس" الروسية، أن عددا كبيرا من المستثمرين العرب أعربوا عن اهتمامهم بالاستثمار في مشاريع النقل والبناء والتعمير داخل العاصمة الروسية موسكو.
ووفقا للخدمة الصحفية للجنة موسكو المختصة بتنفيذ المشاريع الاستثمارية المشتركة في مجال البناء والنقل، فإن المستثمرين العرب يرون موسكو شريكا استراتيجيا هاما في قطاع البناء والتعمير، لا سيما وأن سلطات العاصمة الروسية اقترحت عليهم المشاركة في مشاريع الاستثمار بالبناء والنقل والإشراف المشترك على التنفيذ.
وقال قسطنطين تيموفييف ممثل سلطات موسكو، خلال اجتماع مع ممثلين من شركة "إيجل هيلز"، التي تتخذ من دولة الإمارات مقرا لها: "الوقت الراهن هو وقت مناسب للاستثمار في أي مشروع بناء بموسكو".
بدوره، أعرب ممثل "إيجل هيلز"، على اهتمام الشركة في توسيع أنشطتها الاستثمارية، حيث قال: "نرى موسكو شريكا استراتيجيا، وبطبيعة الحال، علينا أن نبدأ من احتياجات المدينة، وبالتالي، نحن على استعداد للنظر في المقترحات الخاصة التي ستقدم من قبل الجانب الروسي".
وفي الوقت الراهن، تشرف "إيجل هيلز" على 15 مشروعا في الخارج تقع في 7 دول من بينها المغرب وصربيا ونيجيريا والأردن والبحرين، ومن ضمنها مشاريع شارفت الشركة الإماراتية على الانتهاء منها.
وفي الاجتماع، سلمت سلطات موسكو المستثمرين العرب قائمة بعدد من المشاريع في مجال البناء والنقل بهدف الدراسة والنظر فيها، ولاتخاذ قرار استثماري بشأنها حتى الاجتماع المقبل، الذي من المقرر عقده خلال الأشهر القادمة.
وحتى نهاية عام 2020 تخطط سلطات العاصمة الروسية موسكو لبناء 273 عقدة نقل ومجمع للركاب، لتسهيل تنقل الركاب بين مختلف أنواع وسائط النقل.
وسيوفر بناء هذه الوحدات من وقت الركاب لمدة 8-10 دقائق، كما سيخفف من حدة الاختناقات المرورية عند مدخل ووسط المدينة. وسيتم بناء عقدات نقل بالقرب من محطات مترو الأنفاق والسكك الحديدية، فضلا عن بناء العقارات التجارية والسكنية حول هذه العقد.
كما اقترح ممثلون عن "إيجل هيلز" على الجانب الروسي مشروع بناء مبنى حديث ومتعدد الوظائف، يمكن العيش فيه، إضافة إلى احتوائه على مكاتب لقطاع الأعمال، ومساحات للترفيه.
وتشهد روسيا في السنوات الأخيرة إقبالا من المستثمرين العرب. إذ أفاد وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة الإماراتي، عبدالله بن أحمد آل صالح، بأن رصيد الاستثمارات الإماراتية في روسيا بلغ نحو 66.2 مليار درهم، أي ما يعادل 18 مليار دولار، مشيرا إلى أن استثمارات روسيا الاتحادية في الإمارات بلغت حتى نهاية 2014 نحو2.77 مليار درهم أي زهاء 755 مليون دولار.
وأضاف في كلمته خلال قمة قازان الاقتصادية بين روسيا الاتحادية وبلدان منظمة التعاون الإسلامي، التي اختتمت أعمالها يوم 21 مايو/أيار الجاري، في العاصمة التتارستانية قازان أن "وزارة الاقتصاد تسعى إلى ترسيخ التنويع والانفتاح الاقتصادي، وتوفير البيئة الاستثمارية الجاذبة، عبر تطوير التشريعات وتيسير ممارسة الأعمال التجارية، من خلال تسهيل الإجراءات، وغياب الضرائب، وحرية التحويلات، وتعزيز الشفافية، وتشجيع الابتكار، وذلك تماشيا مع رؤية الإمارات 2021 ومقررات الأجندة الوطنية".
ويبدي المستثمرون الإماراتيون اهتماما في السوق الروسية في وقت توترت فيه العلاقات بين روسيا وتركيا، على خلفية إسقاط الأخيرة قاذفة روسية في سوريا، أثناء تنفيذ مهمة ضد الإرهاب، ومقتل قائدها، ما أدى إلى قيام موسكو بفرض عقوبات اقتصادية ضد تركيا طالت قطاع الأعمال التركي، ومن ضمنه شركات المقاولات التركية، ما يعتبر فرصة سانحة للمستثمرين العرب للحلول محل الشركات التركية في سوق البناء الروسي.