عرض فلسطيني عن عملية ميونخ يحصد اهتماما واسعا في "كان" رغم ضغوط يهودية

thumb (1)
حجم الخط

عندما حجز المخرج الفلسطيني نصري حجاج مقعداً في مهرجان "كان" السينمائي هذا العام، توقع ان يكون عمله الوثائقي "ميونخ: حكاية فلسطينية" مجرد فيلم عربي عادي غير معروف، آملاً ان يحصل على تمويل لمشروعه، لكن الفلم أصبح واحدا من الأفلام التي تحدث عنها الكثيرون خلال مهرجان هذا العام، وذلك وفقا لما نشره موقع "ذي ناشونال" أمس الأربعاء.

ويعرض الفيلم الذي لم يكتمل ومدته 13 دقيقة الرواية العربية لما جرى في عملية ميونخ عام 1972، عندما قام 8 مسلحون فلسطينيون من تنظيم "ايلول الاسود" باحتجاز 11 لاعبا من الفريق الاسرائيلي، للمطالبة بالإفراج عن 236 أسيرا في السجون الإسرائيلية، قبل أن يقتل نتيجة العملية 5 من منفذيها إضافة لشرطي الماني وجميع اللاعبين الإسرائيلين.

ويقول الموقع، إن جزءا من الفيلم تم تمويله من قبل برنامج "انجاز - مهرجان دبي السينمائي الدولي"، لكنه تعرض لحملة من المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية (وهي المظلة الواسعة للمجتمع اليهودي)، للمطالبة بمنع عرضه، وهذا ما دعمه عمدة مدينة كان الفرنسية ديفيد ليزنارد، مدعيا أن الفلم يهدد الأمن العام.

ويوضح الموقع، أنه رغم المنع فإن الفلم عرض يوم الإثنين الماضي عند الساعة 5:30 صباحا، وهو الموعد الرسمي لعرض الفلم.

وقال المخرج نصري حجاج في حديث مع صحيفة "ذي ناشونال"، إن ادارة المهرجان هي التي اثارت هذا الجدل عندما وصفت العمل بانه فيلم رغم أنه ليس كذلك، "هو مجرد عرض مدته 13 دقيقة، لم ينتهِ حتى الآن".

واضاف حجاج، "قالوا ان الفيلم يشجع على الارهاب، لكن لا يوجد اي محتوى في الفيلم يشجع على الارهاب، وعندما انتهي من صناعة الفيلم لن يكون فيه اي شيء يشجع على الارهاب".

وتابع، "هؤلاء الاشخاص يتحدثون حول منع عرض الفيلم وهم لم يشاهدوه حتى يمنعوه، لانه حتى الآن لا يوجد اي فيلم، لم يحضروا العرض لكنهم يريدون ان يمنعوه، هؤلاء الاشخاص لديهم صور نمطية في اذهانهم"، مؤكدا في الوقت ذاته على رفضه لادعاء عمدة "كان" بأن الفلم يهدد الأمن العام.

ورأى حجاج أن العمل تهديد للطريقة التي يفكر بها الناس، مضيفا، "هذا تهديد اذا كان الانسان حرا أو لا في تفكيره، تهديد اذا كنت تريد ان تكون انساناً ام لا، اذا كنت تفكر في الآخرين وحياتهم، هذا هو السؤال".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها عرض شيء عن عملية ميونخ، لكن حجاج يأمل بان يقدم عملا فنيا من منظور آخر من وجهة نظره، تقول "ذي ناشونال".

ونوه حجاج إلى أن الإسرائيليين عرضوا فيلما حول عملية ميونخ بعنوان "21 ساعة في ميونخ" في العام 1976، ثم عرضوا فيلما آخر في العام 2006 بعنوان "ميونخ" قدموا فيه روايتهم حول ما حدث، مؤكدا أنه في بعض الاحيان كانت الرواية مغرضة، لكن لم يتم عرض فيلم حول عملية ميونخ لطرح المنظور الفلسطيني او العربي.

وأشار موقع "ذي ناشونال" إلى أن المخرج غير متأكد مما سيحدث للفلم، ويقول إن الدعاية قد تساعد في إنجازه، لكنه يستدرك قائلا إن بعض المنتجين قد لايوافقون على دعمه بسبب هذه الانتقادات، متوقعا الانتهاء من العمل بعد ثلاثة أيام من التصوير.