تعرفي على التعلق المرضي والعشق الممنوع

ta3alok-422x280
حجم الخط

يبدأ تعلّقك بغيرك من الناس منذ بداية نشأتك بأمك، فهي أول من تتعلقين بها، ثم في مراحل النمو المختلفة تتعلقين بأبيك، وبعد ذلك تصبح لديك عائلة أكبر تحبّك وتغدق عليك بالحنان. ثم تخرجين من بيت الأسرة إلى المدرسة، فيتعلق قلبك بكثير من الأصدقاء أو المعلمات. ثم تأتي المراهقة بعواصفها، فتتناثر عليك التعلّقات من أماكن شتّى، فتتعلّقين بالأبطال، والفنانين. والتعلق بالأشخاص خاصّية إنسانية وهو أنواعا:
التعلّق السوي: يعتبر دافعاً أساسياً لنمو الإنسان، ومن دونه يتشوّه بناؤه النفسي . ويرى أكثر العلماء الذين اهتموا بدراسة التعلّق بين الطفل والأم، أن دافع التعلق دافع أساسي كدوافع الجوع والعطش، فعلاقة الطفل بأمّه ضرورية لنموّه كضرورة الغذاء والشراب.
• الصداقة والتعلق: الأصل في الصداقة شدّة التشابه في الطباع، والتقارب في الأفكار والعادات بين الأصدقاء. وهي مهمّة للنمو الإنساني. فالصداقة السّوية، والحب السويّ يرحّب بهما المجتمع والعرف والعادات والتقاليد.
الفرق بين الصداقة والحب
تعرّف الصداقة بأنها علاقة بين شخصين أو أكثر، ويصاحبها مشاعر وجدانية تخلو من الرّغبة الجسدية. ويتشابه الحب والصداقة في أنهما عاطفة جميلة تجمع بين اثنين، لكن الصداقة قد تجمع فيها اثنين أو أكثر، والحب يكون متوهّجا بالشّغف والرغبة والارتباط بالزواج. لذلك، فإن الحب علاقة توفّر حضوراً أكبر في حياة المحبّين، ولكن الصداقة الحقيقية أكثر استقراراً منه.
وهناك خصائص مشتركة بين الحب والصداقة هي الاستمتاع برفقة الطرف الآخر وتقبّله كما هو والثقة والإحترام وفهم شخصية الطرف الآخر ودوافع سلوكه وتفضيلاته وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الآخر والإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية.
أما التعلّق المرضي: فهو الميل المبالغ فيه، بحيث يفقد المتعلق استقلاليّته، ويتبع المتعلق به تبعيّة كاملة. ويمكن أن يكون المتعلقان في مراحل عمريّة متقاربة أو متباعدة. ومن أسبابه:
الحرمان العاطفي في الأسرة والتأثر بالشخصيات من حولك و ضعف الثقة بالنفس، والبحث عن شخصية يتوحّد فيها لكي يشعر بشيء من القوة. وإذا كان الفرد يشعر بالحرمان، فإنه يجد لذّة بالغة في تعلّقه المرضي. وهناك اضطرابات خاصة في الشخصية يمكن أن تؤدي إلى التعلق المرضي، مثل الشخصية الاعتمادية، التي بطبعها تبحث عمّن يسيّرها وتدور حوله.
ويترك التعلق المرضي آثاره على حياة المتعلق بكاملها، ومن أهمها: انخفاض مستوى التحصيل العلمي، اضطراب العمل وضعف الفاعلية فيه، فشل الحياة الزوجية وانتشار الخيانات بين المرتبطين.

وهناك طرق للعلاج:
– النظر إلى التعلق باعتباره عاطفة بشرية طبيعية أصلها سويّ، غير أنه تجاوز فيها الحدّ المعقول، فإن المشكلة تصبح قابلة للحل.
– البحث عن الأسباب التي تدفعك إلى التعلق، مثل الفراغ العاطفي، التقليد أو البحث عن علاقة حبّ. ومعرفة الأسباب تساوي معالجتها بأساليب صحيحة.
– التفكير في النهايات لأن كل بداية ممتعة، محلّقة في الآمال، غير أن النهايات هي التي تحدّد قيمة كل شيء.
– التعلق يعتمد على إلباس الطرف الآخر ما ليس فيه من المحاسن، ونفي ما هو فيه من المساوئ، فإذا أمعنت في التفكير في النقائص البشرية لمن تعلّق قلبك به، أمكنك أن تخرجي من طغيان سحره عليك، وبالتالي تخرجين من حالة التعلق.
– حين تتعلقين بأحدهم عادةً لا تستخدمين الألفاظ بالصورة الدقيقة، فقد تقولين عنه إنه (أفضل مخلوق على وجه الأرض)، واستخدام اللغة المفرطة في التعميم سيضلّل المتعلق، بينما إذا وضعت الصورة في إطارها الصحيح واستخدمت لها الألفاظ المناسبة في وصف الشخص بجمل حقيقية محدّدة أقرب إلى الواقع، فإن ذلك يكون مرحلة أولى من مراحل علاج التعلّق.
– لتفكير والبحث عن بدائل حتى لا تصب الطاقة كلها في شخص واحد.
– سيخفّ تعلّقك بشخص ما إذا توجهت للجلوس في جلسات تأمّل تقضينها في مراجعة أفكارك ومعتقداتك، أو جلسات المناصحة والاستشارة مع بعض أصدقائك العقلاء وترتيب أفكارك بعد ذلك، وتغيير بعض عاداتك كتعلّم شيء جديد، أو الانخراط في عمل جماعي، الابتعاد عن كل ما يهيّج الذكريات كالصور والأماكن والأشخاص المشتركين بينكما، كل هذا يساعدك على علاج التعلّق المرضي.