الطريق لإجبار إسرائيل على إنهاء الاحتلال

20150104212636
حجم الخط

خسارة زيادة الحديث حول تذبذب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشأن موقفه فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية. 
كما قالت شيلي يحيموفيتش في ندوة «إسرائيل للسلام» التي عقدتها «هآرتس» في تموز – «هو يستطيع. 
لكنه ببساطة لا يريد. سلّموا بهذا الامر. هو لا يريد». الطريق الوحيدة التي بقيت لإرجاع الاحتلال من خلف الخط الاخضر وانهائه هي اخراج اسرائيل بالإجبار من «المناطق». 
الخطوة الاولى التي لا يمكن منعها في هذه الطريق هي قرار من مجلس الامن بالاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967، وتحديد فترة زمنية للمفاوضات أو لتحكيم دولي حول التفاصيل. هذه هي المصلحة العليا لإسرائيل اليهودية، الديمقراطية والاخلاقية والآمنة. المجتمع الدولي عليه أن يعرف أن جزءاً كبيراً من منتخبي الجمهور في اسرائيل، ليس فقط «المتهمون المعتادون» مثل «ميرتس» و»القائمة المشتركة»، يؤيدون انضمام فلسطين فورا الى الامم المتحدة. الدول الاعضاء في مجلس الامن عليها معرفة أنه من وجهة نظر تيار مركزي في المجتمع الاسرائيلي فان التصويت لصالح فلسطين لا يعتبر «تصويتا ضد اسرائيل» أو عملا «لاساميا».
اسحق هرتسوغ، زعيم الحزب الذي يمثل اجزاء كبيرة من هذا التيار فهم، الآن، بأنه اذا لم تقم مبكرا دولة فلسطينية فان اسرائيل ستتحول الى دولة مصابة بالصرع. كابن لذلك الرجل الذي مزق من فوق منصة الامم المتحدة القرار الذي وصف الصهيونية بـ»العنصرية»، ليس من الضروري أن يبذل جهدا كبيرا لصياغة نداء الى الدول العظمى من اجل الاعتراف بفلسطين.
قبل ثلاث سنوات ونصف كتب هرتسوغ برنامجا سياسيا في أساسه اقتراح بأن تعترف اسرائيل فورا بفلسطين كدولة مستقلة. ايضا في حينه أدارت حكومة نتنياهو حملة دبلوماسية عدائية ضد المبادرة الفلسطينية مصحوبة بتهديدات ضد السلطة.
اقترح هرتسوغ أن يتضمن قرار الامم المتحدة الاعتراف بفلسطين المبادئ التالية: استئناف المفاوضات حول الاتفاق الدائم، حسب المعايير التي حددها الرئيس بيل كلينتون في سنة 2000 وطورها اوباما في أيار 2011 – دولتان على أساس حدود 1967 وتبادل للأراضي يُمكن اسرائيل من ضم الكتل الاستيطانية والاماكن المقدسة لليهود، والاعتراف بحق تقرير المصير لليهود والفلسطينيين (ليس بالضبط الاعتراف بدولة يهودية)، نهاية الادعاءات التاريخية، ترتيبات أمنية تستجيب لاحتياجات إسرائيل. وقد ذكر بأن رفضا اسرائيليا للمبادرة في الأمم المتحدة سيؤدي الى انفجار العنف في «المناطق»، والى تعميق العزلة الدولية لإسرائيل وإضعاف مكانتها الاستراتيجية.
هذه الاقوال المهمة تظهر في مقال كتبه هرتسوغ نشر في عدد ايلول 2011 في مجلة «فورين افيرز». قبل بضعة ايام من الانتخابات سألت هرتسوغ اذا ما زال متمسكا بها. فأجاب أنه لا يتذكر المقال، وبناءً على طلبه ارسلت له الرابط في البريد الالكتروني للإجابة على سؤالي. يبدو أن انشغالات الحملة الانتخابية صرفت نظره عن الامر. الآن حيث إن لديه متسعاً من الوقت عليه أن ينعش ذاكرته وأن يسير في الطريق التي رسمها. الشعار «إما نحن أو هو» يجب أن يتحول الى شعار «صراعه أو حلنا».

عن «هآرتس»