يلتقي رئيس دولة فلسطين محمود عباس نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت في مقر الرئاسة المصرية، من أجل بحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية والعربية.
وقال سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، جمال الشوبكي، في تصريح صحفي مساء اليوم الجمعة، إن لقاء القمة بين الرئيسين عباس والسيسي سيبحث الأوضاع على الساحة العربية وتطورات القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الرئيس عباس حريص كل الحرص على إجراء مشاورات مع الرئيس السيسي فيما يخص الوضع الفلسطيني، لا سيما الجهود التي تقوم بها القيادة الفلسطينية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من خلال دعم المبادرة الفرنسية.
وتابع الشوبكي، بأن الرئيس عباس سيستعرض آخر المستجدات بشأن المبادرة الفرنسية واجتماع مجموعة الدعم الدولي الذي سيعقد يوم 3 حزيران (يونيو) القادم في باريس بمشاركة مصر، وذلك من أجل إخراج العملية السياسية من الجمود الحالي وبحث سبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وسيشارك الرئيس محمود عباس غداً السبت في الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، وذلك لإطلاعهم على الأفكار الفرنسية بشأن عملية السلام ومحاولة الوصول إلى موقف عربي موحد قبيل الاجتماع الدولي المقرر عقده في باريس بشأن القضية الفلسطينية في الثالث من الشهر المقبل.
من جانبه صرح وزير الخارجية الفلسطيني د. رياض المالكي، مساء اليوم الجمعة، أن الرئيس عباس سيطلع وزراء الخارجية العرب غداً على الأفكار الفرنسية، مضيفاً أن الرئيس سيطالب بالتوافق على موقف عربي موحد بشأن كيفية التعاطي مع الأفكار الفرنسية.
وتابع المالكي، "نحن تفاعلنا مع المقترحات الفرنسية، ولهذا السبب حرص الرئيس عباس على المشاركة في الاجتماع الوزاري رغم ارتباطاته وعودته من زيارة رسمية في جنوب إفريقيا، وذلك بناءاً على طلب الأمانة العامة للجامعة والعديد من الدول العربية لكي يساعد في بلورة تلك الأفكار التي يجب أن يتم تبنيها عربياً خلال اجتماع باريس المقرر في الثالث من الشهر القادم بمشاركة ٢٦ دولة من بينها مصر والأردن والسعودية والمغرب، بالإضافة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية ممثلة بأمينها العام الدكتور نبيل العربي".
وأكد المالكي، على أن اجتماع وزراء الخارجية العرب هام وضروري جداً، وذلك لتنسيق المواقف العربية قبيل اجتماع باريس من أجل تبيان الموقف الفلسطيني من قبل الدول العربية من خلال المشاركة في الاجتماع وطرحه بكل وضوح أمام اللجنة، مشيراً إلى أن فرنسا كانت طلبت عقد الاجتماع الأول بدون حضور فلسطين وإسرائيل.
واشار المالكي، إلى أن فلسطين شاركت مع الجامعة العربية في تحضير وإعداد مشروع القرار الذي سوف يتم تبنيه من قبل وزراء الخارجية العرب غداً بحيث يكون ملزم ليس فقط للدول العربية الأربع المشاركة في اجتماع باريس وإنما ملزم لجميع الدول العربية الحاضرة وغير الحاضرة فيما يتعلق بطبيعة الموقف العربي وفيما يتعلق بالمتابعات، وذلك لأن اجتماع باريس في الثالث من الشهر القادم سيكون نقطة إنطلاق وسيليه اجتماعات متواصلة، على أن تتوج هذه الاجتماعات بعقد مؤتمر دولي ينتج عنها استئناف المفاوضات ضمن إطار متعدد أسوة بالمفاوضات التي تمت ما بين مجموعة (5+1) وإيران بحيث تسمح بالتوصل إلى اجتماع ينهي الاحتلال ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف المالكي، "نحن ننظر إلى اجتماع باريس المقبل كنقطة إنطلاق لعملية متكاملة، وهو سيعيد الاهتمام الدولي للقضية الفلسطينية لكي تصبح على سلم أولويات المجتمع الدولي، بالإضافة إلى إعادة الاهتمام من قبل هذه الدول لجهة الانخراط بشكل أساسي في العملية السّياسيّة والاهتمام بكيفية التوصل إلى آلية تضمن انهاء معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتسمح بتقديم الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تسهل العملية التفاوضية للوصول إلى إتفاق سلام ينهي حالة الاحتلال ويسمح بإقامة الدولة الفلسطينية".
بدوره، قال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إنه يعلق آمالا كبيرة على إنجاح اجتماع باريس المقرر في الثالث من الشهر القادم ، خصوصا لجهة تحديد مرجعيات معروفة لعملية السلام وضمان احراز تقدم ملموس في العملية السياسية.
وتابع العربي في تصريح عقب اجتماعه مع الرئيس محمود عباس اليوم في القاهرة اليوم الجمعة، أن كافة اللقاءات التي جمعته مع الرئيس عباس هامة، مضيفاً أن هذا اللقاء يأتي في وقت هام، وذلك في ضوء الاستعدادات الجارية لعقد اجتماع مجلس الجامعة العربية الإستثنائي والطارئ على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وأشار العربي، إلى أن الاجتماع الوزاري له أهمية كونه يأتي قبيل انعقاد مؤتمر باريس في الثالث من الشهر القادم، مؤكداً على تعليق آمال كبيرة في أن يؤدي اجتماع باريس إلى تحديد مرجعيات واضحة لعملية السلام وكذلك تحديد إطار زمني وآليات تنفيذية لكافة الاتفاقيات الموقعة.
