لا أُحِبُّكِ ثرثارة حينما تقتحمنا العتمة بصمتِها الأسوّد، لأنّ صخبكِ في النّهار يميتني بعنفِه الرّقيق، ولذلك أفضلكِ صامتة في العتمة، لأنّ في صمتكِ أرى كلّ الحُبّ..
ما أجمل صمتكِ في العتمة، فأنتِ في العتمة تجعلينني أهدأ من جنونِ المشاغبة الغريبة، لأنَّ بسكوتكِ أظل حينها أسمع إيقاعات ثورتكِ المتأججة لكنني أحب صمتكِ وقتها، لأنني أشتاقُ لأنفاسكِ التي تجعلني أنامُ دون صخب..
فما أجملَ صمتُ الجسَد في العتمة، وما أجملّ الهمسات الصّامتة التي أشعرُ بها كل ليلة على شفاهٍ تكره الصّمتَ .. ما أجملكِ حينما تنجحين في ثوراني بصمتكِ، وقتما تشتدّ العتمةُ حلكةً..
فأنتِ تجعلينني بصمتكِ أهربُ من العتمة إليكِ، وعلى إيقاعات صمتكِ أغفو بلا فوضى .. ففي سكونكِ أرى كلّ الحبّ ولذلك أُحبّكِ في العتمة .. ففي النهار تجننينني بكلامكِ عن الحُبّ وأنا أظلّ في صخبكِ هادئا، أمّا في العتمةِ تبدين أروع، حينما تصمتُ الشّفاه وتستعدّ للنّوْم بفوضاها ..