تُعتبر المعِدة من أكثر أجزاء الجسم المعرّضة لتراكُم الدهون فيها، والمشكلة لا تقتصر فقط على التأثير سلباً في المظهر الخارجي، إنّما الأهمّ أنّها محفوفة بالمخاطر الصحّية.
ما الأسباب التي تقف عائقاً أمام القدرة على التخلّص من دهون البطن؟كثرةُ الدهون الحشوية في المعدة تولّد كيماويات خطيرة تصل إلى الأوعية الدموية والأعضاء وتسبّب التهاباً يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحّية، مِثل أمراض القلب والسكّري.
الخبَر الجيّد أنّ كلّ كيلوغرام يتمّ التخلّص منه يساعد على خفضِ المقاس، بحيث إنّ النساء اللواتي يبدأن بخسارة الوزن يخسَرن حتماً 30 في المئة أكثر من دهون البطن مقارنةً بمجموع الدهون.
لكنّ المشكلة أنّ أشخاصاً كثيرين يعجزون عن خفضِ محيط خصرِهم لارتكابهم أخطاءَ يجهلون تأثيرَها السلبيّ في تحقيق هدفهم. تعرّفوا إلى أبرز هذه العثرات:
الغذاء المُنخفض الدهون
للتخلّص من دهون البطن، من الجيّد تناوُل الدهون، خصوصاً الأحادية غير المشبّعة. عندما طلبَ الباحثون من النساء اتّباع حمية غذائية غنيّة بهذه الدهون ويبلغ مجموع وحداتها الحرارية 1600 كالوري، تبيّنَ أنّهن خسرنَ ثلثَ دهون البطن خلال شهر.
وقال مدير "Yale Prevention Research Center"، الدكتور ديفيد كاتز إنّ "الدهون الأحادية غير المشبّعة تضمن الشبَع، ما يساعد على استهلاك كمّية أقلّ من الأطعمة السيّئة النوعيّة". إحرصوا على تناول حصّة من هذه المواد (حفنة من المكسّرات النيئة، أو ملعقة كبيرة من زيت الزيتون، أو ربع ثمرة من الأفوكا) على كلّ وجبة غذائية وسناك.
الشعور بالكآبة
وجَدت دراسة حديثة أُجريَت في "Rush University Medical Center" أنّ النساء اللواتي يعانين أعراضَ الكآبة كنّ أكثرَ عرضةً لتراكمِ دهون بطن إضافيّة. وقد ترجع هذه النتيجة إلى ارتباط الكآبة بانخفاض النشاط البدني وسوء العادات الغذائية. لتفادي ذلك، يُنصَح بممارسة الرياضة بما أنّها تحسّن مستويات كيماويات الدماغ التي تنظّم المزاجَ، وأيضاً عمليّة أيض الدهون.
الاعتماد على المعلّبات
الكربوهيدرات البسيطة (كالتشيبس) والسكّر المُضاف (كالمشروبات المُحلّاة) تؤدّي إلى ارتفاع معدّل السكّر في الدم، ما يتسبّب في فيَضان هرمون الإنسولين الذي يدفع الكبد إلى تخزين الدهون في محيط الخصر.
بدلاً من التفكير في التخلّص كلّياً من الأطعمة المصنّعة، ركّزوا على الوسائل التي تساعدكم على إضافة مزيد من الأطعمة الطازجة والصحّية، مثل تناوُل حصّة جيّدة من الخضار مع كلّ وجبة غذائية. تزويد الجسم بالأطعمة العالية الجودة يُحبط الجوع.
تجاهل هذا المعدن
إعلموا أنّ الماغنيزيوم ينظّم أكثرَ مِن 300 وظيفة في الجسم! توصّلت دراسة صدرت عام 2013 إلى أنّ الأشخاص الذين يستهلكون جرعة جيّدة من هذا المعدن انخفضَت لديهم مستويات السكّر في الدم والإنسولين. للاستفادة من ذلك، إحرَصوا على تناول مصادر الماغنيزيوم (الخضار الورقية الخضراء، والموز، وفول الصويا) أقلّه مرّتين في اليوم.
الإدمان على الدايت صودا
وجَد بحث نُشر في مجلّة "Obesity" أنّ الأشخاص الذين يشربون دايت صودا هم أكثر عرضةً لامتلاك نسبة أعلى من دهون البطن. يَعتقد العلماء أنّ مُحبّي هذه المشروبات قد يبالغون في تقدير السعرات الحرارية التي "يوفّرونها"، ما يَدفعهم إلى المبالغة في احتساء الصودا. لذلك من المهمّ جداً أن تُعيروا أهمّية لِما تشربونه وليس فقط لِما تأكلونه.
تفضيل الدهون المشبّعة
قدّم باحثون سوَيديون لمجموعة من البالغين 750 سعرةً حرارية مؤلّفة بشكل أساسي من الدهون المشبّعة، في مقابل مجموعة أخرى حصَلت على الكالوري ذاته ولكن غالبيته من الدهون المتعدّدة غير المشبعة لمدّة 7 أسابيع.
وتبيّن أنّ أفراد المجموعة الأولى تراكمَت لديهم الدهون الحشوية بمعدّل الضعف. يُنصَح بتناول طبقٍ مِن السَلمون مرّة أسبوعياً للحصول على جرعة جيّدة من الدهون المتعدّدة غير المشبّعة، وفي المقابل لا بدّ من تقليص كمّية اللحوم الحمراء المستهلكة واستبدالها بمصدر بروتيني مُنخفض الدهون المشبّعة مثل البقوليات وصدرِ الدجاج المنزوع الجلد.
الإفراط في الكحول
إستناداً إلى دراسة دانماركية أُجريَت عام 2013، قد ترتبط البيرة حتماً ببدانة البطن. على رغم أنّ البيرة قد تملك التأثير الأكبر، غير أنّ هذا لا يعني أنّ النبيذ سيُنقذكم من هذه النتيجة. توصّلت الأبحاث إلى أنّه مهما كان نوع الكحول الذي يتمّ إحتساؤه، سيؤدي حتماً إلى زيادة الوزن.
تعاملوا بحَذر واعتدال مع هذه المشروبات لخفضِ احتمال تراكم الدهون في أيّ جزء من أجسامكم، وفقَ ما خلُصت إليه دراسة جديدة نُشرت في "Archives of Internal Medicine".
إفتقار الأطباق إلى الألوان
الفاكهة والخضار ذات الألوان الزاهية مليئة بالفيتامين C الذي يخفّض هرمون التوتّر المعروف بالكورتيزول. لا بل أكثر من ذلك، أظهرَت دراسة نُشرَت في "Journal of Nutrition" أنّ الأشخاص الذين حصَلوا على مزيد من المغذّيات الموجودة في المنتجات الطبيعية الحمراء، والبرتقالية، والصفراء تمتّعوا بمحيط خصرٍ أصغر. المطلوب إذاً تزيينُ أطباقكم بالألوان من خلال سَكبِ صلصة المانغو على السمك، أو وضعِ شرائح الفلفل الأحمر على لحم الحبش...
هذه التقنية الرياضية
بيَّنت الأبحاث أنّ التمارين المتقطعة العالية الكثافة، أو أي دفعة من النشاط الشديد، يتبعها فترة قصيرة من الراحة أو التمرين الخفيف، تساهم في تقليص البطن.
وفي هذا السِياق، علّقَ الدكتور شاون تالبوت من "American College of Sports Medicine" أنّ "هذا النوع من التمارين يبدو أكثر فاعلية في خفضِ الإنسولين، والتريغليسريد، والكورتيزول، كما أنّه يحرق سعرات حرارية أعلى في وقتٍ أقلّ".
إذا كنتم تستمتعون بالركض أو ركوب الدرّاجة الهوائية على سبيل المثال، سرِّعوا لبلوغ وتيرةٍ تجدون معها صعوبة في التحدّث لمدّة دقيقتين، ثمّ خفِّضوها لدقيقة وكرّروا ذلك حتّى إنهاء نشاطكم.
هل تحبّون تمارينَ المقاومة؟ جرّبوا سلسلة من الحركات كالـ"Squats" والـ"Push-Ups" لدقيقتين كلّ واحدة، مع استراحة بينها لمدّة 60 ثانية.