اخرج منهــا يــا كحـلـون

kahloon
حجم الخط

بينما يستقيل رفيقه في إقامة حركة «كلنا» من الحكومة بسبب التطرف منفلت العقال، والوزير نفتالي بينيت يهدد بحل الحكومة على خلفة مسألة مبدئية، مثل تعيين سكرتير عسكري للكابنت الأمني – فإن الوزير موشيه كحلون، الذي كان يفترض أن يشكل لسان الميزان في الحكومة، وحسب تصريحه أن يكون الصوت العاقل والمعتدل فيها، يتمسك بكرسيه ويجبر أعضاء حزب كلنا على أن يطلقوا في وسائل الإعلام شعارات فارغة عن جهود «من الداخل» للحفاظ على الرسمية الإسرائيلية المتفتتة. يجدر بكحلون أن ينصت إلى ما قاله رفيقه، وزير حماية البيئة، آفي غباي، لدى استقالته: «لم يكن سهلا علي أن اكون جزءا من الحكومة التي شوشت منظومة العلاقات مع القوة الأعظم الأهم في العالم. وجدت صعوبة في أن أرى الانشقاق في الشعب والهجمة على جيشنا. دوما كنت أعيد نفسي إلى نقطة المنطلق الاجتماعية وواصلت... وعندها جاء الضفدع الذي لم يكن بوسعي ابتلاعه: تنحية الوزير يعلون وتعيين ليبرمان وزيرا للدفاع... هناك تطرف آخر من الشروخ في الشعب. لقد أراد الجمهور حكومة يمينية، ولكن ليس سليما أن تقيم الدولة حكومات متطرفة». كحلون بوجوده في الحكومة نجح في منع تشريع مناهض للديمقراطية، كقانون القومية وفقرة التغلب، ولكن بالمقابل سمح بالدفع إلى الأمام لقوانين مثل قانون الجمعيات، الذي يستهدف المس بمنظمات حقوق الإنسان، وقانون التنحية للنواب المزاولين، وكان هدفه فرض الرعب على النواب العرب. قد يفضل كحلون التركيز على مكافحة غلاء المعيشة، كي يضمن لنفسه إنجازا انتخابيا آخر، ولكن حذار أن نتجاهل الخطر الذي تعيشه الديمقراطية الإسرائيلية. في الأسبوع الماضي في لقاء مع زعماء يهود في نيويورك حذر يوآف غالنت (من حزب «كلنا»)، وزير الإسكان وعضو الكابينت، من خطر نشوء دولة ثنائية القومية وتحدث عن الحاجة الحيوية لخطوة سياسية. حزب «كلنا»، الذي يحمل رسالة الاعتدال، لا ينبغي له أن يشكل حبل نجاة للحكومة اليمينية والأكثر خطورة والتي كانت لدولة إسرائيل في أي مرة من المرات. إن تعيين ليبرمان، الذي رفع إلى الذروة بالتهكم السياسي الذي يتميز به سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو تعبير آخر على انحلاله القيمي من جهة وخضوعه للمستوطنين واليمين المتطرف من جهة أخرى. حكومة نتنياهو لا تبدي أي مؤشر على السير في خطوة سياسية، وسياسة معظم أعضائها هي توسيع المستوطنات، في الطريق إلى دولة ثنائية القومية، تعرض للخطر الديمقراطية والأغلبية اليهودية لدولة إسرائيل. حان الوقت لوقف جبن موشيه كحلون، حان الوقت لأن يخرج من الحكومة.