مع تصاعد الحراك الإقليمي والدولي من أجل إنقاذ حل الدولتين يتصاعد الخداع الإسرائيلي، الذي نفترض أن أحداً في هذا الكون لا يكشف أبعاده. إذا كانت الدول الأوروبية التي ساهمت بقوة في خلق وإنجاح المخطط الصهيوني الاستعماري ودأبت على رعايته وتقويته، مستعدة للتواطؤ من أجل إعطاء إسرائيل المزيد من الوقت لمواصلة مخططاتها التوسعية، فإنه محظور على الفلسطينيين والعرب أن يقعوا في هذا الفخ.
بعد رفض مستمر للمبادرة الفرنسية، لم تنجح خلالها حكومة بنيامين نتنياهو في قطع الطريق عليها وإفشالها، تحولت إسرائيل إلى الخطة (ب)، التي تتطلب إظهار مرونة كاذبة، وتوظيف قدرتها على الخداع لإفراغ المبادرة من مضمونها، وتحويلها إلى عبء على الفلسطينيين. غداً سينعقد الاجتماع الذي تحضره أكثر من عشرين دولة، باعتباره المحطة الأولى نحو اطلاق المبادرة عملياً. بعد أن استنزفت فرنسا كل قدراتها النظرية والسياسية، لتأمين فرصة نجاح المبادرة.
لا تستطيع إسرائيل تحمل أعباء تحدي المجموعة الدولية مباشرة والاستمرار في إعلان رفضها للتحرك القوي الإقليمي والدولي، ولذلك فإنها تلجأ إلى المناورة والخداع، عسى أن يمنحها ذلك بعض الوقت للتملص خاصة وأن الولايات المتحدة هذه المرة لم تتنطح لدعمها وحمايتها، كما في كل مرة.
بداية الأمر تحدث نتنياهو عن ان إسرائيل مستعدة للتعاون مع جهد إقليمي من أجل استئناف المفاوضات، ورحب بسرعة بخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وابدى استعداداً للقاء مصري إسرائيلي فلسطيني عسى أن يقنع ذلك فرنسا بضرورة تأجيل مبادرتها وربما لتبرير رفضها للمبادرة.
الاجتماع الوزاري العربي الذي انعقد بداية هذا الأسبوع في رحاب الجامعة العربية، والبيان الذي صدر عنه، قدم الجواب على المراوغة الإسرائيلية، حيث أبدى العرب دعماً للمبادرة الفرنسية، وأعلنوا أنهم ليسوا بصدد جهد إقليمي متنصل. وحين فشل نتنياهو، عاد ليتحدث عن أن المبادرة العربية تنطوي على عناصر إيجابية، في محاولة لاستمالة بعض الدول العربية التي لا تزال تصر على هذه المبادرة، لكن الجواب جاء على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي شكك في مصداقية تصريحات نتنياهو. في الواقع يحاول نتنياهو أن يقول إنه مستعد للتعامل مع المبادرة العربية شرط أن يتم تعديلها. يطمح نتنياهو في أن يوافق العرب على البدء بتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، بالاضافة إلى حذف البند في المبادرة الذي يتحدث عن حق العودة، حتى تبدأ إسرائيل بالمفاوضات مع الفلسطينيين.
مرة أخرى يعود نتنياهو إلى إحياء مبدأ قديم طرح أيام مفاوضات كامب ديفيد، حيث أصرت إسرائيل على التطبيع قبل التوقيع، لأنها لو نجحت في ذلك، فإنها ستتحكم في نتائج المفاوضات. يكمل عملية الخداع، الوزير الجديد المتطرف في الحكومة أفيغدور ليبرمان الذي يعلن على غير ما هو معروف عنه موافقته على رؤية الدولتين.
أما ليبرمان فإنه هو الآخر يحاول التذاكي، إذ إن رؤية الدولتين بالنسبة له مرهونة بموافقة الفلسطينيين على يهودية الدولة وأيضاً على أن تتم مبادلة السكان، بضم منطقة المثلث أو أجزاء منها لأراضي السلطة مقابل ضم المستوطنات إلى إسرائيل.
فكرة المخادعة تقوم على زرع ألغام، أو وضع سموم في كل معادلة تبدو أنها تعكس تحولاً إسرائيلياً نحو الاستجابة مع الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات.
لا يحتاج الأمر إلى شرح، فكل هذه الألاعيب والخدع لم تعد تنطلي على أحد في هذا العالم، لكن إسرائيل تجد من يحاول تسويق هذه الخدع ومن هؤلاء فرنسا التي بدلاً من أن تضغط على إسرائيل تقدم لها المزيد من المكافآت. كان غريباً أن يتحدث الرئيس الفرنسي هولاند عن أن بلاده منشغلة بأمن إسرائيل، فيما بلاده معرضة للإرهاب. وكان غريباً أن تسحب فرنسا استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فشلت المبادرة، والأغرب أنها تبدي استعدادها لإقناع العرب بتطبيع علاقاتهم بإسرائيل كما يريد نتنياهو. يترتب على فرنسا وغيرها أن تبدي اهتماماً لتصريحات وزيرة العدل الإسرائيلية التي تحدثت عن انفراط الحكومة في حال قيام دولة فلسطينية، منسجمة في ذلك مع تصريحات مشابهة لحزبها «البيت اليهودي» الشريك الثاني في الحكومة. ويتزامن ذلك مع إجراءات لإقامة تجمع استيطاني كبير في منطقة سلوان، ومناقشات لضم كتلة «معاليه أدوميم». تصدق ماذا في هذه الحالة؟، ما يقال من كلام أم ما تراه العين المجرّدة؟
بعد رفض مستمر للمبادرة الفرنسية، لم تنجح خلالها حكومة بنيامين نتنياهو في قطع الطريق عليها وإفشالها، تحولت إسرائيل إلى الخطة (ب)، التي تتطلب إظهار مرونة كاذبة، وتوظيف قدرتها على الخداع لإفراغ المبادرة من مضمونها، وتحويلها إلى عبء على الفلسطينيين. غداً سينعقد الاجتماع الذي تحضره أكثر من عشرين دولة، باعتباره المحطة الأولى نحو اطلاق المبادرة عملياً. بعد أن استنزفت فرنسا كل قدراتها النظرية والسياسية، لتأمين فرصة نجاح المبادرة.
لا تستطيع إسرائيل تحمل أعباء تحدي المجموعة الدولية مباشرة والاستمرار في إعلان رفضها للتحرك القوي الإقليمي والدولي، ولذلك فإنها تلجأ إلى المناورة والخداع، عسى أن يمنحها ذلك بعض الوقت للتملص خاصة وأن الولايات المتحدة هذه المرة لم تتنطح لدعمها وحمايتها، كما في كل مرة.
بداية الأمر تحدث نتنياهو عن ان إسرائيل مستعدة للتعاون مع جهد إقليمي من أجل استئناف المفاوضات، ورحب بسرعة بخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وابدى استعداداً للقاء مصري إسرائيلي فلسطيني عسى أن يقنع ذلك فرنسا بضرورة تأجيل مبادرتها وربما لتبرير رفضها للمبادرة.
الاجتماع الوزاري العربي الذي انعقد بداية هذا الأسبوع في رحاب الجامعة العربية، والبيان الذي صدر عنه، قدم الجواب على المراوغة الإسرائيلية، حيث أبدى العرب دعماً للمبادرة الفرنسية، وأعلنوا أنهم ليسوا بصدد جهد إقليمي متنصل. وحين فشل نتنياهو، عاد ليتحدث عن أن المبادرة العربية تنطوي على عناصر إيجابية، في محاولة لاستمالة بعض الدول العربية التي لا تزال تصر على هذه المبادرة، لكن الجواب جاء على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي شكك في مصداقية تصريحات نتنياهو. في الواقع يحاول نتنياهو أن يقول إنه مستعد للتعامل مع المبادرة العربية شرط أن يتم تعديلها. يطمح نتنياهو في أن يوافق العرب على البدء بتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، بالاضافة إلى حذف البند في المبادرة الذي يتحدث عن حق العودة، حتى تبدأ إسرائيل بالمفاوضات مع الفلسطينيين.
مرة أخرى يعود نتنياهو إلى إحياء مبدأ قديم طرح أيام مفاوضات كامب ديفيد، حيث أصرت إسرائيل على التطبيع قبل التوقيع، لأنها لو نجحت في ذلك، فإنها ستتحكم في نتائج المفاوضات. يكمل عملية الخداع، الوزير الجديد المتطرف في الحكومة أفيغدور ليبرمان الذي يعلن على غير ما هو معروف عنه موافقته على رؤية الدولتين.
أما ليبرمان فإنه هو الآخر يحاول التذاكي، إذ إن رؤية الدولتين بالنسبة له مرهونة بموافقة الفلسطينيين على يهودية الدولة وأيضاً على أن تتم مبادلة السكان، بضم منطقة المثلث أو أجزاء منها لأراضي السلطة مقابل ضم المستوطنات إلى إسرائيل.
فكرة المخادعة تقوم على زرع ألغام، أو وضع سموم في كل معادلة تبدو أنها تعكس تحولاً إسرائيلياً نحو الاستجابة مع الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات.
لا يحتاج الأمر إلى شرح، فكل هذه الألاعيب والخدع لم تعد تنطلي على أحد في هذا العالم، لكن إسرائيل تجد من يحاول تسويق هذه الخدع ومن هؤلاء فرنسا التي بدلاً من أن تضغط على إسرائيل تقدم لها المزيد من المكافآت. كان غريباً أن يتحدث الرئيس الفرنسي هولاند عن أن بلاده منشغلة بأمن إسرائيل، فيما بلاده معرضة للإرهاب. وكان غريباً أن تسحب فرنسا استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فشلت المبادرة، والأغرب أنها تبدي استعدادها لإقناع العرب بتطبيع علاقاتهم بإسرائيل كما يريد نتنياهو. يترتب على فرنسا وغيرها أن تبدي اهتماماً لتصريحات وزيرة العدل الإسرائيلية التي تحدثت عن انفراط الحكومة في حال قيام دولة فلسطينية، منسجمة في ذلك مع تصريحات مشابهة لحزبها «البيت اليهودي» الشريك الثاني في الحكومة. ويتزامن ذلك مع إجراءات لإقامة تجمع استيطاني كبير في منطقة سلوان، ومناقشات لضم كتلة «معاليه أدوميم». تصدق ماذا في هذه الحالة؟، ما يقال من كلام أم ما تراه العين المجرّدة؟