اندلعت صباح اليوم الجمعة (3|4) اشتباكات عنيفة على عدة محاور قتالية في مخيم اليرموك بسورية بين كتائب"أكناف بيت المقدس" من جهة، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، و"جبهة النصرة" من جهة أخرى.
وكانت مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطينيي سورية قد أكدت أن عناصر من تنظيم الدولة اقتحمت مخيم اليرموك قادمةً من منطقة الحجر الأسود، حيث استولت على شارع الثلاثين ومن ضمنه مستشفى فلسطين، الذي يعتبر الوحدة الطبية الوحيدة في المخيم.
وتمددت مجموعات تنظيم الدولة بالتعاون مع جبهة النصرة في عدة محاور ومربعات بعضها كانت تسيطر عليها النصرة في السابق خلال اليوم الأول، وشملت شارع الـ 15، حتى دخلة حمدان، وشارع القدس وفلسطين والمناطق التي تقع شمالها حتى شارع نوح إبراهيم الذي يصل شارع القدس بحديقة الطلائع، فيما تم قنص شارع اليرموك من قبل عناصر تنظيم الدولة حتى مفرق المدارس، إضافة إلى شارع العروبة وحي التقدم جنوب المخيم، وهي مناطق تغطي ما يقرب من مساحة 40 % من مساحة المخيم.
وترافقت هذه الأحداث بقصف بقذائف الهاون من قبل النظام السوري وتنظيم الدولة، استهدفت مستشفى فلسطين وشارع صفد.
وأشار تقرير المجموعة إلى أنه ونتيجة ذلك حدثت أزمة إنسانية خانقة، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ومناطق الاشتباكات وخطوط التماس، حيث لم يتمكن الأهالي من الخروج على مدار 24 ساعة.
وقد فرض تنظيم الدولة حظر للتجوال في المناطق التي تواجدت فيها ومنها جامع فلسطين الذي يتواجد قربه نقطة رئيسية لتوزيع مياه الشرب على الأهالي مما حرمهم من المياه الشرب منذ دخول تنظيم الدولة للمخيم، فيما توقفت أية محاولات لإدخال المساعدات الإنسانية، وهو ما فاقم الحالة الإنسانية للسكان المدنيين خاصة.
وكانت احصائية لمجموعة العمل الوطني قد ذكرت أن عدد الضحايا الموثقين حتى مساء أمس الخميس (2|4) هو 4 ضحايا، ثلاثة نتيجة القصف، وواحد نتيجة القنص، وقد تم دفن اثنان منهم في حديقة عبد القادر الحسيني، نتيجة وجود المقبرة في مناطق داعش جنوب المخيم.
وأكدت مجموعة العمل أنها تلقت العديد من نداءات الإستغاثة من الأهالي، خاصة المحاصرين في مناطق تنظيم الدولة والنصرة، وأهالي المناطق القريبة من خطوط التماس، وتركزت النداءات حول حالة الهلع التي يشعر بها السكان، والنقص الحاد في كافة الموارد الأغذائية الأساسية، إضافة لانقطاع ماء الشرب، فضلاً عن القناصة الذين انتشروا في أغلب المحاور الرئيسية، ما جعل من إمكانية التحرك غاية في الصعوبة.
وأهابت مجموعة العمل بكافة المؤسسات الدولية والإنسانية منها خاصة، بذل المزيد من الجهود لإدخال المساعدات أو محاولة طرح مبادرات لوقف نزيف الدماء.
كما أكدت المجموعة ضرورة تحمل كافة الجهات الفلسطينية والسورية لمسؤولياتها سواء في الداخل أو الخارج، والتحرك بأسرع وقت لوقف الوضع المتدهور داخل المخيم.
كما دعت القيادة الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل إلى عدم الوقوف موقف المتفرج على الحدث، وضرورة التحرك على كافة المستويات.
هذا وأصدر عدد من الناشطين داخل مخيم اليرموك بياناً طالبوا فيه فصائل المعارضة السورية، التدخل من أجل صد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على مخيم اليرموك، وأشار البيان بأن كتائب أكناف بيت المقدس، وأهالي مخيم اليرموك أرسلوا نداء استغاثة للفصائل والألوية العاملة في المنطقة الجنوبية منذ اللحظات الأولى التي اقتحم بها تنظيم الدولة مخيم اليرموك، وكانوا يتوقعون من تلك الفصائل والألوية أن تلبي هذا النداء، وتقوم بالدفاع عن أخوتهم في مخيم اليرموك، إلا أنهم لم يقوموا سوى بالنفير العام في مناطقهم، وحيث تتواجد مقراتهم، كما أنهم اكتفوا باصدار عدة بيانات تدين وتحرض على قتال تنظيم الدولة، من دون أي تحرك فعلي من جهتهم على أرض الواقع، سوى بتحريك بعض المجموعات الصغيرة على أطراف المخيم، والتي جرى منعها من دخول اليرموك من قبل مجموعة ( لواء العز بن عبد السلام) التابعة لجبهة النصرة.
إلى ذلك حمل الناشطون في بيانهم مختلف التشكيلات العسكرية التي أعلنت تضامنها اللفظي مع أبناء اليرموك، مسؤولية ما يحدث في المخيم وما يتعرض له من دمار وخراب وقتل، كما شدد البيان على أن خذلان تلك المجموعات والكتائب لأهل اليرموك يضعهم أمام سؤال حول حقيقة انتمائهم وارتباطهم بعالم الثورة وعملها.
وطالب الناشطون كافة الأطراف وخاصة منهم من بيده القرار الفعلي، التحرك قبل سقوط كامل مخيم اليرموك، وتهجير من تبقى من سكانه.