فراس عبيد " الأسرار الثلاثة "

383180A
حجم الخط

 عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمان صدر كتاب (الأسرار الثلاثة : صفاء الباطن، لا اكتمال الدنيا، محاورة الذات) للكاتب فراس عبيد، في 130 صفحة.

وبحسب مقدمة الكتاب فإن (الأسرار الثلاثة) استمرار في استكشاف علم باطن الإنسان، وعلم باطن التجربة الإنسانية، فهو يسلط الضوء على ثلاثة أسرار كبرى تحكم العالم الباطني للإنسان، ويتفرع منها عديد من الأسرار أيضا.

السر الأول هو (الصفاء).

إن الغاية الخفية التي يسعى الإنسان لبلوغها طيلة حياته الأرضية، هي هذا الشعور المدهش بصفاء باطنه، وبطاقة السكون الخالده المتولدة عن موجات الصفاء.

فكفاح الإنسان من أجل التوازن والراحة والسعادة، ما هو إلا الطريق الصعب الموصل للصفاء.

للصفاء دروب وشروط وتقاليد.. يقودك إليها الكتاب.

السر الثاني هو (لا اكتمال الدنيا).

وهذا السر هو سر متصل بمنظومة الوعي الباطني للإنسان بشكل مباشر.

حيث يقوم الوعي الحق أو النوراني، بعملية تصحيح دائمة لمسار الإنسان، ما يعينه على عبور رحلة التجسد البشري الشاقة.

فهل ينجح الإنسان في (الاكتمال) فيما يريد من عالم الأرض؟

وما علاقة الأرض بالسماء في هذا (الاكتمال)؟

يجيب الكتاب عن هذين السؤالين.

السر الثالث هو (محاورة الذات).

لقد منحنا الإله العظيم أداة جبارة لا تكل ولا تمل حتى توصلنا إلى بر الأمان، هي أداة الحوار مع الذات، وهي أداة تغوص في عمق أعماق الذات الإنسانية وتصلها بحقيقتها الكونية.

فهل يعي الإنسان المعاصر أهمية هذه الآلة الجبارة ودورها وآليات عملها، بدءا من التفكر الصامت، مرورا بالصوت المنطوق، وليس انتهاء بالورقة البيضاء..

وهل يجوز أن نُبقي الحوار الداخلي العظيم حبيس نفوسنا المترددة، أو المعتادة على أنماط جاهزة؟

وهناك أسرار أخرى تطرق إليها الكتاب أيضا.

(الأسرار الثلاثة).. هو كتاب القُرب من الذات الكونية الخالدة للإنسان!

يذكر أن الكاتب فراس عبيد قد سبق هذا الكتاب بكتاب (الوعي السابع: المفاتيح ال 21 في رحلة الحياة على الأرض) الذي قدم رؤية متكاملة في التنمية البشرية الروحانية.

ومن فصل أسرار لا اكتمال الدنيا في الأسرار الثلاثة نقتطف:

ما تريد قوله وترجمته من إحساس وإدراك.. هل يكتمل؟

هذه الآلات العجيبة الجسد والعقل والفكر واللسان واللغة.. تقف في لحظات خاصة عاجزة عن نقل التعبير، وعن فهم ما يدور حولنا وداخلنا!

ألا تحسّ بذلك الاندهاش العاجز عند النظر في وجه طفل بريء، أو عند تدافع مشاعر الغرام، أو عند تقابل عينين وعينين دون سابق معرفة أو كثير معرفة، أو عند محاولة تفسير حكمة الأقدار، أو عند الرغبة في التحليق مثل طائر بمجرد أن تفتح ذراعيك ثم تكتشف أنك إنسان للأرض لا للسماء،..

ألا تحسّ بذلك الاندهاش العاجز عند محاولة التدقيق في فيضان مشاعرك وأحاسيسك في غمار موقف مشحون أو مجنون، فلا تمسك سوى بالسراب مهما أقنعت نفسك بالتفسير وبالتحليل،..

مهلا!

لقد رحمنا الله نحن غير القادرين على التمام، فهو أرحم الراحمين!

إذ يكفي أن ترجع إلى قاعدة (البسيط) في كل ما تواجه من مواقف وجمل وأفكار، لترى كيف يسعفك البسيط الذي لا بسيط بعده في حل أية مشكلة.. بمجرد إرجاعك الموقف أو الجملة أو الفكرة لبسيطها أو لأصلها الأول أو لفطرتها الأولى.