قامت أجهزة الأمن الأوكرانية بنشر تسجيلا صوتيا على موقع يوتيوب لمحادثات قالت إنها لمواطن فرنسي تم توقيفه للاشتباه بتخطيطه لتفجيرات خلال مباريات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016 بفرنسا.
ويبحث الفرنسي الذي يدعى "موتو" في التسجيل الصوتي الذي نشر الأربعاء 8 يونيو/حزيران، مع مواطن أوكراني باللغة الانجليزية تفاصيل إعداد "عملية محلية صغيرة" وتسليم متفجرات.
ويتحدث "موتو"عن هدفه: "هدفي هو تنفيذ عملية ستضر كل الفرنسيين. سننفذ عملية محلية صغيرة، لأن لدينا مجموعة صغيرة".
وقال "موتو" ردا على سؤال الأوكراني حول عدد الأشخاص في المجموعة: "حاليا لدينا نحو 10 أشخاص.. لكنه غير كاف.. قلت لك إن لدي أناس يمكن أن يتعاونوا معي، وهناك بعض الناس الذين يمكن أن يعطوني نقودا".
كما دار الحديث في التسجيل عن تسليم الأوكراني للفرنسي 125 كيلوغراما من المتفجرات، حيث يوضح "موتو" أنه من بين أهداف تفجيراته القادمة إدارة الضرائب المركزية و"جسر صغير" في باريس.
وقد كشف جهاز الأمن الأوكراني يوم 6 يونيو/حزيران، عن إحباط 15 هجوما إرهابيا كان من المخطط تنفيذها في فرنسا على عدد من المنشآت، بينها مسجد وكنيس يهودي، عشية وأثناء مباريات بطولة كأس الأمم الأوربية التي تنطلق في فرنسا يوم 10 يونيو/حزيران الجاري.
وأعلن مدير جهاز الأمن الأوكراني، فاسيلي غريتساك، 6 يونيو/حزيران خلال مؤتمر صحفي أن الأمن الأوكراني بدأ بمراقبة نشاط الفرنسي منذ بداية العام 2015 حينما عرف أن مواطن فرنسي وصل إلى الأراضي الأوكرانية وأبدى الاهتمام بشراء الأسلحة والمتفجرات ومعدات أخرى من عسكريين أوكرانيين ومناطق في شرق البلاد على حد سواء.
وذكر غريتساك أن المحتجز أثناء الاستجواب انتقد سياسة بلاده تجاه الهجرة الجماعية إلى فرنسا والمسلمين وعملية العولمة، وأعلن عن نيته تنفيذ أعمال إرهابية للاحتجاج على ذلك.
وقال غريتساك أن الفرنسي وهو البالغ 25 عاما من العمر ينحدر من منطقة ألزاس، وتبين للجنة التحقيق أثناء استجوابه أنه من حملة الأفكار اليمينية المتطرفة.
وأوقف المواطن الفرنسي على الحدود الأوكرانية البولندية الاثنين، 21 مايو/أيار الماضي، حينما حاول نقل ترسانة من الأسلحة فى سيارته من أوكرانيا إلى فرنسا. وضبط رجال مراقبة الحدود الأوكرانيون قاذفتي قنابل يدوية وأكثر من 100 كيلوغرام من المتفجرات و100 جهاز تفجير وخمس بنادق كلاشنيكوف و5 آلاف طلقة ومعدات أخرى.
ووجه الجانب الأوكراني إلى المواطن الفرنسي التهم بتهريب الأسلحة والإرهاب.
بدوره فتح الجانب الفرنسي الرسمي تحقيقا منفصلا في القضية وكلف سلطات مدينة نانسي الواقعة بمنطقة لورين، موطن الشاب المعتقل، بالتحقيق في ملابسات الأمر.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء 7 يونيو/حزيران تصريحات المدعي العام لمدينة نانسي الفرنسية بهذا الخصوص، حيث شكك في الاستنتاجات الأوكرانية، قائلا إن الشاب الفرنسي الذي يدعى "غريغوار موتو" Grégoire Moutaux على الأرجح مهرب أسلحة وليس إرهابيا.
وقال: "هذا الشاب غير معروف للاستخبارات الفرنسية وتميل لجنة التحقيق في الوقت الراهن إلى التصنيف المحتمل لأعماله كتهريب للأسلحة".
كما أن وسائل الإعلام الفرنسية أوردت معلومات حول هوية المحتجز وحياته ونتائج التفتيش في منزله، حيث كشفت العثور على "تي شيرت" يحمل رمز إحدى جماعات اليمين المتطرف الفرنسية، وكذلك على المواد التي يمكن استخدامها لصناعة المتفجرات وللأغراض الزراعية أيضا.
كما أشارت الصحف الفرنسية إلى أن المنطقة الحدودية بين أوكرانيا وبولندا، التي أوقف فيها الفرنسي، كانت معروفة منذ فترة طويلة كسوق للاتجار بالسلاح غير الشرعي، معتبرة أن العملية الناجحة بتوقيف الإرهابي المحتمل من قبل الأمن الأوكراني كانت في مصلحة أوكرانيا التي تسعى إلى إثبات فعاليتها للاتحاد الأوروبي، نظرا إلى تطبيق نظام الإعفاء من التأشيرات المنتظر بين الاتحاد وأوكرانيا.