شهر رمضان مليء بالكثير من العادات والتقاليد الخاصة به، لكن المسحر يبقى أهم شخصيات هذا الشهر الفضيل، فهو الشخص الذي يطوف الأحياء قبيل أذان الفجر وهو يردد عبارات مثل "اصحي يا نايم وحّد الدائم رمضان كريم"، أو "السحور يا عباد الله" وغيرها الكثير من الأناشيد والابتهالات الدينية والأشعار الشعبية.
حرص المسلمون على طعام السحور منذ القدم، وذلك تمسكاً في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة"، ومنذ ذلك الوقت تعددت الطرق والأساليب لإيقاظ النائمين على السحور.
وفي مدينة غزة خلال شهر رمضان المبارك يطوف في كل حارة من حاراتها مسحراتي خاص بها، والذي يقوم في كل ليلة بتنبيه سكانها إلى قرب موعد السحور، وذلك من أجل أن يتحضروا لإحياء سنة النبي محمد في إقامة مائدة السحور.
ويقول أحد أشهر المسحرين في غزة يوسف رضوان لوكالة "خبر"، إنه يسحر في غزة منذ عدة سنوات، ويتنقل بين أزقة المخيمات وحارات المدينة، حيث يجد ترحيب واستجابة وتفاعل كبير من قبل المواطنين.
وأكد على أنه من خلال هذه المهنة يحرص على إيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور، ليبدأوا صيام شهر رمضان المبارك.
وأوضح أنه يردد في تسحيره أو في الجولة التي يقوم بها عبارات من مثل: "اصحى يا نايم وحّد الدايم رمضان كريم"، وعبارات يترحم بها على الشهداء، كما يدعو المواطنين للتكاتف والرحمة فيما بينهم.
ويشير أحد المواطنين، إلى أن المسحراتي يعتبر من معالم التراث الفلسطيني، فهو يوقظ النائمين لتناول وجبة السحور، والصلاة والعبادة وذكر الله، ويحث الناس في الكلام الذي يردده على أن يكونوا متوحدين.
ويذكر أنه في عهد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، كان الناس يعرفون وقت السحور بأذان بلال، ويعرفون المنع بأذان ابن أم مكتوم، وعلى مر العصور ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية بدأ المسلمون يتفننون في أساليب التسحير حتى ظهرت وظيفة المسحراتي.