ها هم العرب، أخيرا، يظهرون من الغابات ويصعدون من ضفاف الأنهر
يقفون أمام اسيجة الحدائق والجدران التي بنيت على عجل،
يحدقون في القرى البعيدة عن نباتاتهم
ويرفعون بناتهم وأولادهم كحاشية لأحاديث مسندة
وذرائع لا حيلة لهم بها
يتبعهم الغرقى بعيونهم التي فتحها الماء ويرتفع فوقهم تنهّد القوارب المثقوبة.
هاهي صيحة أخرى فائضة عن الحاجة، تدفعهم من كتب التاريخ الى الماء
تسقط من جلابيبهم حلقات الفقهاء، وتهافت الفلاسفة، ونوادر الشطاّر
وحرائق المراكب خلف جيش الفتح الذي قصد الأندلس.
هاهم يسقطون من كتب البلاغة وأعاجيب النحاة واتساع العبارة.
ها هم يسقطون من الصيحة دون أن ينظروا خلفهم
حيث تركوا شيوخهم على منابر المساجد المسماة بأسماء الصحابة والخلفاء
يصرخون خلفهم على صحراء فارغة
وفقهاءهم وهم يواصلون تفسير الموت على هدي الفرائض
وحيث تصرخ تماثيلهم ومعابدهم المدفونة في الكثبان.