خلف أبوابٍ من ريح اختبأتَ
بقميصكَ الأزرق وضحكتك البنفسجية
يدكَ لم تكن على زناد، وقدمُكَ ما كانت على تراب
كنتَ محشوّاً بحبّ البلادِ كمسدّسِ فولاذٍ ثقيل
وفوق رأسكَ يرفُّ علمٌ لم يعد يشيرُ إلى أي اتجاه
لم تطمئن إلى وعدي بأن أفرفطَ جسدك إلى طيورٍ بيضاء
تتبعُ الحصّادينَ في أصيافهم المدهونةِ بالأغنيات والرقصات
كنتَ حذِراً كدوريٍّ أفلتَ من فخِّ صياديه مرّةً
ففقدَ ريشةً من ذيلِهِ
وحوّلتَ بكاءَكَ إلى نغمةِ حزنٍ طويلة
وحزنَكَ إلى أسلوبِ طيران
كيفَ تصدُّ أبوابُ الريحِ الريحَ
كنتَ منذ البدايةِ ولداً يؤمن بما تقولُ الجنّيّاتُ
فلماذا كبرتَ يا صاحبي؟