تواصلت الاشتباكات العنيفة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق،اليوم السبت، بين الفصائل الفلسطينية ومسلحين من المعارضة السورية من جهة وعناصر تنظيم الدولة “داعش” من جهة أخرى.
وذكر ناشطون سوريون معارضون أن اشتباكات عنيفة وقعت فجر السبت بين مسلحين من “أكناف بيت المقدس” و”تنظيم الدولة” في شارع صفد بالمخيم الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق.
وقال الناطق الرسمي باسم "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، سالم المسلط، أن "مخيم (اليرموك) للاجئين الفلسطينيين في وضع حرج وخطير للغاية".
وطالب الائتلاف الجامعة العربية والأمم المتحدة ووكالة "الأونروا" للتدخل العاجل وإجبار الحكومة السورية على فتح ممر آمن لتأمين المدنيين، ومنع وقوع جرائم بحق سكان المخيم المحاصرين ما بين تنظيم داعش والقوات السورية.
وقال المسلط، في تصريحات متلفزة السبت: "رداً على التقدم الذي يحققه ثوار سورية على مختلف الجبهات خلال الأشهر الماضية، كرر نظام الأسد خططه الإجرامية التي تضع المدنيين رهائن وضحايا لسياساته وألاعيبه مستهدفاً هذه المرة مخيم اليرموك بعد أن فرض على ساكنيه من الفلسطينيين السوريين معاناة شديدة، فعمد مؤخراً لإفساح المجال لعناصر ومجموعات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي للوصول إلى المنطقة».
وأضاف:"في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد على مخيم اليرموك بدمشق منذ قرابة 3 سنوات، ومع الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون هناك، ورغم وجود عشرات الحواجز التابعة له، مرت تلك العناصر الإرهابية، وتجاوزت كل تلك الحواجز ودخلت المنطقة".
وكان ناشطون ذكروا، في وقت سابق أن مسلحي تنظيم “داعش” سيطروا على المسجد الرئيسي في وسط المخيم، بعد اشتباكات عنيفة. وقال الناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور في أحياء عدة داخل المخيم بين مسلحي ومقاتلين من فصائل فلسطينية ومسلحين من المعارضة السورية. ويشهد المخيم حركة نزوح للأهالي باتجاه المناطق الخارجة عن سيطرة التنظيم.
ويشهد المخيم حركة نزوح للأهالي باتجاه المناطق الخارجة عن سيطرة التنظيم.
من جانبه، دعا المجلس الوطني الفلسطيني، إلى إخراج مخيم اليرموك من دائرة الصراع والتجاذبات في سوريا، مجددا الموقف الفلسطيني الثابت بعدم التدخل بالشؤون الداخلية العربية.
وأدان المجلس في بيان صحفي اليوم السبت، قيام تنظيم 'داعش' الإرهابي باقتحام مخيم اليرموك وتحويله من جديد إلى ساحة حرب يدفع ثمنها أهلنا اللاجئون هناك.
وأكد رئيس المجلس سليم الزعنون مجدداً رفضه للزج بالمخيمات الفلسطينية في سوريا في أتون معارك وقتال لا علاقة للشعب الفلسطيني وقضيته بها. داعياً المجتمع الدولي ومؤسساته ذات الصلة إلى توفير الحماية لأهالي مخيم اليرموك، وإنقاذ أهله مما يتعرضون له من حصار وقتل وتدمير لبيوتهم، وإعلان المخيم منطقة محايدة، وتوفير مواد الإغاثة الطبية والأغذية إلى الأهالي هناك.
فيما دعت حركة حماس، إلى ضرورة التدخل السريع والعاجل لإنقاذ مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا وذلك بعد اقتحامه من قبل جماعات مسلحة والتنكيل بأهله.
وقال الدكتور إسماعيل رضوان، القيادي في حركة “حماس : “هناك مأساة كبيرة تحدث في مخيم اليرموك المحاصر منذ سنوات، ويجب تتوقف هذه المأساة لأسرع وقت ممكن”.
ودعا السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية التي لها ممثل في دمشق ، وكل الجهات المعنية إلى التحرك عاجل لإنقاذ سكان مخيم اليرموك مما يتعرض له.
وطالب رضوان بتجنيب المخيمات الصراعات الداخلية في البلدان العربية، قائلاً: “معركتنا كفلسطينيين هي مع الاحتلال، ولابد أن يحظى الشعب الفلسطيني في الشتات بالإكرام والاحترام وان يحافظ عليهم على الأراضي العربية لأنهم إنما هم ضيوف في طريق عودتهم إلى القدس والى فلسطين”.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية ادانت الهجوم الذي نفذه تنظيم “داعش” على مخيم اليرموك، كما دانت الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي ضد مدنيين سوريين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف: “تدين الولايات المتحدة بشدة الهجمات التي تعرض لها هذا الأسبوع المدنيون السوريون الذين مازالوا يعانون من كل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد والجماعات المتطرفة العنيفة”. وأضافت: “ندين أيضاً ونشعر بقلق عميق من الهجمات التي شنها تنظيم الدولة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر في جنوب دمشق”.