ذكرت مصادر إعلامية وثقافية وراج بين المثقفين أن الشاعر الفلسطيني الكبير أحمد دحبور ، يرقد منذ عشرة أيام في مستشفى رام الله الحكومي ، بوضع صحي صعب ، حيث يعاني من فشل كلوي بشكل تام ، وأن كل طرق علاجه في هذا المشفى المتواضع من حيث امكانياته والذي يستخدم للحالات العادية والمتوسطة ودون الخطيرة ، قد استنفذت ، ولكن المستوى السياسي والقيادي لم يتحرك ولم يفعل لهذا الشاعر القيمة الوطنية والرمز الثقافي شيئاً ، سوى أنهم ينتظرون خبر رحيله ( لا سامح الله ) لكي يقوموا بنعيه وتجهيز احتفالية تأبينية يترسموا فيها على المنصة ، بعد أن يمشون في جنازته ، وهم الذين ساهموا بشكل أو أخر برحيله بفعل إهماله وتركه حبيس مستشفى متواضع!!!.
ربما أنجو ، من يدري ؟ فقد لا..
إنما لن تفرحي بخوفي
أيتها السحابة ( مقطوعة شعرية لدحبور من أيُّ بيت)
ومن خلال متابعة الأصدقاء والمهتمين لوضع الشاعر دحبور الصحي ، رأى اغلبية من سئلوا عن سبب ترك الشاعر أحمد دحبور في مستشفى حكومي ، بأنه إهمال مقصود من قبل القيادة الفلسطينية ، التي لم تكن راضية عن دحبور في سنواته الأخيرة .
أحمد عبدالعال من المهتمين بالشاعر دحبور يقول لـ (أمد) بلا شك أن إلاهمال الرسمي الذي يعاني منه الشاعر أحمد دحبور له فترة غير بسيطة ، ولو الاحتجاجات المتواصلة والمطالب من قبل اصدقاء الشاعر بضرورة اعطائه حقه من الرعاية والإهتمام لبقي في مدينة حمص السورية التي تعرضت للتدمير والقصف المتواصل ، وكان الشاعر دحبور يرسل نداءات استغاثة للقيادة على مدار سنة كاملة ولم يستجب له أحد ، إلا من بعد فضح الموضوع اعلامياً وإخضاع القرار السياسي لرغبة بعض المثقفين الذين حملوا كامل المسئولية للرئيس محمود عباس شخصياً في حال حدث للشاعر أي مكروه ، وتم ترحيله وإعادته الى منزله في رام الله ، ولكن اقصي تماماً عن أي نشاط يذكر ، باستثناء بعض الندوات والأمسيات التي كان يجريها الاصدقاء المقربون منه ، لإنعاش روحه المعنوية ورفعها، وفليس من الغريب على قيادة السلطة أن تترك دحبور اليوم بما يعانيه من مرض يهدد حياته في مستشفى حكومي".
اما رضا سعفان فلا يجد في الأمر مستغرباً على السلطة الفلسطينية ، وقيادتها الحالية التي لا تعير للثقافة والمثقفين أهمية ، بل تعمل دوماً على طحن المثقف وخنق الوعي فيه ، لكي لا يحاسبها على تجاوزاتها ولا يسألها عن مصير الشعب ، فأحمد دحبور ضحية من ضحايا عديدة في الواقع الثقافي الغارق بأزمات صنعها لهم السياسي الفاسد ، وربما يموت أحمد دحبور في مرضه هذا ، وستخرج علينا شخصيات مدعية في مناصب سلطوية ونافذة وتفتخر بالراحل الكبير ، وتلتقط الصور بعينين دامعتين ، لوزم الصورة ، فأين هي اليوم وقبل موته لماذا لا تتحرك ولا تهمس في أذن الرئيس عباس ليحرك الايادي من أجل نقل دحبور الى أحد المستشفيات ذات الكفاءة العالية ، وفعل شيء أخر غير الغسيل ، لماذا دفعوا الى أحد قياداتهم ملايين الدولارات وأخرجوه لكي يعالج في أخر الدنيا ، وعاندوا إرادة الله فيه ، وكان الله أسرع منهم ، لا أعيب أخراجه لأنه مناضل ويستحق ، ولكن أحمد دحبور صاحب أغاني الثورة وحاشد الكلمة وملهباها وأحد حراس القلعة الوطنية العظام ، لماذا لا يأخذ حقه في العلاج والسفر والسعير من أجل انقاذ حياته ؟!!!.
فيما أطلق مجموعة من المثقفين هاشتاق يطالبون فيه القيادة الفلسطينية ووزير الصحة بضرورة التدخل لنقل الشاعر دحبور من مستشفى رام الله الحكومي الى مستشفى أفضل بالامكانيات والقدرات أو تحويله للخارج.