واجهت السياسة الخارجيّة المصريّة العديد من التحدّيات، عقب سقوط حكم الإخوان في 30 حزيران/يونيو من عام 2013، خصوصاً مع الدول الّتي رأت ضرورة استيعاب تيّار الإسلام السياسيّ ورفضت سقوطه.
ومن بين هذه الدول، بحسب وزير الخارجيّة المصري السابق نبيل فهمي في حوار خاص أجراه معه موقع "المونيتور" الأمريكي، الولايات المتّحدة الأميركيّة، قائلاً: "إتّخذت مساراً داعماً للإخوان "أكثر من اللاّزم"، وتجاهلت القرار الشعبيّ في 30 حزيران/يونيو، وحاولت الضغط على مصر لتأجيل مساعداتها العسكريّة، ممّا تسبّب في جرح عميق في العلاقة بين الدولتين على المستوى الشعبيّ".
لقد وصف نبيل فهمي العلاقات المصريّة - الأميركيّة بأنّها فى مرحلة "ركود"، وتعمل الدولتين على "الحدّ من الخسائر وتجنّب الصدام المباشر"، متوقّعاً أنّ العلاقات ستشهد تطوّراً بعد الإنتخابات الأميركيّة، وإنّما ببطء شديد لإستمرار تباين المواقف حول ملفي إستيعاب التيّار السياسيّ الإسلاميّ والحريّات.
المرشّح الرئاسيّ الأميركيّ دونالد ترامب عن الإسلام والمسلمين، واعتبرها معادية وغير مقبولة، متوقّعاً أن يتراجع عنها فى حال فوزه بالإنتخابات، في وقت وصف فيه المرشّحة الرئاسيّة هيلاري كلينتون بـ"السياسيّة المخضرمة" بكلّ ما يحمله ذلك من إيجابيّات وسلبيّات.
وعن التقارب المصريّ - الروسيّ، قال فهمي: "هذا التقارب شكٌل حساسيّة في العلاقات المصريّة - الأميركيّة، وخصوصاً في مجال التسليح، والطرف الروسيّ ستكون أيضاً لديه حساسيّة من الجانب الأميركيّ".
وعن مساعي حلّ القضيّة الفلسطينيّة، أشار فهمي إلى أنّ الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة غير مؤمنة بحلّ الدولتين، ولا أجد جدوى فى التفاوض معها"، مطالباً بنيامين نتنياهو بإلقاء خطاب في رام الله يعلن فيه موافقته على إقامة دولة فلسطينيّة على حدود 1967، ليثبت حسن نيّته في إقامة السلام الشامل.
وذكر فهمي أنّ المفاوضات مع الجانب الإثيوبيّ لم تصل إلى نتائج مرضية بالنّسبة إلى بناء سدّ النّهضة، في ظلّ إصراره على بناء السدّ خلال التفاوض، من دون تقديم أيّ تطمينات ملموسة ملزمة حول إدارة المياه للدولة المصريّة، فاتحاً الباب أمام كلّ الخيارات للحفاظ على حقّ مصر في المياه.