حينما حطّتْ الطّائرة في مطار شرم الشيخ الدّولي، دخلنا إلى قاعةِ الوصول، وهناك استقبلنا مندوب شركة السياحة، وقامَ بالتّرحيبِ بنا بلكنةٍ مصرية طبعا، وقال لنا اكتبوا بياناتكم في بطاقات الوصول، واختموها مع جوازاتكم، وسأنتظركم في الخارج، وبالفعل بعدما قُمنا بتعبئةِ البطاقات، وقفنا في طابور ختمِ الجوازات، وبعدما ختّمتْ جوازاتنا، خرجنا إلى بوّابة الخروج، وكان المندوبُ في انتظارنا، ولكنّ المندوبَ استأذن منّا بكلماتٍ لطيفة، وقال أريدُ فقط الذهابَ لأُصلّي صلاة يوم الجمعة، فانتظروني هنا، وبعد مرور وقتٍ قصيرٍ عادَ واصطحبنا معه إلى السيّارة وقام السّائق بأخذنا بمعيّة المندوب إلى منتجعِ ريكسوس الفخم، وهناك أعطونا غرفة مطلّة على البحر، ولمْ أنتظر كثيرا، حيث قمت أنا وزوجتي وابنتي بتبديل الملابس، وارتدينا ملابس السّباحة ورحنا صوب بركِ السباحة ولاستكشاف المنطقة، وسبحنا في ذلك اليوم حتى السّاعة الثانية من بعد الظهر، ومن ثم ذهبنا لتناول الغداء، وبعد ما تغدينا عُدنا إلى الغرفة، لكي نستريح، لكنّ روعة المسابح جعلتنا نعود مرة أخرى إليها، وسبحنا حتى السّاعة السادسة، وعُدنا بعدها إلى الغرفة لتبديل الثّياب، وذهبنا إلى المطعم الفخم لتناول العشاء، وبعدما تعشيّنا ذهبنا لمشاهدة رقص غربي على أصداح موسيقى غربية شرقية مختلطة، وشربنا القهوة هناك، ولكن في تلك اللحظات تذكّرت قهوة بلادنا واشتقتُ إليها، لأنّ القهوة هناك طعمها مختلف عن قهوتنا، مما جعلني أتندّم على نسياني أخذ قهوة من فلسطين، لأنّ في الفندقِ وجدتُ غلايةُ، وكان بإمكاني غليها هناك، لكن قلت في ذاتي: ما من مشكلة سأتحمّل عدّة أيام..
وبعدما انتهتْ الحفلة عُدنا إلى الغرفة، ونمنا بسرعة لأننا متعبين من كثر عومنا في ذاك اليوم، وفي اليوم التالي ذهبنا إلى البحر بعدما تناولنا وجبة الفطور، ولكن لم نتمكن من السباحة، فالبحر كان هائجا فهناك على الشاطئ راية تدلّ على أنّ السّباحة ممنوعة، فعُدنا إلى بركِ السّباحة، وسبحنا حتى الظهيرة، واسترحنا بالغرفةِ حتى موعد الغداء، وبعد الغداء عُدنا مرة أخرى إلى تلك البركِ، التي لا يحبّ الإنسان مفارقتها في الجوّ الحارّ، وفي المساء استمتعنا بالاستماعِ إلى الأغاني الشّرقية.
وفي اليوم الثالث كالعادة ذهبنا إلى بركِ السباحة وسبحنا كثيرا، وتعبنا لدرجة أننا لم نعدْ قادرين على السير، واسترحنا بعدما تناولنا وجبة الغداء، وفي المساء خرجنا لكي نتجوّل في كل أرجاء المنتجع، الذي بدا حزينا لعدم وجود سيّاح أجانب فيه، وكما قيل لنا بأن حادثة الطيارة الروسية أثّرت كثيرا على السياحة في شرم الشيخ، فكل السيّاح الذين قابلتهم كانوا من الأردن وفلسطين.
وفي اليوم الرابع ذهبنا إلى شاطئ البحر للاستجمام، وهناك أخذنا بعض الصور، وعدنا قبل الظهر إلى بركِ السباحة، وفي المساء ذهبنا إلى خليج نعمة للتسوق والتجوّل، ودخّنا النرجيلة في مقهى مفتوح، وعدنا بعدما تسوقنا إلى الفندق، ورتّبنا أغراضنا بكل هدوء، وفي الصباح أتتْ سيارة شركة السياحةـ وأخذنا السائق إلى المطار وشكرناه، وودّعنا شرم الشيخ بحزن، لأن المنتجعات كانتْ شبه فارغة، ولم يكن فيها سياح أجانب، كما كانت تلك المنتجعات تعجّ بهم قبل سنة تقريبا، فكل دول أوروبا ما زالتْ تمنع مواطنيها من السفر إلى شرم الشيخ هكذا قال لنا أحد العاملين هناك، والذي يعمل على تاكسي داخل المنتجع وينقل به السائحين في كل أرجاء المنتجع مجانا، وعدنا عند الظهيرة إلى مدينة عمّان، وهناك استرحنا في شقة قمنا باستئجارها، وفي المساء تجولنا في مدينة عمّان لبعض الوقت، وفي اليوم التالي عُدنا إلى الوطن، ولكننا رغم استمتاعنا في الشرم، إلا أننا لمْ نتخيّل بأن نرى تلك المنتجعات في رحلتنا الأخيرة إلى شرم الشيخ صامتة، ونقصد هنا بلا سماعنا لغات أخرى غير العربية مع أن بدؤوا يأتون إليها سياح من أوكرانيا.