ترامب وكلينتون والرهان على الخوف

thumbgen (23)
حجم الخط
 

لى أن تنجلي بوضوح الدوافع التي حدت الأميركي الأفغاني الأصل عمر متين على ارتكاب مجزرة في الملهى الليلي في اورلاندو، هل هي دوافع الارهاب الداعشي أم دوافع مثلية، كان لافتاً جداً الجدل الذي تلاها بين المرشح الجمهوري المفترض للرئاسة الأميركية دونالد ترامب والمرشحة الديموقراطية المفترضة هيلاري كلينتون حول كيفية التعامل مع الاسلام.
ذلك أن كلينتون ذهبت للمرة الاولى الى حد تسمية السعودية وقطر والكويت في ما يتعلق بمسؤولية تتحملها هذه الدول لجهة قطع دابر عمليات التبرع باموال جهات موجودة في هذه الدول لتنظيمات ارهابية. أما ترامب فوجد في الاعتداء ضالته التي يبحث عنها كي يكرر دعوته الى فرض حظر على دخول المسلمين الى الولايات المتحدة، من دون الالتفات الى الحرج الذي تسببه دعوته هذه لقيادات حتى داخل الحزب الجمهوري لا تريد ان تعمم صفة الارهاب على دين بكامله.
هذا الجدل انفجر ولم تكد تمضي ساعات على تصريح لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جون برينان قال فيه إن الجزء السري من تقرير الكونغرس حول هجمات 11 ايلول 2001 يبرئ السعودية ولا يقيم أي علاقة بينها وبين الهجمات وان التقرير سينشر لجلاء كل لبس في هذا الموضوع بعدما ثار لغط كبير حول الاسباب التي حدت ادارة جورج بوش الابن على ابقاء هذا الجزء سرياً.
لكن حادث أورلاندو ومن قبله سان برناردينو وباريس وبروكسيل أعادت الجدل الى قلب الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة، وحمل الكثيرين على طرح الاسئلة مجدداً عن الدوافع الى الارهاب ومن الذي يغذيه ويقف وراءه. ومما يزيد الجدل اشتعالاً ان المناخ المواكب لحملتي ترامب وكلينتون الانتخابيتين مؤات لطرح هذه المسألة على النقاش، لأن خوف الاميركيين يمكن ان يدفع أحد المرشحين الى الرئاسة، تماماً مثلما لعب بوش على عامل الخوف من تكرار هجمات 11 ايلول كي يجعل الاميركيين ينتخبونه لولاية ثانية عام 2004، وكما كان عامل الخوف نفسه العامل الذي جعل الناخبين يقفون خلفه بعد الهجمات ويؤيدونه في الذهاب الى حربين.
الاقدر بين كلينتون وترامب على استغلال عامل الخوف لدى الاميركيين تكون فرصه أكبر في الوصول الى البيت الابيض، بينما حروب وأنصاف حروب في الخارج لم تقض على الارهاب الذي يتمدد أكثر بينما ضجيج الجدل حول أسبابه أقوى بكثير من التعامل بجدية مع هذه اﻻسباب!
ومن دون التوجه الى الجذور، تبدو كل المعالجات ظرفية وموقتة، لا الحروب البرية كانت مجدية ولا الطائرات من دون طيار حققت الغرض. إن المعالجة الحقيقية تتطلب حلاً للقضايا الكبرى وهذا لا يتحقق بالقوة وحدها.