أغلبية كبيرة تريد استبدال نتنياهو؛ لكن لا بديل !

نتن-ياهو
حجم الخط
عاد ايهود باراك في العام 2007. تجند خصمه الكبير ومساعده السابق، الداد ينيف، من أجله وشق طريقه.
أقنع ينيف باراك بأن يبدأ في حملة اعتذارات ومصالحات. كانت هذه حملة مهينة لباراك المتفاخر، لكنها كانت متفاخرة بنفس القدر. وسقط كبار معارضيه الواحد تلو الآخر – ابراهام بورغ، ايتان كابل، واسحق هرتسوغ.
وعند نهاية المنافسة نجح باراك وينيف في تجنيد تأييد شيلي يحيموفيتش وأوفير بينس أيضا.
أنا ايضا سُحرت به تقريبا، بباراك العائد. والتقينا في مقهى في تل ابيب، تحدثنا على مستوى النظر، دون مكاتب ودون سكرتيرات.
لم يتحدث معي باراك قبل ذلك ببضع سنين بسبب كتاب انتقادي جدا كتبته عنه. جلس معنا ينيف، الذي اتهمه باراك في السابق بالمسؤولية عن بعض أجزاء الكتاب، وتبين أن باراك نسي موضوع الكتاب، أو بشكل أدق قام بالتحدث عنه بهزلية، وبشكل أكثر دقة اعترف ببعض الاخطاء التي نسبت اليه في الكتاب. الآن هو مصمم على اصلاح الوضع.
لا حاجة الى محاسبة باراك على سنوات وجوده وزيراً للدفاع بجانب نتنياهو.
هذه القصة ذكرتها من اجل الاشارة الى قوة السحر الذي يستطيع باراك أن يعكسه وهو خارج السياسة.
ايضا تعبير مثل "السكين بين الاسنان" ليس جديدا. في العام 2005 أراد ايهود باراك أن يعلم المعارضة لحكومة ارئيل شارون كيف يفعلون ذلك: "عائلة شارون فاسدة حتى الاساس.
وعلى رئيس الحكومة أن يخلي مكانه". لم تغفر عائلة شارون حتى اليوم، وبغض النظر عن مدى توق باراك للعودة الى الحكم، فان هجمة رؤساء الاركان لا تهدد نتنياهو سياسيا.
يمكن الاستمرار والتسلية في تعبيرات مثل "بداية النهاية" واقوال مشابهة. وفي السطر الاخير، لا يوجد حسب الاستطلاعات شخص يقترب مستوى تأييده من مستوى تأييد نتنياهو.
اغلبية الجمهور لا يحبون رئيس الحكومة، وغير راضين عن أدائه، لكنه لا يرى من يستطيع استبداله. أغلبية كبيرة في الساحة السياسية تريد تغيير نتنياهو، بما في ذلك الكثيرون من وزرائه، لكنهم ليس لديهم البديل.
من الافضل الاعتراف بحقيقة اخرى واضحة هي أنه لن يولد فجأة مرشح قوي، لا يوجد الآن في الساحة.
يحيموفيتش تتوجه لجمهور صغير جدا، موشيه كحلون يتصرف كمن لا يتجرأ على المنافسة، جدعون ساعر معارضة لافتة فقط لاشخاص "الليكود" الذين يكرهون نتنياهو. يعلون لا يوجد له حزب، غابي اشكنازي سيستمر في التلعثم، بني غانتس مصاب بالزكام، وايضا عندما يتخلص منه فمن المشكوك فيه أن يكون مصنوعا من المواد المطلوبة لاحداث الانقلاب في الحكم. يائير لبيد سيجد صعوبة في انشاء ائتلاف. وهرتسوغ، لا حاجة للحديث عنه أصلا.
الفرصة الوحيدة لوضع نتنياهو أمام التحدي هي اتحاد عدد من المرشحين. قال آفي غباي مع استقالته إنه ينوي تسخير نفسه من الآن لمهمة بناء بديل لنتنياهو. كيف يمكن فعل ذلك؟ بوساطة اقناع يعلون، ساعر، وكحلون بالاعلان أنهم سيعملون في حزب واحد وأنهم يتفقون على البنية التي ستحدد خلال بضعة اشهر من سيقف على رأس ذلك الحزب، ويتعهدون بقبول الحسم حتى لو كان يعلون رقم 3 بعد ساعر وكحلون مثلا.
هذه البنية قد تكون استطلاعا واسعا مثل حزب الوسط، أو نوعا من الانتخابات التمهيدية المفتوحة. من الواضح أن من سيكون رئيسا للحزب سيظهر فورا على أنه البديل لنظام نتنياهو. للأسف الشديد هذا البديل ما زال في يمين الخارطة.
أما في يسار الخارطة – حتى لو عاد دافيد بن غوريون الى الحياة - ليس هناك أي فرصة لأن يوافق لبيد على بنية تهدد امكانية أن يكون رقم 1 في الحزب.