مرة آخرى اسرائيل تفوز

سامي القيشاوي
حجم الخط

قبل مايسمى بالربيع العربي وما نتج عنه من ارهاصات سياسية وبعد ان وضعت امريكا واسرائيل كل ثقلها السياسي والعسكري والاستخباراتي لجعل المنطقة العربية في فوضى عامة أو كما كانت تسميها وزيرة خارجية امريكا السابقة كوندليزا رايس بالفوضى الخلابة , الامر الذي جعل كثيراً من الانظمة العربية التي وصلها الربيع العربي او التي لم يصلها تصل الى قناعة أنه للحفاظ على رأس السلطة والطبقة الحاكمة في الدول العربية يجب ان تكون قريبة جداً من السياسة الاسرائيلية بل مؤيدة لها, مع العلم ان هذه الانظمة منذ قيام اسرائيل كانت مؤيدة لإسرائيل والسبب الشراكة الرأسمالية بين المال اليهودي والمال النفطي.

عودة الى الموضوع, قبل الربيع العربي كان أي قرار يتم تقديمه لمجلس الأمن أو الجمعية العمومية ضد اسرائيل كان في مجلس الامن لا يفسده الا الفيتو الامريكي وفي الجمعية العامة كان يصوت الى جانب اسرائيل الولايات المتحدة الامريكية وثلاث الى اربع دول ليس لها أي تأثير على المستوى الدولي مثل ليتسوانا وما الى ذلك.

ماذا حصل اليوم , المجموعة الاوروبية رشحت اسرائيل لتكون على رأس اللجنة القانونية للأمم المتحدة وكأنهم يقولون اجعلوا الثعلب حارساً على الغنم, اسرائيل التي صدر ضدها عدة قرارات من الامم المتحدة ولم تقم بتنفيذ أي قرار من هذه القرارات الدولية , اسرائيل التي طردت عدد من اللجان القانونية التي تم تشكيلها من قبل الامين العام للأمم المتحدة للتحقيق في عدة أحداث حصلت في الأرض المحتلة , ومنعت اسرائيل كل مندوبي الامم المتحدة من الدخول الى المنطقة.

اسرائيل الآن عند التصويت على قرار المجموعة الاوروبية , نجح القرار وبتصويت دول عربية الى جانبه وكذلك دول اسلامية ماذا يعني هذا؟ يعني أن الدبلوماسية العربية والفلسطينية في تراجع واضح وأن القضية الفلسطينية أصبحت على الرف من جديد ولا أحد يهتم لا بالفلسطينيين ولا بقضيتهم وأن التقارب العربي الاسرائيلي وسياسة ما يسمى بمكافحة الارهاب والعداء للنظام الايراني , اصبحت اهم من فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني.

هنيئاً لإسرائيل رئاستها للجنة القانونية وهنيئاً للأمة العربية هذا الانجاز السياسي, أما نحن الشعب الفلسطيني الذي مزقه الاحتلال ومزقه الانقسام سنظل ندعو الله ان ينهي هذا الانقسام البغيض  حتى لا يصبح القرار العربي والدولي قريباً جداً ينظر الى القضية الفلسطينية على انها قضية انسانية وليست سياسة.