كُشف النقاب اليوم الثلاثاء، عن حفريات سرية تنفذّها سلطات الاحتلال الإسرائيلي حول وأسفل المسجد الأقصى، دون توفر صورة واضحة أو حتى نشر صورة فوتوغرافية أو مقاطع فيديو عن هذه الحفريات السرية، حيث يمنع فيها التصوير وهي مغلقة أمام الجمهور العام.
وأكد التقرير تفاصيل عن بعض الحفريات السرية وسط بلدة سلوان، حيث يتم الدخول إليها من تحت الأرض عن طريق باب حديدي، والذي يصل إلى داخل نفق قصير تتفرع عنه عدة غرف وقاعات، كذلك سلسلة من التحصينات والقنوات المائية من الفترة الكنعانية تحديداً.
قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وإمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك عكرمة صبري لـ "وكالة خبر"، إن المسجد الأقصى في هذه الفترات يشهد خطرين أساسيين، خطر الحفريات من جهة والاقتحامات التي يتعرض لها بشكل يومي من قبل المستوطنين من جهة أخرى .
وأوضح صبري أن خطورة هذه الحفريات تشمل البنيان الأساسي للمسجد الأقصى المبارك، حيث تتعدى خطورتها إلى أحياء سكنية داخل البلدة القديمة من الناحية الغربية وبلدة سلوان من الناحية الجنوبية.
وأشار إلى أن المسجد الأقصى تعرض لتشققات في الجدار الخارجي من الجهة الجنوبية وإنهيارات في بلدة سلوان، ما أدى إلى إنهيار بعض بيوت المواطنين وعدد من المؤسسات التعليمية ومنطقة البلدة القديمة من باب السلسلة.
ولفت صبري إلى أن الحفريات المستمرة والسرية للمسجد الأقصى تشكل ضرراً على مئات المباني السكنية في بلدة سلوان والبلدة القديمة، ما يجبر مواطنيها على الخروج من بيوتهم.
ونوه صبري إلى أن الاحتلال يحاول خلق الحجج والذرائع من الحفريات في المسجد الأقصى، كزعمه أنه يبحث عن آثار اليهود القديمة، للاستمرار في حفرياته داخل وحول المسجد المبارك.
وشكك صبري بدور الدول العربية والعالم في الدفاع عن الأقصى وتقديم الدعم اللازم له كون الدول العربية منشغلة في صراعاتها الداخلية، مضيفاً أن معظم دول العالم صوتت لصالح إسرائيل بانتخابها للجنة القانونية الدولية التابعة للأمم المتحدة.
واعتبر صبري، مواصلة الاحتلال في حفرياته جاء نتيجة لموقف السلطة الفلسطينية الضعيف التي تورطت في اتفاقية أوسلو والتي كانت سبباً في تأجيل موضوع القدس إلى المرحلة النهائية في المفاوضات، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تصل إلى هذه المرحلة وتستمر في سياساتها التهويدية للقدس وضربها بعرض الحائط جميع الاتفاقيات الموقعة مع السلطة.
