تركيا تُخفّض سقفها لإتمام المصالحة مع إسرائيل

d0c97cf3cdd2c5c7fe3a1d0f8213f727_w800_h400_cp
حجم الخط

قال مسؤولون أتراك كبار أمس، لصحيفة «حرييت ديلي نيوز» إن اللقاء المقرر عقده يوم الأحد المقبل في إحدى العواصم الأوروبية بين طاقمَي المفاوضات التركي والإسرائيلي سيشهد الإعلان رسمياً عن التوصل لاتفاق المصالحة بين الطرفين. وكانت جهات إسرائيلية أعلنت ذلك قبل أيام، مؤكدةً أن اتفاق المصالحة بات وشيكاً بعدما حُلّت كل قضايا الخلاف.
ومن المقرّر أن يشارك في اللقاء الذي سيُعقد يوم 26 حزيران الحالي على الأغلب في العاصمة السويسرية نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلولو، الذي قاد الجانب التركي في المفاوضات مع إسرائيل التي استمرّت سنوات. ومن الجانب الإسرائيلي، سيشارك رئيس طاقم المفاوضات يوسف تشخنوفر، الذي خدم كمبعوث شخصي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورافق المفاوضات منذ بدايتها، إلى جانب القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي يعقوب نيجل. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هدف اللقاء هو المراجعة النهائية لمسودة الاتفاق، وتأكيد وجود اتفاق على كل البنود.
وسيوقّع على الاتفاق من الجانب التركي سينيرلولو، ومن الجانب الإسرائيلي المدير العام لوزارة الخارجية دوري غولد. ومن المتوقّع أن يجري التوقيع رسمياً على الاتفاق خلال شهر تموز، رغم أن إعلان التوصل إليه سيتم يوم الأحد المقبل. ويقال إن المدة الزمنية بين الإعلان عن الاتفاق والتوقيع عليه ضرورية جراء حاجة الطرفين لتنفيذ إجراءات على الأرض لتجسيد الاتفاق. وعموماً، فإن الاتفاق يُنهي الأزمة التي انفجرت بين الدولتين إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي في أيار 2010 لسفينة مرمرة التي كانت ضمن جهد دولي لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقال المسؤولون الأتراك لـ «حرييت» إنه فور التوقيع على الاتفاق ستبدأ عملية تطبيع العلاقات. وستقوم الدولتان بتعيين سفراء في كل من أنقرة وتل أبيب، ورفع المستوى الديبلوماسي إلى ما كان عليه قبل الأزمة. وأشاروا أيضاً إلى أن الدولتين ستلغيان العقوبات والقيود التي فرضها كل جانب على الآخر في كل ما يتعلق بالاتفاقات الدولية. كذلك ستزال القيود التي فرضت على المناورات العسكرية المشتركة وعلى التعاون في مجالات الطاقة والصادرات العسكرية.
وأشار المسؤولون الأتراك إلى أنه تمّ التوصل إلى حل وسط بين الدولتين بشأن سبل التعاطي مع الشرط التركي الثالث للتطبيع، وهو إزالة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وعملياً، تنازل الأتراك عن شرط الإزالة الكاملة للحصار وعن شرط الإزالة الجزئية للحصار البحري. وبحسب الاتفاق، ستسمح إسرائيل لتركيا بتقديم كل مساعدة ممكنة للقطاع، بشرط أن يمر أولاً عن طريق ميناء اسدود.
وبحسب الاتفاق، وافقت إسرائيل على السماح لتركيا ببناء مستشفى في غزة وإزالة كل العوائق أمام إرسال معدات وأدوية وقوة بشرية لإدارة هذا المستشفى. كذلك وافقت إسرائيل على إنشاء محطة للطاقة في غزة تبنى بالتعاون بين تركيا وألمانيا، وأيضاً منشأة لتحلية مياه البحر تقيمها تركيا هناك.
وكانت صحيفة «هآرتس» نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن اللقاء يوم الأحد سيكون حاسماً. وأشار هذا المسؤول إلى أن الثغرات الباقية بين إسرائيل وتركيا تتعلق فقط بحركة «حماس» وغزة، وأنه مؤخراً تم التوصل إلى صيغة تسمح بالتغلب على هذا الخلاف. وأوضح أن تركيا أرسلت في الأسابيع الماضية إشارات إيجابية نحو إسرائيل، وفي مقدمتها إزالة الفيتو الذي كانت تضعه أمام تعاون إسرائيل مع حلف «الناتو». كما أرسلت تركيا وفداً رفيع المستوى للمرة الاولى منذ خمس سنوات للمشاركة في احتفالات إسرائيل بـ «ذكرى تأسيسها».
وكان رئيس الحكومة التركي الجديد بنعلي يلدريم قال في حديث مع صحافيين أتراك الأسبوع الماضي إن تركيا معنية بإنهاء التوتر مع إسرائيل ودول مجاورة أخرى. وأضاف «أنا لا أعتقد أنه بقي وقت طويل قبل أن نتوصل إلى اتفاق مصالحة مع إسرائيل». كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أثناء زيارة نتنياهو لموسكو في الأسبوع الماضي أنه يؤيد المصالحة بين إسرائيل وتركيا ما حثّ المفاوضات بين الدولتين. وقد عنى كلام بوتين عن ترحيبه بالمصالحة التركية الإسرائيلية تغييراً في وجهة التعاطي الروسية مع تركيا بعدما كانت موسكو تبدي تحفظات تجاه هذه المصالحة.