الامارات و قطر و الرئيس عباس ...

thumb (4)
حجم الخط

قبل يومين نشرت صحيفة الحياة الجديدة خبرا مفاده ان محمد رشيد المستشار الاقتصادي السابق للشهيد الرمز ابو عمار قد زار اسرائيل سرا بجواز سفره الكندي على رأس وفد كردي ومعهم احد زعماء المعارضه السوريه و التقوا مع الاستخبارات الاسرائيلية. بعيدا عن مصداقية الخبر من عدمه فكان من الواضح من كل هذا الامر هو الفقرة الاخيرة التي ارادها من صاغ الخبر او اصدر الامر بصياغته وهي التأكيد على ان محمد رشيد يقيم بالامارات و الايحاء على ان الامارات على اطلاع بتحركات محمد رشيد.


الواضح ان هذا الخبر الذي لم يتم التعاطي معه بجديه لانه جزء من حمله اعلامية تقودها اجهزة اعلام السلطة سواء كان بالتصريح او التلميح ضد دولة الامارات الشقيقة ، لها علاقة بما كتبة قبل ايام المحرر السياسي لوكالة وفا ردا على مقال الصحفي جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية و الذي انتقد فيه السلطة الفلسطينية حيث اعتبرتة قد استقى معلوماته من شخصية اماراتية مرموقه.

ليس هناك شيء غير مفهوم في اسباب توتر العلاقة بين الامارات و الرئيس عباس ، لا توجد مؤامرات كونية او اقليمية تجعل الامارات تلعب هذا الدور و تتحول الى عدو وفقا للرئيس عباس و الاعلام الرسمي التابع له مباشرة، بعد ان كانت الامارات الدولة العربية و مازالت الاكثر دعما للشعب الفلسطيني ماديا و معنويا. ولم يسجل يوما ان تدخلت هذه الدولة بالشأن الفلسطيني و لم يكن لديها طموحات او برامج ايديولوجيه او سياسية.

التحول في العلاقة بدأ بعد ان قرر الرئيس عباس شطب عضو اللجنة المركزية وعضو المجلس التشريعي المنتخب محمد دحلان. في بداية الازمة المفتعلة حاولت القيادة الاماراتية التدخل لرأب الصدع بحكم العلاقة الطيبة التي تربط الامارات مع كل القيادات الفلسطينية بمن فيهم النائب دحلان و الرئيس عباس .


الرئيس وخلال لقاءه في ابو ظبي وعد بعد ان يعود الى رام الله ويعقد اجتماع للجنة المركزية ويغلق ملف الخلاف مع النائب دحلان . الصدمه بالنسبة للامارات ان الرئيس عباس ليس فقط لم يوف بوعده واغلاق ملف الخلاف بل وفي اجتماع للجنة المركزية قرر فصل محمد دحلان نهائيا من حركة فتح مما اعتبرته الامارات صفعه مدويه و اهانه غير مقبوله وغير مبرره.

 منذ ذلك الحين الكثير من الدم الفاسد جرى في عروق هذه العلاقة الطيبة و التاريخية بين القيادتين الفلسطينية و الاماراتية. ليس فقط محاولة الامارات لم تنجح بسبب تعنت الرئيس عباس بل ايضا محاولة السفير الليبي السابق وهو صديق شخصي للاثنين، و محاولة مدير الامن العام اللبناني عباس ابراهيم ومن بعدها الجهود المصرية و الاردنية التي ما زال متواصلة.
جميعهم مصابون بخيبة امل من التعنت غير المفهوم و غير المبرر للرئيس عباس.

للتذكير فقط لا الحصر المعركة التي خاضها الرئيس عباس مع امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة و التي انتهت بالاطاحة به من امانة السر كان احد عناوينها الاساسية علاقة ياسر عبدربه مع الامارات. و المعركة التي خاضها الرئيس عباس مع سلام فياض و مؤسسة فلسطين الغد التي يديرها و التي انتهت بالحجز على اموال المؤسسة و اتهامه بتبييض الاموال . و الفصل الاخير في هذا المسلل الذي لم ينته بعد هو الزج باسم الامارات ايضا في معركة السلطة مع الناشط الشبابي فادي السلامين .


على الرغم من ذلك لم تتوقف الامارات من مواصلة دعمها للشعب الفلسطيني سواء كان من خلال الهلال الاحمر الاماراتي او عبر مؤسسة الشيخ خليفة للعمل الانساني ، او من خلال دعم المؤسسات الفلسطينية غير الحكومية.الامارات اوقفت دعمها للسلطة بحكم الخلاف و العلاقات المتوترة و لكنها لم توقف دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني . جزء اساسي من هذا الدعم تم تحويله عبر وكالة غوث و تشغيل اللاجئين و الذي يكرس لبناء المنازل و المدارس و مشاريع حيوية اخرى.

السؤال الذي يحتاج الى اجابه ، وربما لن تكون له اجابه الان الا بعد ان تطوى مرحلة الرئيس عباس و هو لماذا هذا التشنج في العلاقة مع دولة طول عمرها داعمه للشعب الفلسطيني و التعامل بقفازات من حرير مع دولة مثل قطر لا تتوقف ليس فقط عن دعمها لخصوم فتح و خصوم السلطة بل لا تتوقف عن توجيه الاهانة تلو الاخرى للرئيس عباس بشكل خاص و حركة فتح و السلطة بشكل عام؟؟.


هل هناك خلاف على ان قطر هي الراعي الذهبي لمشروع الاخوان و هي الداعم الاساسي لحركة حماس التي تقيم في عاصمتها معظم قيادات الحركة؟. وهل هناك خلاف على ان قطر و من خلال الجزيرة شلت عرض السلطة في اكثر من مناسبه والتي اهمها نشرها لوثائق المفاوضات من مكتب الدكتور صائب عريقات صورت السلطة بقيادة الرئيس عباس على انها سلطة عميلة تنازلت عن القدس و تخلت عن اللاجئين؟؟.
و هل هناك خلاف على ان قطر و رغم انف السلطة تواصل التنسيق المباشر مع اسرائيل من خلال وجود مسؤول ملف اعمار غزة
السيد محمد العمادي ؟.

للتذكير فقط ايضا قطر وقبل يومين وعشية زيارة الرئيس عباس الى الدوحة و خلال وجود وفد حركة فتح هناك نشرت تقريرا مفصلا على موقع الجزيرة يتناول فيه احد انجال الرئيس عباس. واخر مسلل الاهانات القطري المتواصله هو ما نشرته قطر من صور لوفد حركة فتح و هو يتناول طعام الافطار. الصورة لا تحتاج الى تذاكي لكي يفهم المقصود من ناشرها ان الاهدف هو الاساءة و الاهانه لحركة فتح و قيادتها لوو كانت هناك صورة لوفد حركة حماس الذي كان موجود في المكان و ربما على نفس الطاولة لقلنا ان الهدف برئ.


مؤلم جدا بالنسبة لي ولكل فتحاوي غيور ان يرى هذا الاستئساد على دولة مثل الامارات و التعامل بكل دونية مع دولة مثل قطر. امر غريب عجيب بالنسبة للكثيريين و لكنه للاسف الشديد مفهوم جدا بالنسبة لي.