بين جيش No وجيش YES لبقاء أو خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، حرب "ديجيتال" مستمرة منذ أشهر، وبدأت طبولها تقرع هذا الخميس لتبدأ المعركة النهائية بسلاح صناديق الاقتراع، للتصويت في استفتاء عام، استنفر له البريطانيون أنفسهم.
وآخر مرحلة من الحرب "الديجيتال" أشارت بآخر وأحدث استطلاع، إلى تقدم "الخوارج" بنقطة واحدة عن جيش "نعم" الراغب بالبقاء، لذلك فالمعركة الخميس هي بالسلاح الأبيض، من بيت لبيت وشباك لشباك بين البالغين 63 مليوناً، لا لتقرير مصير بريطانيا فقط، بل أيضاً الاتحاد المكون من 28 دولة، والذي قد يتفكك بسبب حرفين أو كلمة من 3 أحرف.
كانوا كفرسي رهان، ثم تقدم "الخوارج" وبقوا متقدمين
استشارية Opinium Research الناشطة منذ تأسيسها في 2007 بالأبحاث والاستشارات في بريطانيا، نشرت الأربعاء في موقعها، كما بحسابات لها في مواقع التواصل، نتائج استطلاع أخير أعدته، ونقلته عنها وسائل إعلام بريطانية اطلعت فيها "العربية.نت" على نتيجة سؤال توجهت به إلى 3000 من بين 41 ألف متابع لها في تلك الحسابات، وخرجت بنتيجة صغيرة جداً كفرق بين الجيشين، لكنها قد تعني الكثير هذا الخميس.
في الاستطلاع حصل "الخوارج" على 45% ممن توجهت "أوبينيوم" بسؤالها عن موقفهم، فزادوا بنقطة واحدة فقط عن 44% حصل عليها الراغبون في إبقاء بريطانيا عضوة باتحاد انضمت إليه في أول يناير 1973 وسبقتها إليه في 1957 أول 6 دول: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ.
وهناك استطلاع آخر، أجرته مؤسسة YouGov لصالح صحيفة "التايمز" البريطانية، ونتائجه واردة بعددها اليوم الخميس، وفيه تذكر "يوغوف" الناشطة منذ تأسيسها عام 2000 بالإحصاءات والاستطلاعات والأبحاث وتوابعها في بريطانيا، أن معسكر "لا" لبقاء بريطانيا عضوة بالاتحاد نال 49% من الأصوات، مقابل 51% لصالح بقائها فيه، وكان عدد من سألتهم 3667 شخصاً.
كما أجرت مؤسسة ComRes التي تأسست في 2003 متخصصة بالاستطلاعات والأبحاث، ما يمكن اعتباره آخر استطلاع، وكان لصالح صحيفة Daily Mail البريطانية، ومواطنتها محطة ITV التلفزيونية، ونشرت الوسيلتان الإعلاميتان نتائجه الساعة 1.40 فجر اليوم الخميس، وشمل 1072 من الجنسين، بحسب ما طالعت "العربية.نت" مما نشرتاه في موقعيهما، وجاءت نتائجه لتؤكد أن بريطانيا هي الآن على حد السكين، ولا تعرف إذا كانت ستبقى أو تخرج، كالمحتار في الزواج أو الطلاق، مع أن نتيجة هذا الاستطلاع كانت 42% لصالح "الخوارج" ونسبة 48% لصالح البقاء في الاتحاد، علماً أن 11% قالوا إنهم غير واثقين بعد من موقفهم.
وقبل أسبوع من الاستطلاع الأخير، خرجت "أوبينيوم" باستطلاع دل أن "نعم" كانت مع "لا" كفرسي رهان، حيث حصل كل منهما على 44% من الأصوات، فيما أعطى استطلاع آخر نظمته، وقرأت عنه "العربية.نت" في أول يونيو الجاري، نسبة 43% للراغبين بالبقاء مقابل 41% حصل عليها "الخوارج" الذين تقدموا سريعاً في 3 أسابيع.
إذا خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الشبيهة خارطته بطائر، فسيخسر جناحه الأيمن، وأيضاً 5.5% من مساحته البالغة 4 ملايين و422 مليوناً، كما سيخسر 12.3 من سكانه البالغين 495 مليوناً، ويتراجع ليكون مكوناً من 27 دولة
وكان يمكن لنسبة الراغبين بالخروج من الاتحاد، أن تكون أكثر في آخر استطلاع الأربعاء، لولا مقتل النائبة البريطانية Jo Cox الأسبوع الماضي بطريقة مأساوية وسط الشارع، فقد زاد اغتيالها من تعاطف البريطانيين معها، ومع ما كانت تنشط مع الناشطين من أجله، وهو أن تبقى بريطانيا ضمن الاتحاد، لا أن تخرج منه وتثير المخاوف والقلق.