يتولى القومي المتطرف وحارس النادي الليلي، الذي ينشد دولة يهودية خالصة، وليست دولة مساواة في الحقوق لليهود وغير اليهود، أفيغدور ليبرمان ثاني أقوى وزارة في «إسرائيل» حالياً، هي وزارة الحرب.
يبين سجل ليبرمان بأن توليه هذا المنصب قد ينتهي فعلياً بشكل عادي أو بشكل سيئ جداً، وما بين إطلاقه النار من الوراء والانحناء للرياح ويعرف بالبراغماتية السياسية أيضاً لا يبدو أن هناك الكثير لنتناوله عنه.
هذا، من دون الأخذ في الاعتبار تعليقاته المسيئة التي لا تحصى في حق الفلسطينيين الذين يحاول أن يضع لهم عقوبة إعدام خاصة بهم، إضافة إلى فلسطينيي العام 1948 الذي يريد طردهم.
عندما كان حسني مبارك رئيساً لمصر، قال له ليبرمان «إما أن تزور «إسرائيل» أو تذهب إلى الجحيم»، كما هدد بقصف السد العالي، ومؤخراً وجه أيضاً إهانات لوزيرة الخارجية السويدية، مارغو والستروم، رداً على دعوتها إلى إجراء تحقيقات حول عقوبات الإعدام التي ينفذها الجيش «الإسرائيلي» بحق الفلسطينيين خارج إطار القانون، حيث ادعى ليبرمان أن الشيء الوحيد الذي لم تقم به بعد هو عدم انضمامها إلى «الفلسطينيين الإرهابيين» والقيام بطعن اليهود!
وخلال 30 عاماً من العمل السياسي الذي بدأه في حزب الليكود، فإن ليبرمان تحول من قوي إلى أقوى، فقد صعد إلى السلم الحكومي من وزير للبنية التحتية إلى وزير للمواصلات وجاء في تقرير أنه قال للفلسطينيين إنه سيوفر لهم حافلات تقلهم إلى البحر الميت وتُغرقهم فيه إلى وزير للشؤون الاستراتيجية والسياسات الخارجية، كما عمل نائباً لرئيس الوزراء.
أسس ليبرمان الذي ولد في مولدوفا حزب «إسرائيل بيتنا» في عام 1999 وهو حزب أغلب أعضائه من المهاجرين الروس، وكان قد خرج من حزب الليكود احتجاجاً على ما كان يراه تنازلاً قُدم للفلسطينيين من قبل نتنياهو في محادثات واي ريفر عام 1997.
لا أحد يضع الانتهازية السياسية جانباً لاعتبارات أخرى، ولذلك فإن نتنياهو تجاهل بسعادة صرخة الوداع التي أطلقها موشي يعلون، بأن المتطرفين والعناصر الخطرة هم من يديرون شؤون «إسرائيل».
الجدير بالذكر أن يعلون كان قد استقال كوزير للحرب عندما انتقل نتنياهو ليحل محله، وعقب رئيس الوزراء السابق أيهود باراك قائلاً: «إسرائيل» أُصيبت ببذرة الفاشية.
ليبرمان الذي يقيم في مستوطنة نوكديم جنوب بيت لحم يعتبر من الأعراض البائنة للتطرف «الإسرائيلي»، الرجل الذي كان صوتاً سياسياً مرفوضاً في يوم من الأيام.
تتضمن رؤيته لحل الدولتين على ترحيل الفلسطينيين المقيمين داخل الكيان إلى الدولة الفلسطينية الجديدة، واستبدال المناطق الفلسطينية الرئيسة داخل الكيان بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية. وكان قد طالب بمحاكمة أعضاء الكنيست من الفلسطينيين بتهمة الخيانة.
يتزعم ليبرمان أيضاً مجموعة متزايدة من المستوطنين المتطرفين الناقمين على الجيش بحجة تساهله مع الفلسطينيين.
يعيش المستوطنون في ظل القوانين «الإسرائيلية»، بينما يخضع الفلسطينيون للمحاكم العسكرية، وفي مارس/آذار الماضي، دعا ليبرمان إلى إقامة دعوة ضد يعلون عندما طفت على السطح قضية الجندي الذي صور وهو يطلق النار على فلسطيني أعزل ومقيد الحركة في الخليل.
هذا ويشار إلى أن ليبرمان قد يكون أقل جرأة بكثير من أقواله، فقد تكون فترته كوزير للحرب فترة تهدئة مع الفلسطينيين، ربما لأن عينه على الفوز برئاسة الوزراء، وهو المنصب الذي يسعى إليه منذ عام 2014 لإجادته الروسية.
ومرة أخرى، هو ذات الرجل الذي قال العام الماضي إن الهجومين الكبيرين على لبنان وغزة كانا حتميين، فضلاً عن تأييده السابق بتطهير عرقي في غزة.. والآن هو في موقف أقوى ليرتكب تلك الجريمة مجدداً.
عن الخليج الاماراتية