بين أحلام الحب وتحقيقها وشغف التعليم وطموحه، تقع الفتيات في حيرة.. أيهما أهم: أن تكوّن حياتها الأسرية الخاصة، أم تتنازل عن الحب في سبيل الطموح والارتقاء التعليمي الذي سيصل بها في نهاية المطاف إلى أعلى مراتب الطموح العملي، وإثبات النفس؟ وأي الطريقين أفضل، فكلاهما خياران لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة، ولكن لا بد من إيجاد معادلة سوية لتحقيق ذلك.
لمعرفة الإجابة الصحيحة تواصلتنا مع أخصائية تطوير الذات نهال الكامل، وسألت بعض الفتيات عن آرائهن لمعرفة الأفضل بالنسبة لهن.
عالم الحب أم مستقبل العلم؟
ترى الأخصائية نهال الكامل أنه بمجرد بلوغ الفتاة تتغير نظرة المجتمع لها، فهي دخلت في الإطار الأنثوي الذي يتعين فيه أن ترتبط بشريك الحياة لبناء مستقبل أسري، كذلك لا يخلو الأمر من أحلام الفتاة الوردية بفارس حياتها، وأمنياتها في الحصول على حب يشبع لها عواطفها، لذا نجد بعض الفتيات تحت سن العشرين أو ما فوقه بقليل يدخلن إلى عالم الحب أو الزواج، مع ما يترتب عليه من مسؤوليات كبيرة،فيجتمع حينها حب العمر مع أحمال الدراسة، مما يصيبها بالاضطراب والحيرة، فأيهما تختار: بناء الأسرة أم بناء المستقبل العملي؟.
الحب والشهادة العلمية لا يتعارضان
الحب أمر جميل ومحبب للنفس، ولكن يجب الانتباه قبل الوقوع فيه وإلغاء العقل وجعل القلب هو ما يسيطر على المشاعر، فيجعلنا نختار الطرق الخاطئة، وهذا ما تقع فيه أغلب الآنسات الصغيرات، أما التعليم فهو سلاح الفتاة الذي يقوي من ثقتها وينضج من شخصيتها، ويجعل لها رأيًا وفكرًا يعاونها على تخطي مصاعب الحياة بكل حكمة وعقلانية، ولا يوجد ما يمنع أن يجتمع الحب والعلم سويًّا، ولكن في إطار المصداقية والمصارحة مع النفس وعدم إرجاح كفة على الأخرى، فإن صادفت الفتاة الحب الحقيقي يجعلها تجتهد أكثر لإنهاء مرحلتها التعليمية وبتفوق من خلال الدعم والتشجيع، والأفضل ألا تستبق الأحداث وتنهي حياتها العلمية، فهي قد حصلت على فرصتها الأهم ونصيبها من الحب، فالتعادل وإرجاح كفة الميزان بالعدل هو الشأن الصحيح للتعامل في ذلك الأمر.
كيف توفق الفتاة بين الحب والدراسة؟
يفضل بالطبع ألا تتسرع الفتاة وتلقي بنفسها وبمشاعرها على أول كلمة حب ترد على مسامعها، أو أن تتعرض لإصرار من الأهل في تزويجها كونها تعدت مرحلة البلوغ وتلك هي مسيرة الحياة، لذا يجب أن تضع الفتاة شروطاً أساسية لحياتها ومستقبلها لتحقق التوازن بين الأمرين دون أن تتخبط في ذلك، والتي تتمثل في:
1- الهدف: يجب عليكِ آنستي أن تضعي هدفًا علميًّا تطمحين للوصول إليه ولا تتنازلي عن تحقيقه؛ فالعلم هو سلاح الحياة والمعرفة.
2- النضوج: كوني آنستي ناضجة فكريًّا على الرغم من صغر سنك فلا تدعي أي مؤثرات خارجية تؤثر على قرار مصيري قد يدخلك لعالم يغير مستقبلك الذي كنتِ تتمنيه.
3- التريث: لا تتسرعي أملاً في أن تكسبي الحب، فقبل ذلك تأكدي من أنك وجدتِ الحب الصادق الذي سيدعمك ويزيد من نجاحك، فكلما أحب المرء فردًا أحب نجاحه أكثر.
4- ضعي حساباتك: من خلال حساب الإيجابياتوالسلبيات، وأي كفة سترجح بالنسبة لك، والأخذ باستشارة من تثقين بآرائهم، وابتعدي عن الاندفاع لأي سبب خارجي قد تتعرضين له.
5- الاحترام: تعلمي احترام العواطف واحترام قيمة التعليم، فالاثنان لا يتجزءان ويجب ألا يفصل فيما بينهما فكل يكمل الآخر بصورة غير مباشرة.
الذكاء سر نجاح الحب والدراسة
ترى هالة أحمدالنمر، أنّ امتلاكالشهادة أمر مهم جدًا لمستقبلها، كذلك أيضًا الحب والزواج، لأنّ الله خلقنا كي نكمل حياتنا بشريك آخر لتحقيق حلم الأمومة الجميل، ولا تجد "النمر" أي مانع من أن يتفق الحب والدراسة مع بعضهما إذا وجد الحب الصادق والشريك الذي يتقي الله في معاملته معها، ويعينها على اجتياز مراحل تعليمها وإكمالها لدراستها، لكن إن وضعت في خانة الاختيار فستختار الحب والارتباط، فذلك قمة سعادتها وأولوياتها، ولإيمانها الكامل بأنّ الحب لا يعترضمعالتحصيلالدراسي، بل إنه حافز له، لذا يجب اختيار شريك الحياة بعناية؛ لأنّ من يحبها سيسعى بالتأكيد لنجاحها، فالفتاة الناجحة هي التي تستطيع أن تملك جميع أدوات الحياة من حب وزواج ودراسة وعمل دون أن تقع ضحية لأحدها، وكل ذلك أولًا وأخيرًا يقع على من ستختاره ليشاركها حياتها،وعلى قوة ثقتها وطموحها، فرفض الفتاة للزواج بسببالعلم أمر غير صائب تمامًا سيترتب عليه أضرار كثيرةفيالمجتمع، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الفتن وفساد المجتمع، والانفلات الأخلاقي.
وتكمل "النمر": "أنا كفتاة أفكر بذكاء فلا مانع لدي أن أنهي مرحلتي الجامعية، وأكمل دراستي العليا مع شريك حياتي، وأبني مستقبلي العلمي والعملي داخل أسرتي الخاصة".
لكل أوانه
بينما تقول خلود أبوعوف: "الفتاة بطبيعتها تهتم بالحب، وأيضًا مهتمة بإثبات الذات، فالحياة الحالمة الجميلة وحدها لا تكفي لكسب العيش، ولابد من السعي لبناء المستقبل. كذلك الفتاة يومًا ما ستكون أمًا، وستسعى لتعليم أبنائها، فيجب أن تكون على مقدار من العلم الكافي لتنشئ جيلًا جديدًا، ولن تصل لتحقيق ذلك إلا بالعلم فهو سلاحها ولا يجب أن تتنازل عنه، كذلك الحب فهو ما يجعل حياة الشخص أفضل، فالمُحِب الحقيقي يسعى لإسعاد رفيق دربه ويكون عونًا له لا عليه، فالحب يعطي دافعًا كبيرًا، ولكن الأهم التفريق بين الحُب والرغبة حتى لا نقع في المتاهات، ويجب على الأهلل المتفهمين والواعين أن يحترموا آراءنا ورغباتنا من تقديم الدعم لا الإرغام، فكل شيء له أوانه ووقته وجماله، ولا يحبذ الاستعجال لإنهاء أحد الطريقين، فالأهل عون لنا بتجاربهم وخبراتهم التي تثري أفكارنا وقراراتنا إن وجد التفاهم والحوار الهادف".